خبراء : "اليمن والسعودية" أكثر ضحايا الإتفاق النووي الإيراني

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


مستشار بأكاديمية ناصر : إيران اصبحت شرطى المنطقة العربية الجديد الذى يحمى المصالح الأمريكية

مدير المخابرات الحربية الأسبق : اخشى أن تؤول الأوضاع فى اليمن إلى وضع مشابه بلبنان حيث يرتهن القرار الوطنى بمصالح وموازين القوى بين إيران والسعودية

أمين الإعلام لحزب حماة الوطن : الإتفاق النووي بمثابة إعلان حرب إيرانية أمريكية على الوطن العربي

فى خطوة ناجحة على صعيد تقويض المختطات الإيرانية لتهديد أمن واستقرار المنطقة العربية ، تم اعادة افتتاح مطار عدن عقب الاعلان عن كامل السيطرة على هذه البلدة مؤخرا فى اطار عملية السهم الذهبى . كما تم مؤخرا ادخال أول سفينة مساعدات تابعة للأمم المتحدة من ميناء عدن ، الأمر الذى له دلالة كبيرة على مدى النجاح الذى تحرزه قوات التحالف العربى على سبيل استعادة الشرعية واجهاض المحاولات الحوثية لتقسيم اليمن وفرض وجودهم بقوة السلاح.

كما يواصل اليمنيون وقوات التحالف العربى انتصاراتهم على ميليشيات الحوثى والرئيس السابق على عبد اللة صالح لاستعادة تعز ومأرب تمهيدا لتحرير العاصمة صنعاء من الاحتلال الحوثى وعودة الحياة الطبيعية فى البلاد.

أسئلة عديدة تطرح نفسها فى هذه الأجواء ، على رأسها الأوضاع الأمنية المتوقعة فى اليمن التى تشهد نفوذا كبيرا لإيران خاصة بعد التوقيع على برنامجها النووى ، وكذلك عن السلوك الإيرانى المنتظر فى الفترة القادمة ، وتداعياته على الأمن الخليجى خاصة السعودية ، وأخيرا عن الدور الذى يلعبه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن ؟.

ثوابت الخارجية الإيرانية

وفى لقاء مع عدد من الخبراء، قال اللواء اركان حرب طلعت موسى المستشار باكاديمية ناصر العسكرية إنه يستبعد تغير الموقف فى اليمن عقب التوقيع على البرنامج النووي الإيراني بل على العكس فإن الأمور ستزداد تعقيدا ، مؤكدا أن إيران حققت مكسبا استرتيجيا كبيرا عبر دعمها للحوثيين بما يمثل تنامى لنفوذها فى المنطقة العربية من أجل تحقيق الهدف الاستراتيجى الأكبر وهو استعادة الامبراطورية الفارسية ، ومن ثم يصعب تصور تخلى إيران عن الحوثيين لأن ذلك سيمثل خصما من أدواتها لاختراق الدول العربية وهذا ما لن تسمح به.

كما اكد أن السياسة الخارجية الإيرانية يحددها أربع ثوابت يأتى على رأسها سياسة التوسع وهذا ما يتضح جليا فى استيلاء إيران على الجزر الامارتية الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى والصغرى
وإعلانها أن البحرين المحافظة رقم ١٤ للجمهورية الإسلامية ، علاوة على استيلائها على ١٠ كيلو من الحدود العراقية استغلالا للأوضاع الأمنية التى تعيشها البلاد بخلاف احتلال جزيرة أم الرصراص العراقية الواقعة على شط العرب ، موضحا أن السياسات التوسعية لإيران هى اكثر ما يزعج الخليج العربي.

