مذبحة "دير ياسين" بداية الصراع بين "فلسطين" وقوات الاحتلال الإسرائيلي

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

تحل اليوم ذكرى مذبحة دير ياسين على يد الجماعتين الصهيونيتين أرجون وشتيرن، حيث أشتعلت نيران  الكراهية والأحقاد بين الفلسطينيين واليهود في 9 أبريل عام 1948، و بعد قرار بريطانيا سحب قواتها من فلسطين مما ترك حالة من عدم الاستقرار في فلسطين.

وبدأت  الصراعات المسلحة بين العرب واليهود بحلول ربيع 1948 عندما قام جيش التحرير العربي والمؤلّف من الفلسطينيين ومتطوعين من مختلف البلدان العربية على تشكيل هجمات على الطرق الرابطة بين المستوطنات اليهودية وقد سمّيت تلك الحرب بحرب الطرق، حيث أحرز العرب تقدّماً في قطع الطريق الرئيسي بين مدينة تل أبيب وغرب القدس مما ترك 16% من جُل اليهود في فلسطين في حالة حصار.

و قرر اليهود تشكيل هجوم مضاد للهجوم العربي على الطرقات الرئيسية فقامت عصابة شتيرن والأرجون بالهجوم على قرية دير ياسين على اعتبار أن القرية صغيرة ومن الممكن السيطرة عليها مما سيعمل على رفع الروح المعنوية اليهودية بعد خيبة أمل اليهود من التقدم العربي على الطرق الرئيسية اليهودية.

" قرية دير ياسين"

تعد قرية دير ياسين التي تقع غربي القدس من القرى الصغيرة على أطراف القدس ولم يكن لها أي شأن في حركة المقاومة ضد اليهود، كما أن شيوخ القرية رفضوا طلب المتطوعين العرب بالاستعانة برجال القرية لمحاربة اليهود، كما منعوهم من استخدام القرية لمهاجمة قاعدة يهودية قربها، فرد المتطوعون العرب بقتل رؤوس الماشية فيها، كما  إنها وقعت على اتفاق للالتزام بالسلم وعدم العدوان مع جيرانهم من اليهود.

"تفاصيل المذبحة"

قامت عناصر من منظمتي "الأرجون وشتيرن" الإرهابيتين بشن هجوم على قرية دير ياسين قرابة الساعة الثالثة فجراً، وتوقع المهاجمون أن يفزع الأهالي من الهجوم ويبادروا إلى الفرار من القرية،  وهو السبب الرئيسي من الهجوم، كي يتسنّى لليهود الاستيلاء على القرية، وانقضّ المهاجمون اليهود تسبقهم سيارة مصفّحة، وفوجيء المهاجمون بنيران القرويين التي لم تكن في الحسبان وسقط من اليهود 4 من القتلى و 32 جرحى.

ثم داهمت عصابات شتيرن والأرجون والهاجاناه الصهيونية قرية دير ياسين العربية في الساعة الثانية فجراً ، وقال شهود عيان أن إرهابيي العصابات الصهيونية شرعوا بقتل كل من وقع في مرمى أسلحتهم ، ثم ألقى اليهود القنابل داخل منازل القرية لتدميرها على من فيها، حيث كانت الأوامر الصادرة لهم تقضي بتدمير كل بيوت القرية العربية، في الوقت ذاته سار خلف رجال المتفجرات إرهابيو الأرجون وشتيرن فقتلوا كل من بقي حياً داخل المنازل المدمرة.

واستمرت المجزرة الصهيونية حتى ساعات الظهر، وقبل الإنسحاب جمع الإرهابيون الصهاينة كل من بقي حياً من المواطنين العرب داخل القرية حيث أطلقت عليهم النيران لإعدامهم أمام الجدران، واتضح بعد وصول طواقم الإنقاذ أن الإرهابيين الصهاينة قتلوا 360 شهيداً معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال.

ثلاثة أيام والمذبحة تجري ،  تحولت خلالها دير ياسين إلى جهنم مملوءة بالصراخ وإنفجار القنابل ورائحة الدم والبارود والدخان حسب ما وصف مندوب الصليب الأحمر، ثمة وحدات تابعة لجيش "الأنقاذ" العربي، التابع لجامعة الدول العربية ، كانت على بعد دقائق من المذبحة لكنها رفضت التدخل.

" نتائج المذبحة "

 وصل عدد ضحايا المجزرة إلى 254 من القرويين ،حيث ذبحوا من أهلها 107 أشخاص بين رجل وامرأة وشيخ وطفل - وقتل 250 شهيدا - ومثلوا بجثثهم بشكل بشع بقطع للآذان وتقطيع للأعضاء وبقر لبطون النساء وألقوا بالأطفال في الأفران المشتعلة وحصد الرصاص كل الرجال ثم ألقوا بالجميع في بئر القرية، واشتهرت بمذبحة دير ياسين.

الأمر الذى تزايدت على آثرة الحرب الإعلامية العربية اليهودية وتزايدت الهجرة الفلسطينية إلى البلدان العربية المجاورة نتيجة الرعب الذي دبّ في نفوس الفلسطينيين من أحداث المذبحة، وعملت بشاعة المذبحة على تأليب الرأي العام العربي وتشكيل الجيش الذي خاض حرب الـ 1948.

كما استوطن اليهود القرية وفي عام 1980 أعاد اليهود البناء في القرية فوق أنقاض المباني الأصلية وأسموا الشوارع بأسماء مقاتلي الإرجون الذين نفّذوا المذبحة.

 " قادة المذبحة"

يعد مناحم بيجن الذي اقتسم مع السادات جائزة نوبل للسلام من أهم قادة المذبحة ، ومن أهم ما قالة "بيجن " عن المذبحة قال بيجن قائد المذبحة : "إن نارهم كانت حامية وقاتلة وقد اضطر اليهود أن يحاربوا العرب من شارع إلى شارع ومن دار إلى دار".

وقد فاخر مناحيم بيجن - رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق - بهذه المذبحة في كتابه فقال "كان لهذه العملية نتائج كبيرة غير متوقعة، فقد أصيب العرب بعد أخبار دير ياسين بهلع قوي فأخذوا يفرون مذعورين .. فمن أصل 800 ألف عربي كانوا يعيشون على أرض اسرائيل الحالية "فلسطين المحتلة عام 1948" لم يتبق سوى 165 ألفاً.

واعترف مناحيم بيجن ، بأنه خسر أربعين في المائة من رجاله في سبيل احتلال دير ياسين،وقال أن العرب دافعوا بضراوة عجيبة ،وقد فكرت عصابات هذا السفاح بالأنسحاب الفعلي" لصعوبة احتلالها"، ومرت عليها ظروف إنها لم تستطع اخلاء جرحاها، ووجهت نداء للهاجناة" إذا لم تساعدونا فنحن حتما هالكون".

وكذلك عصابات شتيرن ، توقفت في منتصف القرية ولم تستطع التحرك ، وعندما جرح قائد "شتيرن" الميداني " يهودا سيغال" ، ظل لساعات يتخبط في دمه وهو يرجو أن يجهز عليه ، وكان يسقط حوله كل من يحاول الأقتراب منه حتى مات، ولم يتحركوا إلا عندما جاءت إمدادات الهاجناة ، والتي قلبت الأوضاع رأسا على عقب.