تعرف على مائدة "ابن طولون" أقدم "مائدة رحمن" في مصر

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


مائدة الرحمن إحددى المظاهر الشهيرة التي تنتشر فور حلول شهر رمضان الكريم، لنرى تسابق الجميع لإقامة المائدة في الشوارع وأمام محالهم حيث تنتشر الموائد الرحمن في كافة أرجاء المدن المصرية ، فينصبون أهل الخير موائدهم أمام محالهم وفي باحات الطرقات وفسيح الميادين العامة، ليستقبلون جموعا شتى من الفقراء وعابري السبيل، وقد رسخت "موائد الرحمان" حتى أصبحت عادة مستقرة لتستمر طوال الشهر الكريم.

ومع انطلاق أذان الإفطار، يكون الصائمون قد أخذوا أماكنهم في الجلوس إلى الموائد، لا تمييز بينهم، الغني في جوار الفقير، وقد اتسعت الموائد الرحمانية وتزايدت، حتى لا يكاد يخلو منها مكان في القاهرة وباقي المحافظات.

ومائدة الرحمن هي مائدة إفطار مفتوحة يعدها الأغنياء لإفطار الفقراء ومن لم يتمكنوا من الوصول إلى منازلهم وقت الإفطار أواضطرتهم أشغالهم إلى الافطار فى الطريق العام بعيداً عن أسرهم. وتتفاوت الأطباق المقدمة على موائد الرحمن ما بين الأحياء الشعبية و الراقية.

_ مائدة الرحمن في القري

أما عن الريف والقري المصرية ، فقد كانت لم تنتشر الموائد الرحمن وذلك نتيجة لمساحات القري الصغيرة ، لذلك يحل محلها كرم الضيافة، حيث يتبادل أهالي القرية الدعوات على مائدتي الإفطار والسحور، ويظل رب الدار واقفاً على باب المنزل، لعله يلتقط أحد العابرين ليدعوه إلى مائدة الإفطار، ولا يقتصر الأمر عند ذلك الحد، بل إن هناك من يتطوّع بالوقوف على حدود القرية، ومعه وجبات جاهزة وملفوفة في أوراق، كي يوقف العربات على الطريق، ويدعو ركابها إلى النزول وتناول وجبة الإفطار، ومؤخراً دخلت موائد الرحمان إلى القرية المصرية بطابعها التقليدي، حيث يساهم أهل القرية في تجهيز مائدة الإفطار لاستقبال الوافدين على القرية من الغرباء وعابري السبيل.

_ أشهر مواقع الموائد بالقاهرة

ومن أشهر مواقع الموائد الشعبية بوسط القاهرة، منطقة باب الشعرية والجمالية بالدرب الأحمر أمام المساجد .

* تاريخ مائدة الرحمن

_ الرواية الأولى

جاء في رواية قديمة إن الأمير احمد بن طالون مؤسس الدولة الطولونية في مصر هو أول من أقام مائدة الرحمن في مصر في السنة الرابعة لولايته حيث جمع القواد والتجار والأعيان علي مائدة في أول أيام رمضان وخطب فيهم "أنني لم أجمعكم حول هذه الاسمطة  لأعلمكم طريق البر بالناس، وأنا أعلم أنكم لستم في حاجة ألي ما أعده لكم من طعام وشراب، ولكنني وجدتكم قد أغفلتم ما أحببت أن تفهموه من واجب البر عليكم في رمضان، ولذلك فاننى أمركم إن تفتحوا بيوتكم وتمدوا موائدكم وتهيئوها بأحسن ما ترغبونه لأنفسكم فيتذوقها الفقير المحروم، واخبرهم ابن طولون إن هذه المائدة ستستمر طوال أيام الشهر الكريم. 

_ الرواية الثانية

وجاءت الرواية الثانية تشير إلى إن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي كان أول من وضع تقليدا للمآدب الخيرية في عهد الدولة الفاطمية، وهو أول من أقام مائدة في شهر رمضان يفطر عليها أهل جامع عمرو بن العاص وكان يخرج من قصره 1100 قدر من جميع ألوان الطعام لتوزع على الفقراء .

وكان الفاطميون يعدون الموائد تحت اسم دار الفطرة وكانت تقام بطول 175 مترا أربعة أمتار، ومن أشهر أصحاب الموائد في تلك الفترة كان الأمير ابن الضرات المولود بحي شبرا بالقاهرة حيث كانت له أراض وأسعه تدر عليه مليوني دينار سنويا، وكان ينفقها في رمضان حيث يعد موائد بطول 500 متر ويجلس على رأسها وإمامه 30 ملعقة من البلور يأكل بكل ملعقة مرة واحدة ثم يلقى بها ويستخدم غيرها.

وفي العصر الحديث منذ عام 1967 – تولي بنك ناصر الاجتماعي الإشراف علي موائد الرحمن بشكلها علي موائد الرحمن بشكلها الحالي من أموال الزكاة، وكان اشهرها المائدة التي تقام بجوار الجامع الأزهر والتي يفطر عليها أربعة ألاف صائم يوميا.

* الأكلات  والمشروبات علي موائد الرحمن

هناك بعض الأسر وربات البيوت تقوم بإعداد هذه الوجبات بنفسها لتقدم علي مائدة الرحمن ، كما تحرص الأسر على أن تتضمن هذه الوجبات ما لذ وطاب من الطعام مثل اللحوم والفراخ والمحشي وغيرة من الأطعمة ، ثم تقوم بإرسالها إلى المساجد القريبة وموائد الرحمن الموجودة بالمنطقة التي تسكن فيها، أما عن المشروبات الشعبية التي تقدم علي مائدة الرحمن ،  مثل  التمر الهندي والعرقسوس والسوبيا والعناب، أما عن الحلوي التي تقدم أيضا علي الموائد كالكنافة والقطايف والبسبوسة .