وتابع اللواء موسى ثانى الثوابت الإيرانية هى سياسة المد الشيعى حيث تقوم إيران بنشر التشيع فى البلاد التى تعتبرها مناطق نفوذها كما تقوم بدعم الجماعات الموالية للمذهب الشيعى مثل الحوثيين وحزب اللة لإستخدامها كأدوات لاختراق قرار الدول التى تنتشر فيها ، مشيرا إلى تصريحات كبار المسئولين الإيرانيين فى هذا الشأن حيث تم اعلان أن صنعاء هى خامس عاصمة عربية تسقط على يد طهران.

وأوضح مستشار اكاديمية ناصر أن ثالث الثوابت الإيرانية هى سياسة الاستعلاء ، حيث تنتمى للجنس الفارسى الذى تعتبره اكثر سموا ورقيا من الجنس العربى ، ومن ثم تنظر إيران إلى العالم العربى بنظرة دونية وترى أنها بما تتمتع به من حضارة عريقة وتقدم علمى وصناعى احق فى فرض نفوذها وسيطرتها.

وأخيرا أشار اللواء موسى إلى رابع الثوابت الإيرانية ، وهو اعتبار أمن الخليج العربى كجزء لا يتجزأ من الأمن القومى الإيرانى وليس الأمن القومى العربى ، مؤكدا أن هذا هو محور الخلاف الرئيسى بين مصر وإيران ، حيث تنظر مصر إلى أمنها القومى والعربى نظرة شاملة كلية غير مجزأة وتعتبر أن كل ما يهدد الخليج هو يمثل بالضرورة تهديدا مباشرة لها.

كما اكد اللواء موسى أن الاتفاق النووى الإيرانى بلور المصالح المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة ، موضحا أن إيران اصبحت شرطى المنطقة العربية الجديد الذى يحمى المصالح الأمريكية عبر اعادة هيكلة المنطقة بالشكل الذى يتوافق مع الرؤيا الأمريكية مقابل التغاضى عن السياسات التوسعية الإيرانية وبسط نفوذها من أجل تحقيق حلمها الفارسى المزعوم.

الاتفاق النووى و أمن واستقرار المنطقة العربية 

من جانب آخر قال اللواء كمال عامر مدير المخابرات الحربية الأسبق أنه يخشى أن تؤول الأوضاع فى اليمن لمنحى مشابه للبنان ، حيث تتصارع السعودية وإيران على بسط نفوذهما على البلدين عبر دعم الجماعات الموالية لكل طرف ، الأمر الذى يجعل قرار البلدين يصنع خارج نطاق المؤسسات المعنية ويرتهن بمصالح وموازين قوى الطرفين المتصارعين.

واكد اللواء عامر أن الخطر الاكبر من الاتفاق النووى والذى لم تتم معالجته من قبل القوى الست الدولية ، هو السياسات الإيرانية التى تهدد أمن واستقرار المنطقة العربية ، مشيرا إلى أن إيران لن تتنازل عن أهدافها الكبرى وهى المشروع النووى واستعادة الامبراطورية الفارسية حتى وإن اضطرت للتنازل المرحلى عن بعض أهدافها الا أنها ستواصل سياساتها العدائية ضد الوطن العربى عبر دعمها للجماعات الموالية لها مثل الحوثيين وذلك للحفاظ على نفوذها ، الأمر الذى سيزيد الأوضاع الأمنية فى المنطقة العربية ومن ضمنه اليمن توترا.

