أبطال القوات المسلحة الذين سحقوا كفار داعش يروون تفاصيل معركة الشرف والشهادة

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


إسلام السيد: «رامى سكتوه لما ضربوه بدانة مدفع وهفضل محتفظ بساعته.. وعوضين مات وصابعه متنى على شكل زناد سلاحه»

هشام خليفة: «إخواتنا أبطال ماتوا بشرف وكسبوا الجنة وإن شاء الله نرجع تانى وناخد بتارهم»

نادر ماهر نظمى: «كلنا كنا إيد واحدة محدش كان خايف موتنا إرهابيين كتير والباقى لموا جثث زمايلهم»

أحمد شعبان عبدالفتاح: «جبنا حق زمايلنا كل واحد استشهد وقعنا قدامه 5 تكفيريين»

لم يكن جنود القوات المسلحة فى حاجة لإثبات أنهم أبطال لأنهم أحفاد أحمس وعرابى والفريق أحمد إسماعيل، سلسلة طويلة من رجال صدقوا ما عاهدوا الله، منهم عبدالرحمن المتولى الذى استشهد، بعد سحقه 12 تكفيرياً، فى كمين الرفاعى بمدينة الشيخ زويد ونادر ماهر نظمى، الذى ينتظر الثأر لزملائه.

معركة الشيخ زويد لم تكن اشتباكات عنيفة بين جنود مصر وحراسها، والمصريون فى الهجوم الجبان الذى شنه فئران أنصار بيت المقدس، مسلحين  روى عدد من أبطال القوات المسلحة المصابين تفاصيل الهجوم الارهابى الذى تعرضت له الكمائن والنقاط الأمنية بالشيخ زويد بشمال سيناء، وأشاروا إلى أن القوات تلقت تحذيرا بالتعرض لهجوم محتمل خلال فترة الليل، وأنهم استعدوا له جيدا وبفضل يقظة واستعداد الأبطال تمكنوا من صد الهجوم خلال معركة استمرت لساعات تبادلوا خلالها إطلاق النار مع الجماعات التكفيرية التى حشدت جميع عناصرها لتنفيذ الهجوم على عدة مواقع رئيسية وهجوم هيكلى على مواقع أخرى لعرقلة تقدم عناصر الدعم لمساندة القوات التى قتلت وأصابت عشرات التكفيريين وفرت بقيتهم حاملين جثث وأشلاء قتلاهم على سيارات ودراجات نارية.

لم يشعر مصابو القوات المسلحة، بالألم ولكن بالرضا عما حققوه من تمزيق أوصال كفار بيت المقدس وثأروا لزملائهم الذين استشهدوا فى جولات سابقة، بكل شجاعة وشرف.

يقول جندى مقاتل هشام صلاح خليفة، مصاب بكسر فى اليد، إنه فى حوالى الساعة 6:40 صباح الأربعاء قبل الماضى، تعرض الكمين لقصف بقذائف الهاون من مسافة 3 كيلومترات، بعدها حاولت 3 سيارات ملاكى فيرنا الاقتراب من الكمين فتعاملنا معها بكل وسائل النيران حتى فرت فصدرت الأوامر بتنفيذ قصف بالمدفعية لدعم الكمائن الأخرى التى تصد ضربات الإرهابيين ثم تحركنا بعدها بالدبابات والمدرعات لموقع الهجوم بالشيخ زويد وتعاملنا مع العناصر التكفيرية برشاشات نصف بوصة.

ووجه هشام رسالة إلى المصريين: «متقلقوش على سيناء فيها رجالة مستعدين دايما واخواتنا الشهداء أبطال ماتوا بشرف وكسبوا الجنة وربنا يصبر اهلهم وإن شاء الله نرجع تانى وناخد بتارهم».

وقال جندى مقاتل، نادر ماهر نظمى، مصاب بشظايا فى جسده، «كان عندنا تعليمات بالاستعداد لاحتمالية التعرض لهجوم والضباط فضلوا يدربونا طول الليل وحوالى الساعة 6.30 صباحاً حاولت 3 سيارات نصف نقل اقتحام الكمين وتعاملنا معاهم وفجرناهم قدام الحواجز، بعدها هجم علينا عدد كبير من الإرهابيين بالـ «آربى جى» والقنابل اليدوية والرشاشات، وفضلنا نتعامل معاهم وقعنا منهم ناس كتير وهرب ناس تانيين».

