كيف سيطر "الحوثيون" على "تعز".. وهل تتدخل قوات درع الجزيرة ؟

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية


طالب اليمن، الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بالتدخل سريعا لفرض منطقة حظر طيران في المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون، كما دعا دول مجلس التعاون الخليجي، لتدخل قوات درع الجزيرة في اليمن، لوقف التمدد الحوثي المسنود من إيران، مؤكدا أن ما حصل في مدينة تعز أمس، سيسهل على الحوثيين الاستيلاء على مطارات أخرى وبنفس التكتيك، وصولا إلى عدن. في حين دعا زعيم جماعة أنصار الله الحوثية عبد الملك الحوثي مساء أمس اليمنيين للتحرك بكل فئاتهم ووجهائهم وعلمائهم وقبائلهم نحو التعبئة العامة ورفد المعسكرات واللجان الشعبية بالمقاتلين، معلنا الحرب على الجنوب.


وقال الدكتور رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني الجديد في اتصال مع «الشرق الأوسط اللندنية»، إنه «جرى مخاطبة كل من مجلس التعاون الخليجي، والأمم المتحدة، وكذلك المجتمع الدولي، بأن يكون هناك منطقة طيران محظورة، وأن يمنع استخدام الطائرات العسكرية في المطارات التي يسيطر عليها الحوثيون». وأضاف «نطالب بأن تتدخل قوات درع الجزيرة لوقف هذا التمدد الحوثي بمساندة إيرانية»، مشيرا إلى أن الحوثيين واجهوا مقاومة من القبائل والشعب اليمني خلال تحركاتهم البرية.

وقال وزير الخارجية اليمني، إن الحوثيين بدأوا باستخدام الطائرات بالهجوم، على القصر الرئاسي في عدن، ومن ثم الاستيلاء أمس على مطار تعز، عبر طائرات محملة بالحوثيين، يقودها إيرانيون من الحرس الثوري، وأوضح أن الأحداث التي شهدتها تعز اليمنية، تدل أن جماعة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والحوثيون وإيران، لا يريدون الخير والاستقرار لليمن، وإنما يريدون الهيمنة والسيطرة بالقوة. وأشار ياسين إلى أن بلاده طالبت دول مجلس التعاون بتدخل قوات درع الجزيرة، لحماية المصالح الحيوية، وكذلك الحدود قبل أن يتمدد الحوثيون ويسقطوا كل اليمن، مشيرا إلى أن إيران «لم تخسر كثيرا في دخولها إلى اليمن، لكنها إذا سيطرة على كل البلاد، ستدفع كل ما لديها مقابل أن تحافظ استقرارها في اليمن، الأمر الذي يهدد ليس السلام في منطقة الخليج والاستقرار، وإنما العالم بأجمعه من خلال سيطرتهم على مضيق باب المندب».
ولفت وزير الخارجية اليمني إلى أنه جرى إعداد الترتيبات لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، بإرسال المساعدات الطبية للجرحى، واستعداد المملكة نقل من تستدعي حالته لتلقي العلاج في مراكز طبية في المملكة، للمصابين في الاعتداءات الإرهابية في كل من صنعاء وعدن، حيث ستذهب الطائرات خلال هذا الأسبوع إلى عدن، وستنقل المصابين، سواء كان في الهجوم الذي يقوم به الحوثيون على عدن وتعز، فيما سيجري العمل على توفير الطريقة التي لنقل المصابين من داخل صنعاء.

