ما حكم الدعاء في الصلاة بالمأثور وغير المأثور؟

إسلاميات

بوابة الفجر


أجابت لجنة أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول حكم الدعاء في الصلاة بالمأثور وغير المأثور، بقولها: "الدعاء مصدر من قولك: دعوتُ الشيء أدعوه دعاءً، وهو أن تُميل الشيءَ إليك بصوت وكلام يكون منك، قال -تعالى-: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ". 

والدعاء في الصلاة وخارج الصلاة مستحب، لما ورد من الآيات والأحاديث الكثيرة في فضله، قال -تعالى-: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"، وقال -صلى الله عليه وسلم- فيما أخرجه أصحاب السنن والحاكم عن النعمان بن بشير أنه قال: "إن الدعاء هو العبادة، ثم قرأ "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ".

والدعاء في الصلاة بالمأثور وبغير المأثور جائز، لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود عن ابن مسعود قال: "كنا إذا جلسنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان وفلان، فقال -صلى الله عليه وسلم-: لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام، ولكن إذا جلس أحدكم فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتم ذلك أصابت كل عبد صالح بين السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدع به"، وفي رواية مسلم: "ثم يتخير من المسألة ما شاء"، وفي رواية: "ثم ليتخير بعد من المسألة ما شاء، أو ما أحب".

فأطلق -صلى الله عليه وسلم- الدعاء بما يشاء العبد ولم يقيده، وكان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعون في صلاتهم بما لم يتعلموه، فلم ينكر عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد روى أبو داود في سننه أن رجلًا كان يدعو في صلاته دعاءً لم يعلمه له -صلى الله عليه وسلم-، وأقره -صلى الله عليه وسلم- ولم ينكر عليه، ولما قال -صلى الله عليه وسلم-: "أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء، لم يعين لهم ما يدعون به، فدل على أنه أباح لهم كل الدعاء.

وعليه فإن الدعاء في الصلاة جائز بالمأثور وبغير المأثور.