إيطاليا تدعو لقمة أوروبية لمواجهة "عبودية القرن الـ 21"

عربي ودولي

بوابة الفجر


قاد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي الدعوات في الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف تجاه الهجرة عبر البحر، بعد الحادث المآساوي الذي غرق فيه قارب بالبحر المتوسط.

واعتبر أن تهريب البشر إلى أوروبا يمثل "عبودية القرن."

وطالب رينزي بعقد قمة للاتحاد الأوروبي بهذا الشأن، وقال إن "التهريب أصبح أزمة في قارتنا"، وأبدى أسفه لغياب الوحدة الأوروبية.

ويعتقد أن القارب كان يحمل ما يقرب من 700 مهاجر، لم ينج منهم إلا 28 فقط.

وثمة تقديرات أن هذا العام وحده شهد غرق ما يقرب من 1500 مهاجر.

ويستغل مهربو البشر الأزمة السياسية في ليبيا، لتكون مركزا لإطلاق القوارب التي تحمل المهاجرين الهاربين من العنف والأزمات الاقتصادية في أفريقيا والشرق الأوسط.

"عبودية القرن 21"
وأشار رينزي إلى أن ليبيا مشكلة محورية، إذ أنها نقطة البداية لحوالي 90 في المئة من المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا عبر البحر.

وقال إن الأمر لا يتعلق بزيادة أعداد قوارب الإنقاذ، وإنما بمنع قوارب المهاجرين من مغادرة مصدرها.

وطالب عدد من الساسة الإيطاليين بحصار بحري، لكن رينزي رأى أن ذلك يصب في مصلحة المهربين الذين سيرون زيادة عدد السفن التي قد تنقذ المهاجرين.

وفي معرض الحث على عقد قمة أوروبية ، قال رئيس الوزراء الإيطاليا: "نطالب بألا نترك وحدنا لنواجه الموقف، ليس بخصوص الإغاثة في البحر، ولكن لمنع تهريب البشر."

وأضاف أن التهريب هو "أزمة قارتنا. وعبودية القرن 21".

وساند عدد من القادة الأوروبيين رئيس الوزراء الإيطالي. ومن بينهم رئيس وزراء مالطا، جوزيف موسكات، الذي قال لـ بي بي سي: "إذا غضت أوروبا والمجتمع الدولي الطرف عن هذه الأزمة، سيحكم التاريخ علينا كما حكم على أوروبا عندما غضت الطرف عن مجزرة هذا القرن والقرن الماضي."
كما قال رئيس الوزراء الأسباني، ماريانو راخوي: "سمعنا بعدد لا يحصى من المآسي الإنسانية نتيجة الغرق في البحر المتوسط.. الكلمات لم تعد تكفي."

كذلك قال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند: "العالم في حالة من الهلع بسبب الخسارة المتزايدة في الأرواح. وأصبح من الأولويات التعامل مع عصابات المجرمين الذين ينتفعون من الإتجار في البشر."

وأضيف الأمر إلى أجندة اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ يوم الإثنين.

ووجهت الكثير من الانتقادات للاتحاد الأوروبي منذ وقف عملية الإنقاذ "ماري نوستروم" العام الماضي. وقال بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي إنهم لا يقدرون على تحمل تكلفة العملية، وأبدوا مخاوف بشأن تشجيعها للمزيد من المهاجرين.

ويقوم الاتحاد الأوروبي حاليا بعملية محدودة للتحكم في الحدود باسم "ترايتون".

وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس: "هذه الكارثة تؤكد الحاجة الملحة لإعادة تشكيل عملية إنقاذ بحرية."

سفينة تجارية
وحل الظلام في موقع غرق القارب، الذي يبعد عن جزيرة لامبيدوسا الإيطالية بحوالي 130 ميلا، و17 ميلا عن الساحل الليبي. وأمكن حتى الآن العثور على 24 جثة فقط.

وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إن هذا الحادث قد يكون أكبر خسارة في الأرواح سجلت أثناء عبور المهاجرين إلى أوروبا.

ويعتقد أن القارب انقلب أثناء محاولة ركابه جذب انتباه سفينة برتغالية كانت تمر بجانبهم.

وقال أحد الناجين إن حوالي 950 شخصا كانوا على متن السفينة، لكن لم يتأكد المحققون من صحة هذه الرواية.

 كما قال إن الكثيرين حبسوا داخل السفينة ولم يسمح لهم بالمغادرة.

وبحسب المفوضية العليا، حملت قوارب المهاجرين حوالي 13500 شخص إلى المياه الإيطالية خلال الأسبوع الماضي. ومنذ بداية العام الحالي، وحتى 15 أبريل، توفي حوالي 900 مهاجر أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط.

أما في العام 2014، عبر حوالي 170 ألف شخص إلى إيطاليا وحدها. في حين بلغت أعداد من حاولوا عبور المتوسط حوالي 218 ألفا، مات منهم 3500 أثناء الرحلة.