إيطاليا تغلق مسجدا فُتح لاختبار التسامح الديني

عربي ودولي

بوابة الفجر



 قالت الشرطة الإيطالية إن المسجد الذي تم افتتاحه لاختبار التسامح الديني في البندقية يشكل خطرا أمنيا ولم يحصل على الموافقات اللازمة لذلك صدر القرار بإغلاقه.

أغلقت الشرطة الايطالية عملا فنيا اتخذ شكل مسجد مفتوح للمصلين في بينالي البندقية للعمارة والفن بدعوى أن المشروع الفني يشكل خطرا أمنيا وان صاحب العمل الفنان السويسري -الايسلندي كريستوف بوشيل لم يحصل على الموافقات الرسمية اللازمة.  
 
وقال منظمو العمل الذي أُنجز بتحويل كنيسة كاثوليكية قديمة إلى مسجد أن الهدف منه هو اختبار مدى الحرية الدينية والمساهمة في السجال الدائر حول الموقف من الاسلام وبناء مساجد في الغرب. 

كما أن من أهداف فتح المسجد الذي أصبح جناح ايسلندا الوطني خلال بينالي، تسليط الضوء على حقيقة ان مدينة البندقية رغم تأثر عمارتها وفنها بالثقافة الإسلامية لا يوجد فيها مسجد واحد قرب مركزها التاريخي حتى ان مسلمي المدينة يضطرون الى الصلاة في المتاجر والأماكن العامة وسط مدينة تعج بالسياح. 
 
ولكن سلطات البندقية قالت ان المنظمين لم يحصلوا قط على موافقة لتحويل الكنيسة الى مسجد وان الأمر الصادر بغلقه لا يمت بصلة الى التسامح الديني. كما ان المنظمين هددوا سلامة المصلين بفتح ابواب المسجد لعدد لا يتحمله المبنى. وأصدر مجلس البندقية بيانا قال فيه ان نحو 130 شخصا دخلوا المبنى لصلاة الجمعة في حين أن الحد الأقصى المسموح به هو 90 شخصا.  
 
ويُلاحظ ان المسجد فُتح للمصلين منذ 8 مايو دون أن تعترض عليه السلطات وأن الكنيسة التي فُتح فيها مهجورة منذ قرابة 40 عاما ليكون مساهمة ايسلندا في البينالي الذي يُقام كل عامين. وكان من المقرر أن يبقى المسجد رمزا ثقافيا طيلة فترة البينالي التي تستمر سبعة أشهر. 

وأُمهل المنظمون شهرين لتقديم اعتراض على غلق المسجد الى المحكمة الاقليمية.  
 
وقال الفنان بوشيل (48 عاما) لصحيفة نيويورك تايمز متحدثا من سويسرا إن الشرطة جاءت بعد الساعة الحادية عشرة صباح الجمعة وطلبت غلق المسجد وان مدير الموقع ابلغه بأن افراد الشرطة سلموا وثيقة من ثلاث أو اربع صفحات تقول إن خروقات حدثت، وليست هناك موافقة على دخوله الآن.  

وأكد بوشيل أنه يعتزم استخدام كل الطرق القانونية المتاحة لمحاربة قرار الغلق معربا عن الأمل بإعادة فتح المسجد. ولكنه أضاف أن المسجد سيبقى مغلقا إلى أن يبت القضاء في القضية.  

وقال مسؤولون فنيون ايسلنديون إن الضجة التي اثارها المسجد تعني إن العمل الفني أدى الغرض المنشود بفتح مناظرة حول الإسلام في الغرب وحدود الحرية الدينية في بلدانه.  
 
وأعلن بيورغ سيتفانسدوتير مدير مركز الفن الايسلندي الذي يقف وراء المبادرة الفنية في رسالة مفتوحة "ان عمل الفنان كريستوف بوشيل يُراد به تسليط الضوء على التمييز المقنن واشكال التحامل في المجتمع ، بما في ذلك النزاعات التي تنشأ بسبب سياسات تجاه الهجرة تقوم بدور محوري في الصراعات القومية والدينية في أنحاء العالم.  ويمكن القول ان هذا الهدف تحقق".  
 
ولفت مدير مركز الفن الايسلندي إلى أن المسجد أصبح "من أكثر المعارض زوارا خارج ساحة العرض الرئيسية للبينالي" رغم وجوده في مكان من البندقية يصعب الوصول إليه.  

ويعيش في البندقية ومحيطها نحو 20 ألف مسلم.  وأعرب متحدثون باسم المسلمين في المنطقة عن خيبة أملهم بقرار غلق المسجد. وقال محمد أمين الأحدب ممثل الجالية المسلمة في البندقية ان العمل "كان مبادرة هدفها التسامح ولكن رد فعل المدينة لم يكن متوازنا"  مشيرا الى انه "كان مسجدا مؤقتا أُريد له ان يبقى مفتوحا لمدة سبعة اشهر".