يمنيون بمصر يُحذرون من التدخل البري ويصفونه بـ "كارثة"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 

 

السلمي: لن يستطيع القضاء على الحوثيين غير اليمنيون أنفسهم


 

عاطف: الجيش اليمني انقسم إلى ثلاثة فرق وأصبح ميليشيات


 

أبو طالب: التحالف المصري السعودي يستند إلى مصلحة البلدين


 

عبدالفتاح: لابد من إلغاء التأشيرات لمن يريد دخول مصر من اليمنيين

 حذر يمنيون من التدخل البري من قوات التحالف العربي المسمى بـ"عاصفة الحزم"، واصفينه بكارثة قد تؤدي إلى وقوع خسائر كبيرة من الجانبين.

وقد استطلعت "الفجر" آراء يمنيون يعيشون في مصر حول الأوضاع في وطنهم والهجمات الجوية التي شنتها السعودية وعدد من البلدان العربية مؤخرا على اليمن  والتى اطلق عليها اسم "عاصفة الحزم " .

وجاءت الآراء متباينة بين تاييداً كبيراً لهجمات "عاصفة الحزم"، حيث اعتبرها بعضهم ضرورية  لإضعاف الحوثيين وإرغامهم على اللجوء للحوار، والقبول بالشرعية المتمثلة في عودة الرئيس عبدربه منصور رئيسا للبلاد .

وأخرين رفضوا  الهجمات، موضحين أنها تقضي على ما تبقى من  الجيش اليمني و تخلف ورائها آلاف من الضحايا المدنيين، مؤكدين أنها لن تستطيع أن تغير شيئاً على أرض الواقع بل ستدخل البلاد في حرب أهلية طاحنة .

من جانبه قال فضل السلمي، يمنى من محافظة آب الجنوبية ومقيم حالياً فى مصر، انه يؤيد الضربات، مؤكداً على ضرورة أن تكون مُركزة في المناطق التي يتواجد فيها المسلحين الحوثيين، ولافتا إلى أن الضربات تستهدف الجيش ومعسكراته بما يؤدي إلى تحطيمه ليصبح اليمن بلا جيش  .

وأضاف السلمي، أن هذه الضربات أحدثت بعض اللبس عند اليمنين، مشيراً إلى أنها  استهدفت قوات الاحتياط  في مآرب وهى قوات معروف أنها ضد "عبدالله صالح" والحوثىين، موضحا أن مثل هذه الافعال أدت إلى اعتراض كثير من اليمنين الرافضين للحوثيين على هذه الضربات وهو ما أدى إلى توحدهم  .

 واستبعد أن تستطيع الضربات الجوية اجبارالحوثيين على الاستسلام والجلوس على طاولة المفاوضات، قائلاً : "لن يستطيع  السيطرة على الحوثيين إلا اليمنينون أنفسهم  لذا لابد أن تقوم السعودية بدعم القوى المناوئة لهم" .

ورأى أن التدخل البري في اليمن سيكون ضرورياً خاصة وأن الحوثيين في طريقهم إلى السيطرة على الجنوب اليمني بالكامل حيث انهم  وصلوا إلى عدن حالياً ويقاتلون فيها الجماعات الموالية للرئيس "عبد ربه منصور"، مُضيفا أن الجنوب به بعض القوى المناوئة للحوثيين حيث تسيطر القاعدة على "شبوة"، أما الحراك  الوطنى الجنوبي والذي يسيطرعلى محافظتي الضالع ويافع  لايملك أي قوة وسهل السيطرة عليه .

وقال عُمر أحمد عاطف، طالب يمني بالفرقة الثالثة بكلية الطب جامعة القاهرة، إن  الحركة الحزبية في اليمن منقسمة إلى ثلاث فرق الأولى هي الأحزاب المدنية مثل الاشتراكي والناصري والبعثيون القوميون، لافتاً إلى أن جميعهم أحزاب شبابية تسعى إلى إقامة دولة مدنية على أساس المواطنة والمساواة بين جميع اليمنيين .

