بالصور.. مشاهد مفزعة من أكبر محرقة للجثث في نيبال

عربي ودولي

بوابة الفجر


نيبال- المؤمن معظم شعبها بعقيدة التقمص القائلة إن للإنسان حياة أخرى، وحرقه بعد موته هو تطهير له قبل تقمصه في جسد جديد- شهدت في اليومين الماضيين عمليات حرق جماعية مذهلة على مرأى من الكاميرات لجثث آلاف من أبنائها قضوا بزلزال حصد وقوعه يوم الجمعة الماضي بقوة 7.9 درجات، أكثر من 4500 قتيل حتى الآن، والرقم إلى مزيد من الارتفاع، وقد يصل إلى 7 آلاف بحسب ما توقع قيّمون على فرق الإنقاذ. 

الحرق نقلت الوكالات صوره لجثث أضرم فيها النار ذوو الضحايا أنفسهم، أو استعانوا بآخرين عند ضفاف نهر "باغماتي" المقدس للبوذيين، ونسبتهم 80% من السكان البالغين 30 مليونًا، كما للهندوس المؤمنين مثلهم بالتقمص، ونسبتهم 9% في بلاد مساحتها 147 ألف كيلومتر مربع، وخالية تقريبًا من المقابر، إلا لمن نسبتهم 4.4 % من المسلمين و1% من المسيحيين، وآخرين أقل من 6% ويتبعون أكثر من 8 ديانات أخرى تسمح بالدفن في المثوى الترابي الأخير. 

وتمت طقوس الحرق، وما زالت ليل نهار، عند ضفاف نهر Bagmati بالذات، لأن أساس "قدسيته" مستمدة من كثرة المعابد البوذية والهندوسية المبنية على ضفتيه، خصوصًا في العاصمة كاتماندو، بحسب ما طالعته "العربية.نت" عن النهر الذي يذري الحارقون رماد المحروقة جثثهم في مياهه الجارية معظمها في "وادي كاتماندو" الفاصل بين العاصمة ومدينة "لالبتور" في الجنوب النيبالي، وبذرّ الرماد "تتحرر الروح من جسدها المحروق" وتغادر المكان الى "مستوعب" جسدي جديد تقيم فيه. 

وأمس الاثنين ذكرت صحيفة The Himalayan النيبالية، أن ما تم استهلاكه من حطب يقدر بعشرات الأطنان، اعتبارًا أن حرق كل جثة يحتاج الى 250 كيلوجرامًا من الحطب كمعدل، أي جذع شجرة متوسطة تقريبًا، فيما قرأت "العربية.نت" في موقع Topix الإخباري، أن قوارب وشاحنات خصصتها الحكومة لنقل الحطب من مواقع عدة إلى العاصمة وخارجها، حيث كانت الحاجة ماسة وسريعة لأكثر من 1000 طن حطب وتوابعه من أغصان يابسة تنفع للاشتعال السريع. 

والنيبال التي لا بحر فيها وممتدة عند سفوح جبال الهملايا، وتحيط بها الهند والصين والتيبت، هي إحدى أفقر دول العالم، فإنتاجها القومي بالكاد 24 مليارًا، ودخل الفرد السنوي فيها لا يزيد عن 800 دولار. أما جيشها فمن الأضعف، ولا يملك إلا 21 طائرة من الستينيات والسبعينيات، مع 17 هليكوبتر، بحسب ما راجعت عنه "العربية.نت" في موقع Firepower Global المضيف أن موازنة الدفاع تبلغ هناك 210 ملايين دولارات فقط. 

وإحدى أشهر عمليات حرق الجثث في النيبال كانت بعد مقتلة اشتهرت في منتصف 2001 باسم "مذبحة القصر الملكي" حين أطلق ولي العهد الأمير ديابندرا النار على والده الملك بيرندرا والملكة ايشواريا، ومعهما قتل 7 أفراد من العائلة المالكة قبل أن يقدم على الانتحار، فحرقوا جثثهم جميعًا عند ضفة "باغماتي" ثم تولى مقاليد الحكم عمه جينندرا، كآخر ملوك البلاد التي تحولت في 2008 إلى جمهورية بحاجة مستمرة للضروريات، إلى درجة أن فيها طبيبان و50 سريرًا فقط بالمستشفيات لكل 1000 نسمة. 

أما أشهر عربي تمت معرفته حتى الآن وتعرض لخطر الزلزال في النيبال، فكان الدكتور عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات، والذي كتب سلسلة تغريدات في "تويتر" يوم حدث الزلزال، مخبرًا متابعيه أن انهيارًا جبليًا حدث على مقربة منه، وأن هناك "هزة أرضية كل 15 دقيقة" كما قال. 

وكان الدكتور عبد الخالق على ارتفاع ٣٤٠٠ متر حين اهتزت جبال هملايا بقوة وحدث الانهيار الجبلي الذي ذكره، لكنه طمأن القلقين عليه بتغريدة ثانية كتبها لهم، وذكر فيها أنه كان في الطريق الى قمة افيرست حين فاجأه الزلزال، ثم شكرهم على دعواتهم له. 

وسريعًا علم بشأنه وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، فأسرع إلى حسابه في "تويتر" وسأله عن حاله في تغريدة قال له فيها "دكتور طمني عليك" وتنشر "العربية.نت" صورة عنها، فشكره الأستاذ الجامعي على حسن تواصله معه، وأخبره أن سماع صوته كان له الأثر العميق في التخفيف من وقع الهزة.