بالصور.. حكاية «إعادة بكارة» كورنيش الإسكندرية فى عهد الجوسقى والمحجوب واغتصابه بيد المهدى والمسيرى

منوعات

بوابة الفجر


فى منتصف التسعينيات قرر المحافظ الأسبق للإسكندرية المرحوم «إسماعيل الجوسقى» أن يجعل بحر الإسكندرية للجميع ولا تحجب الرؤية أى أبنية عالية حتى لو كانت هذه الأبنية تتبع إدارة محافظة الإسكندرية وتدر عائداً مالياً يدخل فى خزينتها.

وقتها كان موجودا عدد من الكبائن فى شواطئ ميامى والعصافرة والشاطبى والأشهر بكبائنه شاطئ سان استيفانو، وأصدر الجوسقى قراراً بإلغاء التخصيص الذى صدر لعدد من المواطنين وسحبها وهدم الكبائن كما قام بهدم عدد من الكافيتريات التى كان قد تم بناؤها داخل المياه على أعمدة فى مناطق كامب شيزار وكليوباترا والإبراهيمية وسبورتنج.

وكانت غالبية تلك الكافيتريات يديرها صعايدة وأشهر مؤجر وقتها المرحوم الحاج رمضان الذى كان صديقاً لإبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، ولم يتبق سوى كازينو الشاطبى الذى يجدد الآن وله سر ولغز لا يعرفه أحد ولا يدرى من خلفه، ووقتها تمت ممارسة ضغوط على الجوسقى من طرف إبراهيم نافع للإبقاء على كازينوهات البحر التى كان يؤجرها الحاج رمضان دون جدوى وتم تنظيم حملة مرتبة وقتها ضد الرجل مفادها أنه يهدر أموال الدولة.

ولم يكتف الجوسقى بذلك بل دخل فى صراع مع نادى المعلمين بمنطقة رشدى ومع أعضاء نقابة المهندسين فى سابا باشا ونجح الجوسقى فى جعل كل المواطنين يرون البحر دون حجب الرؤية، فقد كان الاستثناء الوحيد مبنى نادى المهندسين الذى كان وقتها سعد الخوالقة رئيساً له وكان رئيس لجنة فى مجلس الشعب فاستطاع أن يستثنيه.

المحجوب يكمل ما بدأه الجوسقى

وتمر الأيام ويجيء عهد عبدالسلام المحجوب فى النصف الثانى من التسعينيات ويقرر توسعة كورنيش الإسكندرية وبناء كورنيش لائق باسم المدينة العريق وقد كان ولأول مرة فى تاريخ المدينة يتم بناء ممشى مواز لرصيف المشاة على البحر. يبدأ من سيدى بشر وينتهى فى كامب سيزار وهى مسافة كبيرة والممشى واسعا جداً، وكان يفضل عدد كبير من أهالى المدينة سواء كانوا مشتركين فى أندية أو غير مشتركين ممارسة رياضة المشى فيه، أنا شخصياً كانت متعتى المفضلة السير فى ذلك الممشى واستنشاق الهواء المعبق من البحر وأثناء المشى فيه أقابل وزراء سابقين ولواءات وأساتذة جامعة وسيدات مجتمع، يعنى كان حاجة مفخرة.

تمر الأيام ويجىء عهد عادل لبيب ويتم بناء مبنى زجاجى فاميه أزرق على الكورنيش أمام شاطئ لوران تابع للمحافظة ووقتها ظل مغلقاً فترة طويلة حتى يتم تأجيره وهو حالياً كافيتريا.

وتغاضى لبيب عن أن صرف المكان سيذهب إلى البحر، المهم بدأت العشوائية تدريجياً مع تغافل دور الأحياء وعمالها وموظفيها عينى عينك، حيث بدأت بعض الكافيتريات التى كانت على الجانب المواجه للبحر فى الاستيلاء على الممشى بوضع بعض الكراسى والشماسى ثم بعد ذلك تدريجياً وضع نصبة شاى، تحولت لبوفيه وشيشة والذى منه ثم بعد ذلك قفلوا المكان واستولوا عليه ووضعوا عليه لافتاتهم عينى عينك فين رؤساء الأحياء، فين وفين مفيش.

وكان الاستثناء الوحيد فى اجتزاء أجزاء من الكورنيش والبحر لفندق شيراتون المنتزه وهيلتون رمادا ثم بعد ذلك أعطى المحجوب جزءًا كبيرًا من شاطئ سان استفانو القديم الذى كان مبنياً فيه الكبائن لفندق الفورسيزونز وكان الشرط الأساسى عدم حجب الرؤية.