 وأضاف أن الفرقة الثانية لحزب التجمع اليمني، تمثل جماعة الاخوان المسلمين هناك، وأنهم موالون للعالم اليمني حميد الأحمر واللواء على محسن الأحمر، والفرقة الثالثة هي المؤتمر العام الشعبى، والذي يتبع على عبدالله صالح  وابنه، متابعاً: "أما الحوثيون فهم يدينون بالولاء إلى عبد الملك الحوثي والإمام الخميني في إيران" .

 واوضح ان الجيش اليمني انقسم بين ثلاث فرق  واصبح مليشيات، مشيراً إلى وجود ألوية موالية لعلى عبدالله صالح  وأخرى موالية لعبدالملك الحوثي، اضافة إلى  ألوية موالية للإخوان، بينما الأحزاب المدنية لا يتبعها أحد في الجيش.

 وأكد أسامة أبو طالب، رسام كاريكاتير وصحفي  يمني مقيم في مصر، أنه يؤيد ضربات التحالف في اليمن إذا كانت  دقيقة ومركزة  بحيث  تستهدف الأهداف الحوثية، معبراً عن اعتراضه على الأضرار التى  تخلفها  الضربات على المدنين.

 واشار أبو طالب، إلى أنه يؤيد هذه الضرابات طالما  تحقق  الأهداف المتمثلة في إضعاف الحوثيين، مؤكداً أن التحالف لصالح  اليمنيين لتخليصهم من  الزحف الهمجي للحوثيين المدعوم من إيران وايقاف ما أسماه بالمهزلة والمشروع الإيراني  الشيعي في المنطقة .

وأوضح أن التحالف المصري السعودي يستند إلى أن هناك مصلحة للجانبين في هذه الحرب، لافتاً إلى أن المصلحة السعودية هي أن سيطرة الحوثيين على اليمن  تعد تهديداً كبيراً للنظام السعودي الوهابي خاصة أن الحوثيين موطنهم الأساسى صعدة بشمال اليمن بمحازاة الحدود السعودية مباشرة، بما يعني تخوفاً كبيراً من المد الشيعي في الأراضي السعودية .

 أما بالنسبة للمصلحة المصرية في الانضمام لهذا التحالف فتأتي نتيجة القلق من سيطرة المشروع الإيراني على اليمن وبالتالى السيطرة على مضيق باب المندب  الاستراتيجى بالنسبة للملاحة عبر قناة السويس .

وأشار إلى أن الرئيس عبد ربه منصور فقد ثقة كثير من المواطنين في اليمن بعد  فشله في منع الحوثيين من التمدد والسيطرة على العاصمة إلا أنه لايزال الخيار  الوحيد للقضاء على الحوثيين ملمحا أن  سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء كان بمثابة الكارثة .

 وأوضح ان الحوثيين يستمدوا قوتهم من تحالفهم مع المؤتمر الشعبى بقيادة على عبدالله صالح، وما يطلق عليهم المتحوثين وهم من الاغلبية التي تقاتل معهم، مشيراً إلى أن أعداد الحوثيين لا تصل إلى 20% من اليمن كما يثار .

 وأعرب أبو طالب، عن أنه يتمنى أن تنتهي الضربات الجوية للتحالف العربي بتحقيق أهدافها في أقرب وقت، مشيراً إلى أنه كلما استغرقت وقت طويل كلما تفاقمت المشكلة.

 وأشار إلى أن التدخل البري في اليمن "كارثة" نظراً للتضاريس والجغرافيا اليمنية المُعقدة، قائلا: "الحرب البرية ستكون حيوانية وستؤدي إلى وقوع خسائر كبيرة من الجانبين" .

فيما طالب هاني عبدالفتاح، من مدينة تعز ومقيم فى مصر للدراسة، الحكومة المصرية بالوقوف بجانب الشعب اليمني في محنته الحالية كما عهد اليمن من  مصر، لافتاً إلى ضرورة فتح الأبواب أمام اليمنيون لدخول مصر، مطالباً بإلغاء  القرار الخاص بفرض تأشيرة على من يريد من اليمنيين أن يزور مصر .

وقال إن الحوثيين هم من جلبوا الحرب إلى اليمن عندما تحالفوا مع  ايران، مؤكداً  انه من الطبيعي أن تعترض الدول العربية على أن تقع اليمن في ايد الفُرس .