وأكد الدكتور ياسين، أن ما حصل في تعز، سيسهل للحوثيين الاستيلاء على مطارات أخرى وبنفس التكتيك، وأن الطائرات المجهولة التي تحلق فوق القصر الرئاسي في عدن، هي عملية تهديد بالاستيلاء على عدن. وأضاف «طائراتهم هي للاستطلاع، بحيث إذا استمر الحال من دون أي مقاومة، فسيتم قصف عدن». وأشار إلى «أن الأحداث المتسارعة في اليمن، إذا استمرت بهذه الطريقة مثل ما حصل في تعز أمس، فأعتقد أن المنطقة تسير نحو حرب أهلية، ولكن أهل مدينة تعز الأبطال لن يرضوا بذلك، وإن خضعوا إلى عنصر المفاجأة والقوة، لكنهم بعد أيام سيبدأ أهل تعز بالمقاومة وعملية رفض هذا الجسم الغريب الذي أتاهم، وهو الحوثيون».
وعن النتائج التي قدمها جمال بنعمر، المبعوث الأممي لليمن، قال وزير الخارجية اليمني «ليس هناك نتائج حقيقية قام بها جمال بنعمر المبعوث الأممي، حيث إن استمرارها بالحوار منذ 21 سبتمبر (أيلول)، أعطى الوقت والفرصة للحوثيين، بأن يتوسعوا ويتمددوا تحت غطاء أن هناك حوارا لا يزال جاريا، وأن ما عمله بنعمر، هو واحد من شرعنة الانقلاب». وأضاف «كان يفترض على بنعمر، أن يوقف الحوار منذ 21 سبتمبر، حتى يكون أمام مسألة واضحة بأن هناك انقلابا، ويجري في ذلك الوقت التعامل معه على هذا الأساس، أما استمرار المد الحوثي وسيطرته على معظم المرافق الرئيس اليمني، بينما لا يزال الحوار الذي يجريه بنعمر مستمرا، تحت رعاية أممية، الأمر الذي يشعر للعالم بأن الأوضاع التي تجري في اليمن أقل من العادي، وليس هناك أي اختلاف».


وأوضح الدكتور ياسين، أن على الإيرانيين، الكف عن مساعدة الحوثيين، وجماعة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، لأنه إذا كان لدى إيران مصالح حقيقية، وليس مشروعا طائفيا أو إقصائيا أو تهديدا لدول المنطقة، فعليها أن تتعامل مع الشرعية المتمثلة بالرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور، أما إذا كان لديها مشروع آخر طائفي أو استيلائي، فأعتقد أنه يجب أن تتوقف، وأن يفهم العالم كله، بأنه لا يمكن السماح لها بذلك.


وأضاف «أن التحديات وما يحصل في اليمن حاليا، لم نسمع عنه في أي مكان في العالم، حيث إن طرق تسلسل الأحداث وتسارعها مع هذه الميليشيات الحوثية التي لم يردعها أي رادع، وفي نفس الوقت نمت كليا على الدعم الإيراني المفتوح، من دون أي قيود، أعتقد أنها سابقة لم تحصل في أي منطقة عربية اليوم، وما يحصل في العراق وسوريا وليبيا لم تكن مثل السرعة العجيبة في اليمن، حيث كسب الإيرانيون الأراضي اليمنية بأقل ثمن، والآن سيبذلون أقصى ثمن للمحافظة عليها».


جدد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أمس الدعوة إلى «التعبئة العامة» لمواصلة الهجوم الذي تشنه قواته باتجاه جنوب اليمن، والذي يستهدف بحسب قوله تنظيمي «القاعدة» و«داعش».


وقال الحوثي في خطاب متلفز نقله تلفزيون «المسيرة» التابع للحوثيين: «أدعو شعبنا العظيم في اليمن للتحرك بكل فئاته في كل المجالات للتعبئة العامة (...) ورفد المعسكرات واللجان الشعبية بالمقاتلين». وهاجم الحوثي الرئيس هادي واتهمه بأنه «دمية بأيادي قوى الشر والهيمنة وعلى رأسها أميركا».
وتعهد زعيم الحوثيين بملاحقة المتشددين المسؤولين عن تنفيذ هجمات صنعاء الانتحارية التي أودت بحياة أكثر من 130 شخصا يوم الجمعة، وقال إن اليمن يواجه خطر الانزلاق في صراع على النمط الليبي.

 في سياق متصل، عينت اللجنة الثورية التابعة لجماعة الحوثيين قائما بمهام وزير الدفاع خلفا للواء محمود الصبيحي. وقضى قرار اللجنة الثورية بتكليف اللواء الركن حسين ناجي هادي خيران بالقيام بمهام وزير الدفاع اعتبارا من أمس.


ويعتبر خيران ثاني وزير دفاع تعينه جماعة الحوثيين، في الوقت الذي يمارس فيه وزير الدفاع في حكومة خالد بحاح المستقيلة مهامه من مدينة عدن جنوب اليمن. وجاء القرار بعد دقائق من خطاب الحوثي.