مبعوثا الأمم المتحدة والمساهمة فى تمزيق اليمن

وحول دور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قال اللواء محمد الغباشى الخبير العسكرى و أمين الإعلام لحزب حماة الوطن أن هذا الرجل لم يبذل جهودا على سبيل تنفيذ قرار الأمم المتحدة ٢٢١٦ والذى يمثل الأرضية لأى حوار بين الاطراف المتصارعة فى اليمن ، موضحا أن القرار الأممى متوافق مع مبادئ الحوار الوطنى المعلنة من قبل قوات التحالف العربى والتى تضمت اعتراف الحوثيين بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادى وتخليهم عن السلاح وتسليمه والانسحاب من مؤسسات الدولة التى احتلوها بقوة السلاح ، كما أوضح أنه على الرغم من رفض الحوثيين للامتثال لقرارات الأمم المتحدة وخرقهم المتكرر للهدنة الإنسانية ، الا أن مبعوث الأمم المتحدة انحصرت جهوده فى حث الاطراف المتصارعة على الجلوس على مائدة المفاوضات فى جنيف لاكثر من مرة فى غياب تام لأية أسس أو مقومات لذلك الحوار ودون أن يقوم الحوثيون بأي فعل على سبيل اثبات حسن النية ، الأمر الذى جعل مؤتمرات جنيف فى هذا الشأن مجرد مكلمة عديمة الجدوى استغلها الحوثيون فى تقوية مركزهم.

وأشار اللواء الغباشى إلى أن مبعوثى الأمم المتحدة إلى اليمن الحالى والسابق جمال بن عمر ، يلعبان دورا فى تعزيز فكرة الانقسام الداخلى عبر مساواة الميليشيات الحوثية المسلحة بالدولة اليمنية فى تكريس لمبدأ اللا دولة ، كما أشار إلى أن الجهود الأممية بضغط امريكى تستهدف اعادة دمج عناصر الإسلام السياسى فى الدولة اليمنية تحت غطاء ومسمى دعوة الفرقاء اليمنيين إلى الحوار الوطنى ، الأمر الذى يساهم فى زيادة الأوضاع الأمنية توترا ويطيل امد المعركة ويعطى الفرص الذهبية للحوثيين فى التقاط الأنفاس واستغلال الهدنة الإنسانية لتقوية مراكزهم والاستيلاء على المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب اليمنى الذى يعيش أوضاعا معيشية عصيبة.

واكد اللواء الغباشى أن الأوضاع فى اليمن ستزداد سوءا عقب الاتفاق النووى الإيرانى وذلك لأن إيران ستواصل التصعيد ودعم الجماعات الموالية لها مثل الحوثيين حفاظا على مكتسباتها الاستراتيجية ، موضحا أن الهدف الرئيسى من دعم الحوثيين ليس اليمن على وجه التحديد بقدر ما هو استعراض نفوذ إيرانى من جانب واتفاق إيرانى امريكى على زيادة التهديدات للسعودية لإثنائها عن دعم مصر عقب الثورة الشعبية فى ٣٠ يونية من جانب ثانى ، وتهديد مصر من خلال مضيق باب المندب من جانب ثالث ، الأمر الذى يجعل اليمن والسعودية اكثر ضحايا الاتفاق النووى الإيرانى ، ومن ثم ليس من المنتظر أن تهدأ الأوضاع فى اليمن أو السعودية ، وليس هناك حلا الا استمرار عملية السهم الذهبى لاستعادة المدن التى استولو عليها وتمكين الحكومة الشرعية من مباشرة مهامها وذلك من أجل تقويض النقوذ الإيرانى فى المنطقة العربية.

كما أكد اللواء الغباشى أن الاتفاق النووى الإيرانى يمثل الضوء الأخضر الأمريكى لإيران لكى تهدد أمن واستقرار المنطقة العربية وتعيد هيكلتها بالشكل الذى يتوافق والمصالح الأمريكية ويتلائم مع الاتجاه الأمريكى الجديد فى توجيه الاهتمام لعدوها الجديد وهو روسيا والصين ، مختتما قائلا : أن هذا الاتفاق هو بمثابة اعلان حرب إيرانية أمريكية على الوطن العربى يقتضى وبشكل ملح اكثر من أى وقت مضى الاصطفاف العربى خلف القيادة المصرية واتخاذ خطوات فاعلة وناجزة على صعيد تشكيل القوة العربية المشتركة لدرء العدائيات المتعددة التى تحيط بالأمن القومى العربى وعلى رأسها التهديدات المشتركة الإيرانية والأمريكية.