نهاية مأساوية لرؤساء مصر من "محمد نجيب" لـ "مرسي"

تقارير وحوارات

 محكمة جنايات القاهرة
محكمة جنايات القاهرة


في إطار الحكم الذي فجرته محكمة جنايات القاهرة، جاء الرئيس المعزول محمد مرسي ليدخل اليوم التاريخ من أوسع أبوابه، ويصبح أول رئيس مصري يحكم عليه بالإعدام، وقد شهد رؤساء مصر تاريخا غريبا لنهاية حكم كل رئيس إما بالإغتيال أو المحاكمة أو تحديد الإقامة، وقد قامت "الفجر" برصد نهاية رؤساء مصر.

- محمد نجيب وتحديد الإقامة

"محمد نجيب" رئيس مصر الأول بعد ثورة 23 يوليو، ليختاره مجلس قيادة الثورة "محمد نجيب يوسف قطب" ليكون أول رئيس بعد الثورة، وقد ولد بالسودان بساقية أبو العلا بالخرطوم، لأب مصري وأم مصرية سودانية المنشأ اسمها "زهرة محمد عثمان".

تلقى محمد نجيب تعليمه بمدينة ود مدني عام 1905 حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وانتقل والده إلى وادي حلفا عام 1908 فالتحق بالمدرسة الابتدائية هناك، ثم التحق بكلية الغوردون عام 1913، ثم التحق بالكلية الحربية في مصر في أبريل عام 1917 وتخرج فيها في 23 يناير 1918، ثم سافر إلى السودان في 19 فبراير 1918 وفى نفس سن والده والتحق بذات الكتيبة المصرية التي كان يعمل بها والده ليبدأ حياته كضابط في الجيش المصري بالكتيبة 17 مشاة.

كان محمد نجيب أول ضابطه في الجيش المصري يحصل على ليسانس الحقوق عام 1927، وقد ترك محمد نجيب حكم مصر عن طريق إعفاءه الجبري، بسبب ذه هى سطور  " أزمة مارس" تلك الأزمة التى بدأت بانتصار اللواء محمد نجيب على معارضية فى مجلس قيادة الثورة وفى داخل صفوف الجيش، وانتهت بإنتصار البكباشى جمال عبد الناصر ورفاقه فى مجلس قيادة الثورة .

وتم إعفاء اللواء نجيب من مناصبه وتحديد إقامته على إثر تلك الأزمة، وقد أدت محاولة جماعه الأخوان المسلمين لاغتيال جمال عبد الناصر بميدان المنشية بالإسكندرية في ٢٦ أكتوبر ١٩٥٤ إلي انتهاز الأخير الفرصة لقمع الإخوان والإطاحة بالرئيس نجيب متهما إياه بمساندته الإخوان، وفي١٤نوفمبر ١٩٥٤ جاء قرار مجلس قيادة الثورة بإعفاء الرئيس محمد نجيب من رئاسة الجمهورية، ومن رئاسة الوزراء، ومن جميع المناصب التي يشغلها.

- عبد الناصر بين الاغتيال والوفاة الطبيعية

يُعد الرئيس "جمال عبد الناصر" هو ثاني رئيس لشغل منصب رئيسا للجمهورية المصرية وهو أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952 ، حيث تولي السلطة من سنة 1956، إلى وفاته سنة 1970.

حكمه بالبلاد قبل الوفاة

عين ناصر نفسه رئيسا للوزراء وقائدا أعلى للقوات المسلحة في عام 1967 كمنصبين إضافيين.
وفي يناير 1968، بدأ عبد الناصر حرب الاستنزاف لاستعادة الاراضي التي احتلتها إسرائيل،  حيث أمر بشن هجمات ضد مواقع إسرائيلية شرق قناة السويس ثم حاصر القناة. وفي مارس عرض ناصر مساعدة حركة فتح بالأسلحة والأموال بعد أدائهم ضد القوات الإسرائيلية في معركة الكرامة في ذلك الشهر.

وفي ديسمبر 1969 عين "ناصر"، السادات وحسين الشافعي في منصب نائب الرئيس، بحلول ذلك الوقت، توترت علاقات ناصر مع رفاقه العسكريين الآخرين، خالد وزكريا محيي الدين ونائب الرئيس السابق صبري.

