أحمــد متولــى يكتب: وزارة السخافــة والإيحــاءات الجنسيــة

الفجر الفني

بوابة الفجر


بعد ما قولنا أن ربنا صلحلنا الأحوال وأن حكومة المهندس إبراهيم محلب تسير على أكمل وجه وهى الأمل الوحيد لإخراجنا من أزمات عهد "مبارك"، وأنها ستنقذنا من "وحل البرك" الذى وصلنا له خلال الأربعة أعوام الأخيرة عقب ثورة 25 يناير، فاجأنا وزير الثقافة الجديد عبدالواحد النبوي بتصريحات ساخنة وغريبة على لسانه بعدما تحرش لفظيًا بموظفة لديه بالوزارة، وسخر من زيادة وزنها بشكل غير لائق.

 

تصرف "النبوى"، والذى أوضح أنه كان مجرد "إفيه كوميدي سخيف" لتلطيف الأجواء مع الموظفين، يعيد لأذهاننا ماقام به من قبل علاء عبدالعزيز، وزير الثقافة الأسبق فى عهد الإخوان أيام حكومة هشام قنديل، بعدما تم تسريب فضائحه الجنسية من خلال صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك"، وتمت إحالته للنائب العام لاتهامه بارتكاب جرائم مخلة بالآداب العامة خلال فترة شغله وظيفة مدرس بقسم المونتاج بالمعهد العالي للسينما، ومن قبلهم الوزير فاروق حسني والذى اتهم أنه شاذ جنسيًا، من قبل صديق له فى نفس الوزارة أيام حكم "مبارك"، وقال بأنه يداوم على المشاركة فى حفلات وأعياد الشواذ والعراة والتى تقام سنويًا فى فرنسا وإيطاليا.

 

وزارة الثقافة أصبحت من الوزارات المنكوبة ببعض الوزراء الذين لا يراعون مهام وصعوبة منصبهم الحساس فى الدولة، هذا بخلاف قضايا الفساد وإهدار المال العام، فبعد شهر و13 يوم على تعيين "النبوى" فى منصب وزير الثقافة، أكدت تقارير الأمن الوطني ميوله الإخوانية، وإذا ثبت صحة ذلك، فلماذا تُصر الحكومة على بقاءه رغم انتماءه لجماعة إرهابية؟

 

صادفني الحظ أن أتواجد فى أكثر من مناسبة ثقافية يكون "النبوي" متواجدًا فيها، وللأسف فى كل مناسبة من هذه المناسبات أجده يقول أنه أقل عنصر فى وزارة الثقافة، وان التغيير سيبدأ بالمثقفين أنفسهم، وما عليه إلا أن يصدق على كلامهم وما يرونه صحيح سينفذه، آلا يعلم الوزير أنه الرأس الكبيرة فى الوزارة؟ وأن التغيير يبدأ من الأعلى خاصة فى مجتمعنا المصرى، وأنه وجب عليه اتخاذ كافة التدابير اللازمة لإصلاح الوزارة من فسادها، وعليه إعادة الثقافة المصرية لسابق عهدها وإنقاذنا مما وصلنا إليه من انحدار أخلاقى؛ وإذا كان يري غير ذلك فعليه أن يجلس فى منزله ويترك الدفة لباقى المثقفين الذين نثق فيهم يديرون الوزارة بدلًا منه.

 

يحسب لوزير الثقافة الجديد أنه من العناصر الشابة والتى أعادت رونق المنصب لدفة الشباب مرة أخرى، ففى أقل من شهر وجدناه يتحرك ويحاسب المخطئ من إسكندرية حتى الصعيد، ولكن الوزارة أصبح حالها مثل السيدة العجوز التى ماتت على سرير فى مستشفى حكومى بعدما كانت تنتظر زيارة أولادها لها ولكنهم لم يأتوا إليها، وبعد وفاتها قاموا بإرسال خدمهم وحشمهم لتشييع جثمانها لانشغالهم فى أعمالهم، فهل سيكون مصير الوزارة نفس مصير "العجوز" التى تركها أبنائها تموت؟  

 

أصبحت الوزارة الآن فى مفرق طرق، أما أن يعلن "النبوى" اعتذاره رسميًا عن الوزارة، أو ينهي "محلب" تكليفه ويعذله من منصبه، أو يستمر فى عمله ويظهر لنا إجادته لآن الوقت لا يتحمل سخافات أكثر من اللازم، أو "إيفهات سخيفة" من سيادته.

 

فضيحة "النبوى" كما وصفتها الجرائد والمواقع والبرامج الفضائية، تجعلنا نطلب من "محلب" بضرورة وضع قواعد وقوانين لتعليم السادة الوزراء باختلاف مناصبهم فن الاتيكيت مثلما يتم مع الرؤساء والوزراء فى مختلف الدول المتحضرة، وإذا فشل رئيس الوزراء فى ذلك فننصحه بإنشاء وزارة جديدة داخل حكومته ونطلق عليها اسم وزارة "السخافة والإيحاءات الجنسية"، ولا مانع فى أن ينضم لتلك الوزارة كل من يجيد صناعة النكتة السافلة والقلش الرخيص ومن يتهم بأنه متحرش أو معدوم الضمير، لنتفادي وجود مثل هؤلاء الأشخاص فى مناصب هامة أخرى داخل الوزارة، وحتى لو اتقفش الوزير بيعاكس واحده فى الوزارة ميقدرش القانون يحاسبه أو يقاضيه لانه ساعتها هيقول أنه كان بيقوم بمهام عمله الرسمية فى وزارة "السخافة" وأن "الإيحاءات الجنسية" اللى قالها كانت عشان تلطيف الجو مع الموظفين!