بناء فندق آزور ونادى الشرطة فى عهد حبيب العادلى

تمر الأيام وفى عهد القوة لوزارة الداخلية أيام حبيب العادلى يتم بناء فندق لضباط الشرطة فى رشدى على الكورنيش يحجب الرؤية بالمخالفة للقانون، وقبلها قام نادى المعلمين ببناء ناد لهم مكان النادى الذى تهدم وكان على المتضرر اللجوء للقضاء. وحلنى ومفيش حاجة فى مصر بتتبنى وتتهد تانى وأخذ مبنى نادى المعلمين حصانة قوية بقيام وزارة الداخلية ببناء ناد لهم وبناء فندق آزور الحالى على صفهم، ذلك الفندق الذى تم تأجيره فى عهد مبارك لإحدى شركات زهير جرانة الخاصة عندما كان وزيراً للسياحة، هذا هو الملخص العام لشكل الشاطئ فى العشرين عاماً الأخيرة.

اغتصاب الممشى بيد طارق المهدى لتبدأ سلسلة المهازل

ليجىء عهد طارق المهدى وفجأة العام الماضى تحديداً منتصف الصيف نجد فى الممشى الذى كان مخصصاً للمشاة على البحر فى سيدى بشر أمام فندق المحروسة وفى منطقة كليوباترا خيامًا بيضاء منصوبة على أعمدة خشبية وزرع ونجيلة وأعلام إيه ده؟ .

صاحب المكان يقول أنا استأجرته من المحافظة كافيتريا وأخذت موافقة جميع الجهات فى الدولة بالتعاون مع المحافظة، طب بكام؟ يرد بكام مائة ألف فى السنة، ويقدم مشروبات وشيشة، غالبية رواد المكان شباب صغير وسجائر وبنات صغيرة يعنى تقول كده مقنن لمناظر الأولاد والبنات المأنتمين على الشاطئ وصاحب المكان عايز يلم الإيجار وكوب شاى بكام.

وقتها فتحت الملف وكأن طارق المهدى ليس موجوداً أو رئيس دولة الإسكندرية، طب إزاى يتصرف فى الممشى المخصص للمواطنين بتأجيره؟ ليجىء عهد الأخ المسيرى وفجأة تطلع الست نايبته تتصور فى شاطئ مظلوم بجليم وهى تزيل الإزالات التى تحجب رؤية البحر وبعد أمتار قليلة ملاصقة للشاطئ فى زيزينيا فى ذات اليوم نجد أعمدة من الخشب تنصب ويتم بناء أكشاك خشبية، إيه ده يا جماعة لا أحد يرد ولا حتى لافتة حتى تتضح الرؤية فى الأيام الماضية بلافتة لفندق تيوليب فى منطقة رشدى والشاطئ الذى خصص له فى زيزينيا. ليظهر مبنى من الألوميتال يتم البناء فيه الآن فى ممشى كورنيش جليم عينى عينك ده تبع مين يطلع تبع جهة رقابية يبنون نادى لهم بدون تراخيص فيقوم أحد الذين يغيرون على المدينة وهو الدكتور صلاح هريدى بعمل حملة تحت عنوان أنقذوا كورنيش الإسكندرية بمخاطبة كل الجهات فى الدولة .

وطبعاً المحافظة والمسيرى أذن من طين وأخرى من عجين حتى وصلت الشكوى للإيميل الخاص برئاسة الجمهورية ساعتها توقف استكمال البناء انتظروا اللى حيحصل بقا لإنهاء الإجراءات الرسمية لاستكمال البناء لتعود المدينة لسابق عهدها قبل قرار إسماعيل الجوسقى بإزالة المبانى الحاجبة لرؤية البحر لتعود الإسكندرية من جديد عشوائية أكثر من ذى قبل ويتم الاستيلاء على الممشى الخاص بنا.

والسؤال : الذى يستولى أو يهدم طوبة من مال عام مثل رصيف الكورنيش يتحول للمحاكمة؟ إحنا نعرف كده مثل الذى يدخل بسيارته فى عمود إنارة فيتعمل له قضية إتلاف مال عام ويتم تغريمه بدفع قيمة العمود وتكاليفه، طب فى هذه الحالة التى قامت فيها إدارة محافظة الإسكندرية فى التصرف فيما لا تملك فى عهد المهدى بتأجير الممشى لأصحاب الكافيتريات للصعايدة، وفى عهد المسيرى لفندق تيوليب وللجهة الرقابية، من الذى يحاسب.. هى البلد دى أنهى قانون يحكمها، والبلد دى بلد مين؟ المسئولين ومحاسبهم أم المحاسيب والمسئولين والذى يغار على البلد ويتكلم عن القانون يبقى ابن........ من يعيد لنا الكورنيش المغتصب بأيدى مسئولى محافظة الإسكندرية الرجااالة!

الكورنيش ليس ملكاً للإسكندرانية بل ملك لكل المصريين العاشقين للمدينة من كل الطبقات والمستويات، راح خلاص للى يدفع فلوس ولا مكان للفقراء حتى فى استنشاق نسمة هواء أو يملى عينه برؤية البحر مثلما تحول بحر الساحل الشمالى لغابات أسمنتية من القرى السياحية للأغنياء ولمن يدفع فقط.