اجراءات حازمة ضد "ماصايمينش "المغربية

عربي ودولي


مع اقتراب غروب الشمس ولحظات قبل ارتفاع صوت اذان صلاة المغرب معلنا عن موعد الافطار، يعم صمت شامل على العاصمة الرباط فتبدو شوارعها ومقاهيها التي تستعد للفترة الليلية شبهه مهجورة، لكن مجموعة من المغاربة تحاول جاهدة ان تبدو مختلفة.

فقبل أيام قليلة من شهر رمضان اطلقت مجموعة من الشباب المغربي مجموعة على الـ «فيسبوك» أسمتها باللهجة المغربية الدارجة «ما صايمينش» (لن نصوم) هدفها الاساسي الدفاع عن حق غير المؤمنين في تناول الطعام والشراب والتدخين في الاماكن العامة خلال شهر رمضان.

والفكرة، كما يشرح عماد الدين حبيب (23 سنة)، احد مؤسسي المجموعة «هي ان نقول للمجتمع اننا مختلفون ولسنا مجبرين على الاختباء عن الانظار لنمارس اختلافنا».

والمغرب بلد معروف بممارسة اسلامية متسامحة ومعتدلة، فمطاعم وحانات المدن الكبيرة مفتوحة امام المغاربة والسياح القادمين من كل مكان، باستثناء شهر رمضان حيث يمنع على المغاربة ارتيادها.

ورغم التسامح والانفتاح يبقى نحو 89% من المغاربة، حسب دراسة حديثة لمركز بيو الاميركي للبحوث، محافظين ويعتبرون الدين «مهما جدا» في حياتهم.

وبالنسبة لاغلب المغاربة فان افطار رمضان علنا في النهار هو بمثابة انتهاك لحرمة الدين.

وحسب عمر بنجلون، المحامي المعروف بدفاعه في قضايا حقوق الانسان، فان «أغلبية الناس يشعرون بالصدمة لرؤية شخص يتناول الطعام في الشارع نهارا خلال شهر رمضان».

ويعاقب الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي على الافطار جهرا خلال شهر رمضان بالحبس من شهر الى ستة اشهر وغرامة لا تقل عن مائة وعشرين درهما (10 يورو).

وفي هذا الصدد قال وزير الاتصال المغربي مصطفى الخلفي، المنتمي لحزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل، وهو اول حزب اسلامي يقود الحكومة في تاريخ المغرب، ان السلطات لن تتسامح وستنهج «الحزم في تطبيق القانون».

ونقلت الصحافة المغربية خلال الايام الاخيرة عدة حوادث تتعلق بالتمرد على الصيام في شهر رمضان.

فقد اوقفت الشرطة شابين وشابتين في مدينة بني ملال (وسط)، بعد ان لمحهم ممرض يشربون ويدخنون فأبلغ عنهم، وهم الآن ينتظرون المحاكمة.

وفي حادثة اخرى نشرتها يومية «أخبار اليوم» الخاصة، رفع شابان دعوى قضائية على ابن برلماني قالا انه حاول دهسهما بسيارته بعد ان احتجا على تدخينه السجائر علنا.

ويرى حبيب، الناشط في مجموعة «ما صايمينش»، ان «المجتمع منافق» فيما يتعلق بمسألة الصيام.

ويضيف «نريد الغاء الفصل 222، فنحن لسنا متدينين وليس من حق المجتمع ان يفرض علينا معتقداته».

وفي مقابل ذلك يعتقد حتى بعض اصحاب القناعات الليبرالية المتخوفون من فرض قيود اكثر والراغبون في مزيد من الحريات، ان هؤلاء الشباب الذين يريدون ممارسة قناعاتهم علنا «هم على خطأ».