ووصف نادر زملاءه بجملة واحدة «كلنا كنا إيد واحدة محدش كان خايف لان العمر واحد.. مفيش مصرى بيخاف، ضباطنا وزمايل لينا استشهدوا وربنا يصبرنا ويصبر اهلهم، ومش هنرتاح ولا هما هيرتاحوا فى قبرهم إلا لما ناخد بتأرهم، إحنا موتنا إرهابيين كتير، وفضلوا يضربوا علينا علشان يلموا جثث زمايلهم على العربيات والموتوسيكلات».

 كان جميع مقاتلى الجيش يريدون شيئاً واحداً كشفوا عنه فى رواياتهم عن ملحمة الشرف فى الشيخ زويد، وهو الثأر لزملائهم الشهداء الذين ارتقوا فى حوادث سابقة، وحكى جندى مقاتل أحمد شعبان عبدالفتاح، مصاب بطلق نارى، بطولات زملائه الذين نالوا الشهادة صائمين، بقوله: الحمد لله إحنا جبنا حق زمايلنا كل واحد استشهد مننا وقعنا قدامه 5 و6 تكفيريين، وطول الوقت كلنا مستعدين وعاملين انتشار فى الكمين ولولا تدريبنا واستعدادنا مكناش فضلنا عايشين، كل واحد مننا أخد مكانة فى الكمين وعمل اللى عليه، زميلنا عبدالرحمن اول ما انضرب علينا بالـ«آر بى جى» اخد المتعدد وبدأ يضرب على التكفيريين اللى ركزوا الضرب عليه أصابوه بطلقتين ووقع منهم كتير حتى استشهد بطلقة فى رأسه».

وأضاف الجندى البطل، «الشهيد ربيع قتل 2 تكفيريين ومخافش من الموت ومات بطل بدانة «آر بى جي»، والضابط بتاعنا اتصاب بـ 3 طلقات وشظايا فى وجهة ورغم كدة فضل يوجهنا وينظمنا لحد ما جاء الدعم، وأنا كان نصيبى طلقة محستش بيها إلا بعد ما خلصنا التعامل مع الإرهابيين».

يتمنى جميع أبطال موقعة الشيخ زويد، العودة مجدداً إلى مواقعهم، وقال ياسر محمد، صف ضابط، مصاب بطلق نارى وشظايا فى البطن والقدمين: «كل جندى فى سينا بطل حقيقى هناك بتحس إنك انسان بتعمل حاجة لبلدك، ومصر تستاهل مننا أكتر من كده.. دى بلدنا ومحدش هياخد منها حاجة ولو هنموت يبقى بكرامتنا وشرفنا، اطمئنوا جيش مصر بيقدم أبطال وهيفضل يقدم بطولات وطول ما الجيش موجود البلد هتبقى بأمان وإن شاء الله هنرجع ونكمل».

يعرف الجنود الصامدون فى بحور الرمال الذين يترقبون العدو فى كل لحظة، أنهم فى حرب حقيقية لا تعرف الهذل أو الاسترخاء، يقول ياسر، «نحن فى حرب حقيقية مع إرهابيين لو تركناهم هيدمروا البلد، ولولا ما حققه هؤلاء الابطال  من صمود وانتصار لكان الإرهابيون احتفلوا برفع علمهم الاسود على ارضنا الطاهرة».

 وكشف جندى مقاتل، إسلام السيد،   أن التكفيريين حاولوا اقتحام الكمين باستخدام سيارتين مصفحتين ضد الرصاص، «فدمرناهما بمدفع الدبابة بعدها تعرضنا لهجوم بأعداد كبيرة منهم لكننا صمدنا وفتحنا عليهم وابلا من النيران بكل ما معنا من سلاح ووقعنا كتير منهم، وسمعناهم بيصرخوا دعمونا دعمونا وجت 3 عربيات لمساعدتهم واتعاملنا معاها».

وأضاف: «الهجوم كان عنيفاً لكننا وقعنا منهم ناس كتير، القنبلة كانت تترمى علينا يقوم واحد منا يقذفها عليهم مرة تانية، معرفوش يتعاملوا معانا غير بالمدافع والـ«آر بى جي» والقنابل وفضلنا ندافع عن الكمين ونضرب لحد ما استشهد المقدم والضابط وعدد من زملائنا، لكن أمام كل شهيد منا وقعنا 20 من التكفيريين، ولن انسى زميلى البطل رامى الذى ظل يقاتل ويؤمن ظهر الكمين ويضرب عليهم النار ومعرفوش يسكتوه إلا لما ضربوه بدانة «آر بى جى» وسأظل احتفظ بساعته وكذلك القرص المعدنى الخاص بالشهيد البطل عوضين اللى مات وصابعه متنى على هيئة زناد السلاح، والشهيد إبراهيم اللى كان فاضله شهرين ويخلص جيش وظل يقاتل 4 من التكفيريين وقتل واحداً منهم قبل استشهاده متشبثاً بسلاحه قبل وصول قوات الدعم».

