أسرار زيارة "السيسى" لقبرص .. ولقاءه الثالث مع رئيس اليونان

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال ساعات زيارته لقبرص، والمقرر أن يزورها غدا الأربعاء 29 إبريل ،وخلال الزيارة يلتقى مع رئيس الوزراء القبرصى ، وأيضا مع الرئيس اليونانى، الذى كان قد زار القاهرة منذ أيام قليلة.

ومن المقرر أن يعقد السيسى قمة ثلاثية ، مع كلا من الرئيس اليونانى ، ورئيس الوزراء القبرصى ، على غرار القمة الثلاثية التى كان السيسى قد عقدها معهما فى القاهرة ،إبان إستضافة مصر للزعيمين اليونانى والقبرصى.

وعن أهمية تلك الزيارة فى هذا التوقيت، قال الدكتور صلاح جودة،أستاذ الإقتصاد بجامعة عين شمس، ورئيس مركز الدراسات الإقتصادية ،أن اليونان وقبرص من دول الإتحاد الأوروبى، وقبرص تحديدا تربطنا بها علاقات إقتصادية من خلال حقول الغاز الطبيعى فى المنطقة 18 الإقتصادية بالبحر المتوسط.

وأضاف جودة أنه خلال المؤتمر الإقتصادى الذى عقد مؤخرا بشرم الشيخ،تعاقدت شركة "بى – جى"،على أن تنقب عن البترول لصالح مصر فى تلك المنطقة ، التى كانت تسيطر عليها إسرائيل، وتحتكر ما يضخ فيها من الغاز الطبيعى.

وأشار رئيس مركز الدراسات الإقتصادية،إلى أن اليونان دولة متقدمة فى الصناعات البحرية والسفن وتعليب الأسماك ومراكز خدمة الموانى ،لافتا إلى أننا بحاجة لخبراتها مع قرب إفتتاح محور تنمية قناة السويس، فى أغسطس المقبل،و هذا المشروع يعتمد على المراكز اللوجيستية لخدمة وإمداد السفن،بالإضافة للمناطق الصناعية البحرية والملاحية التى ستلحق به،مشددا على أهمية أن نستفيد من الخبرات اليونانية فى هذا المجال.

وأوضح الخبير الإقتصادى ،أن قبرص من أكبر الدول المتقدمة فى مجال البنوك وشركات المال، و"الأوف شور"،وعلينا أن نستفيد من خبراتها فى المجال المصرفى وسوق الأوراق المالية.

وعلى الصعيد السياسى قال الدكتور جهاد عودة ،أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان،أن قبرص واليونان وغيرها دول لها صوت فى مجلس الأمن ،ومن المهم أن تدعم حصول مصر على المقعد الغير دائم،الذى تسعى لإحرازه حاليا.

وأشار عودة إلى أن تركيا تحتل شمال قبرص،وتطلق عليها قبرص التركية ،ولا يعترف بهذا الكيان إلا إردوغان نفسه،وتشكيل تحالف مصرى يونانى قبرصى ،يمثل ضربة دبلوماسية دولية للرئيس التركى الإخوانى ،دائم التطاول على مصر ونظامها، وتلك الضربة  لا تقل أهمية عن الإعتراف المصرى  بواقعة  "مذبحة الأرمن"، لافتا إلى أن هذا الإعتراف يطالب به غالبية المصريين مسلمين وأقباط.

ولفت خبير السياسة الدولية إلى أن اليونان وقبرص تجاوران مصر فى منطقة الرصيف القارى للبحر المتوسط، وهى منطقة غنية بالغاز والموارد الطبيعية ،موضحا أنه يتعين على الدبلوماسية المصرية، أن تعيد تقوية علاقاتنا سياسيا وإقتصاديا  بالدول الأوروبية اللاتينية،ومن بينها اليونان وقبرص،لأن بيننا وبينها علاقات تاريخية وثقافية وقيم حضارية مشتركة، لافتا إلى أن هذا التقارب لا يتحقق بين مصر ودول المحور الأوروبى الأنجلو ساكسونى ،ومن بينها بريطانيا وفرنسا ،وباقى الدول الغربية، الأقرب للولايات المتحدة الأمريكية.