الساعات الأخيرة لعبد الناصر ...وفاة عبد الناصر

وكان من أكثر الرؤساء الذين تولوا سلطة الحكم حينئذ وكانت هناك روايتان لوفاته الأولى ،كانت وفاته وفاة طبيعية ، وبعد انتهاء القمة يوم 28 سبتمبر 1970، عانى ناصر من نوبة قلبية، ونقل على الفور إلى منزله، حيث فحصه الأطباء،  توفي ناصر بعد عدة ساعات، والتاني هو محاولة اغتياله، وما زالت وفاته لغز وسر لم يحل.

أسباب الوفاة

كان السبب وراء وفاة  " عبد الناصر"  هو تصلب الشرايين، والدوالي، والمضاعفات من مرض السكري منذ فترة طويلة،  وكان ناصر يدخن بكثرة، هذا بالإضافة إلى تاريخ عائلته في أمراض القلب التي تسببت في وفاة اثنين من أشقائه في الخمسينات من نفس الحالة.

- السادات والاغتيال .. السادات والسلطة

"محمد أنور السادات" ويُعد ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية ، حيث كانت مده حكمه من الفترة 28 سبتمبر 1970 وحتي 6 أكتوبر 1981.

بداية تولي رئاسة الجمهورية

كان "محمد أنور السادات" قد شغل منصب رئاسة الجمهورية المصرية بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 وكونه نائباً للرئيس أصبح رئيساً للجمهورية، وقد اتخذ في 15 مايو 1971 قراراً حاسماً بالقضاء على مراكز القوى في مصر وهو ما عرف بثورة التصحيح، وفي نفس العام أصدر دستورًا جديدًا لمصر.

مسلسل الاعتقالات قبل الإغتيال

كان في 1981 لم يعرف الشعب المصري إنها تلك الحلقة القبل الأخيرة من من اغتيال "السادات" ، حيث بحلول ذلك العام قامت الحكومة بحملة اعتقالات واسعة شملت المنظمات الإسلامية والكتاب والصحفيين ومفكرين يساريين وليبراليين، حتي وصل  عدد المعتقلين في السجون المصرية إلى 1536 معتقلاً وذلك على إثر حدوث بوادر فتن واضطرابات شعبية رافضة للصلح مع إسرائيل ولسياسات الدولة الاقتصادية.

الحلقة الأخيرة للسادات في الحكم ...اغتيال السادات

وقد جاء اليوم المشئوم لدي الشعب المصري ، حيث في يوم في 6 أكتوبر من عام 1981بعد 31 يوم من إعلان قرارات الاعتقال،  تم اغتياله في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر.

مدبروا الإغتيال ...من أطلق الرصاص

وقام بالاغتيال خالد الإسلامبولي وحسين عباس وعطا طايل وعبد الحميد عبد السلام التابعين للمنظمة الجهاد الإسلامي التي كانت تعارض بشدة اتفاقية السلام مع إسرائيل، حيث قاموا بإطلاق الرصاص علي الرئيس السادات مما أدى إلي إصابته برصاصة في رقبته ورصاصة في صدره ورصاصة في قلبه مما أدي إلي وفاته وجاء اغتيال السادات بعد أشهر قليلة من حادثة مقتل المشير أحمد بدوي وبعض القيادات العسكرية في تحطم طائرته الهليكوبتر بشكل غامض جدا، مما فتح باب الشكوك حول وجود مؤامرة.

- مبارك من التنحي للسجن لبورتو مارينا

البداية

"محمد حسني مبارك" يُعد الرئيس الرابع لجمهورية مصر العربية منذ عام 14 أكتوبر 1981 ، حتي يبدأ مسلسل تنحي الرؤساء من السلطة ولكن بطريقه مختلفة عن أي رئيس ، ويعًد أول رئيس مصري يتم محاكمته نتيجة لقضايا الفساد الذي اتهم بها كرئيس مصري.

مبارك في الحكم بعد اغتيال السادات

في يوم 14  أكتوبر 1981 تولى "محمد حسني مبارك "رئاسة جمهورية مصر العربية، باستفتاء شعبي بعد ترشيح مجلس الشعب له عندما كان صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب في ذلك الوقت الرئيس المؤقت لمصر بعد اغتيال السادات.

أحداث التولي

في يوم 5 أكتوبر 1987 أُعيد الاستفتاء عليه رئيساً للجمهورية لفترة رئاسية ثانية، وتجدد في عام 1993 الأستفتاء عليه رئيسا للجمهورية لفترة رئاسية ثالثة ، وفي يوم 26 سبتمبر 1999 أعيد الاستفتاء للمرة الرابعة ليكون رئيسا للجمهورية المصرية،  كما تم انتخابه لفترة ولاية جديدة عام 2005 في أول انتخابات رئاسية تعددية تشهدها مصر عقب إجراء تعديل دستوري في ظل انتخابات شهدت أعمال عنف واعتقالات لمرشحي المعارضة.

أحداث التنحي

تنحي "مبارك" كأول رئيس مصر من السلطة  ، وكان تنحية نتيجة لقيام ثورة 25 يناير 2011 التي اقيمت برغبة الشعب المصري إثر اتهام مبارك بالعديد من القضايا وسلبه لأموال الشعب وكان يوم تنحية يبدأ في 11 فبراير 2011.

مبارك أمام المحكمة

و قدم للمحاكمة العلنية الرئيس المصري "حسني مبارك"  بتهمة قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير، أمام محكمة مدنية في 3 أغسطس 2011، وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد يوم السبت 2 يونيو 2012.، وتم إخلاء سبيله من جميع القضايا المنسوبة إليه وحكمت محكمة الجنح بإخلاء سبيله بعد انقضاء فترة الحبس الاحتياطي يوم 21 أغسطس 2013، وتمت تبرئته في 29 نوفمبر 2014 من جميع التهم المنسوبة إليه أمام محكمة استئناف القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي،الا أنه في 9 مايو 2015 تمت إدانته هو ونجليه في قضية قصور الرئاسة واصدرت محكمة جنايات القاهرة حكماً بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات.

مبارك وقضاء 3 سنوات..مبارك وبورتو مارينا

ولكن بعد الحكم علي "مبارك" بالسجن المشدد 3 سنوات وهو قد قضي تلك المدة وأكثر بعام آخر، حيث دخل أبواب السجن منذ عام 2011 حتي عام 2014 ، فإنه بتلك ذلك قضي مده عقوبته ولكن يظل علامات الإستفهام لدي الشعب المصري نحو العام الكامل الذي في ذمه القضاء والمصريون ، ومن هنا جاءت السخرية بأحكام القضاء التي تحكم بقضاء مده قد انتهت وعليها عامًا آخر، لتكون ردود الأفعال لدي المصريون  أن العام الكامل الذي حكم عليه قد نعطيه له ليذهب به لبورتو مارينا حيث قال المواطنون " مبارك من التنحي للسجن لبورتو مارينا".

- محمد مرسي والإعدام

محمد محمد مرسي عيسى العياط وشهرته محمد مرسي الرئيس الخامس لجمهورية مصر العربية والأول بعد ثورة 25 يناير ويعتبر أول رئيس مدني منتخب للبلاد، ليكون مرسي خريج وهارب السجون رئيسا لمصر التي سرعان ما أطاح شعبها بمرسي وقيادات الإخوان وأعادهم للسجون مرة أخرى ولكن تلك المرة حكم على مرسي بالإعدام.

وقد ولد محمد مرسي 1951، في قرية العدوة، مركز ههيا بمحافظة الشرقية، ونشأ في بيت لأب فلاح وأم ربة منزل وهو الابن الأكبر لهما، ثم انتقل للقاهرة للدراسة الجامعية وعمل معيدا ثم خدم بالجيش المصري "1975 - 1976" مجندا بسلاح الحرب الكيماوية بالفرقة الثانية مشاة.

وقد نال مرسي العديد من الدرجات الإعلامية التي كانت تزيد من قيمته المجتمعية، جاءت جماعة الإخوان الإرهابية لتطيح بتلك القيمة التي اكتسبها مرسي في البداية، حيث إنه انتمى للإخوان المسلمين فكريًا عام 1977 وتنظيميًا أواخر عام 1979، وقد تعرض للاعتقال عدة مرات، فكانت المرة الأولى سبعة أشهر في السجن بعد أن اعتقل صباح يوم 18 مايو 2006.

كما اعتقل في سجن وادي النطرون، صباح يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 أثناء ثورة 25 يناير مع 34 من قيادات الإخوان على مستوى المحافظات لمنعهم من المشاركة في جمعة الغضب، وقد قامت بعدها الجماعة باختراق سجن وادي النطرون وخطف جنود وقتل الكثيرين، ليأتي اليوم الثأر للمصريين من إرهاب تلك الجماعة الإرهابية التي تسبب في الكثير من البلطجة وانفلات الأمن عقب ثورة يناير ليتمكنوا من الركوب على الثورة.