لم يكن السلاح هو كلمة السر فى الانتصار الساحق ولكن شجاعة الجنود وإرادتهم المصممة على النصر، يقول جندى مقاتل يوسف غالى: «فضلنا نقاتل ومبقاش معانا إلا بندقيتين وخزنتين أخذنا ساتر معرفش التكفيريين يطلعوه وكل اللى يحاول يقرب منهم كنا بنضربه، وعندما سمعوا باقتراب الدعم بدأوا يلملموا جثث قتلاهم على 3 سيارات قبل هروبهم مسرعين من المكان.

وأضاف: «لو خفنا أو مكناش مستعدين مكناش موتنا العدد ده كله، وكل اللى استشهدوا ماتوا بعد ما نفدت ذخيرتهم وسلاحهم بقى حتة حديد، واستخدمنا سلاح الإرهابيين فى قتلهم.. وبقول لزمايلى اللى فى سيناء خدو بالكم من مصر».

لم ير جنودنا خصوماً أو أعداء أمامهم ولكن أشخاصاً يبدو سواد قلوبهم وقسوتهم على وجوههم، كانوا يظنون أن زيهم سيخيف أبطالنا، يقول جندى مقاتل، ناصر فرج: «كان الإرهابيون يرتدون زياً عسكريا وبعضهم بلحية ويرتدون زياً أسود ويرفعون اعلاماً سوداء وطلبوا مننا تسليم انفسنا حفاظاً على أرواحنا لكننا تعاملنا معهم بكل قسوة».

وروى المجند أدهم الشوباشى، تفاصيل الهجوم على الكمين بقوله «فى حوالى الساعة 7 صباحاً حاولت إحدى السيارات المفخخة دخول حرم الكمين لكن الانتحارى فجر نفسه فى الجنود الذين اعترضوه عند المدخل، وأعقب ذلك وابل عنيف من القصف بالهاون وقذائف الـ«آر بى جي» ما هدم جزءاً من مبنى الكمين، صاحبه هجوم العناصر التكفيرية بأعدد كبيرة مسلحة بالرشاشات 14.5 بوصة والكلاشنكوف والقنابل اليدوية، ولكن لولا التجهيز الهندسى وأبطال الكمين البواسل لكان الكمين سقط بأيدى الإرهابيين».

وأضاف: «نفذنا خطة الانتشار اللى تدربنا عليها وفضلنا متمسكين بالكمين رغم استشهاد وإصابة عدد كبير منا وتهدم معظم أجزاء الكمين ونجاح هذه العناصر فى تفجير إحدى المركبات المدرعة تحت وابل القصف، الهجوم كان عنيفاً بس رجالتى الوحوش دافعوا عن الكمين بكل بسالة ووطنية ورجولة، لدرجة إن البطل الشهيد الجندى عبدالرحمن المتولى أصيب بطلقة فى جانبه لكنه تحمل وقال لى: «مش هسيبك يا فندم إلا لما نخلص عليهم» وقتل 12 من التكفيريين قبل أن ينال الشهادة بطلق فى رأسه، وفيه عساكر زحفت على الأرض وأخدت سلاح التكفيريين اللى ماتوا وواصلنا التمسك بالكمين.

وروى ظروف إصابته بقوله إنه أصيب بطلقات نارية فى القدم ونزيف فى أماكن متفرقة من الجسد خلال المواجهات مع التكفيريين، وبعد الإصابة التى لم تمكنه من إحكام السيطرة على سلاحه تحرك نحو صندوق القنابل وبدأ فى قذفها على العناصر التكفيرية المهاجمة للكمين حتى وصلت عناصر الدعم.

وأضاف: «لن أنسى ابدا رجالى الأبطال اللى سبقونا بالشهادة.. دول إخواتى اللى مش هلاقى زيهم ابدا وأقول لأهلهم افخروا بولادكم لانهم ضحوا بحياتهم علشان الإرهابيين ما ينتصروش علينا وإحنا جبنا بتارهم، ويكفيهم أنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه».