رسائل "السيسي" فى عرض الكلية الجوية.. وأسرار مشاركة "طائرات الرافال"

كما شاركت مقاتلات الرافال التى حصلت عليها مصر من فرنسا مؤخرا، في العرض المتميز، بحضور كل من  الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة، والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة.

أهمية الرافال

فى البداية قال اللواء مهندس فؤاد الجيوشى، بالقوات الجوية سابقا، إن طائرات الرافال الفرنسية التى حصل الجيش المصرى على الدفعة الأولى منها مؤخرا، هى طائرات تستطيع أن تتعقب 40 هدف فى آن واحد، ومن على بعد 60 كم، وبإمكانها أيضا أن تشتبك مع 8 أهداف فى نفس الوقت.

وأشار المهندس العسكرى والإستراتيجى إلى أنه من هنا تكمن أهمية مشاركتها فى مثل هذا العرض، لترسل رسالة للعالم مفادها أن مصر دولة قادرة على محاربة الإرهاب بإمتياز، حيث تستخدم هذه النوعية من طائرات الرصد الراداى والإشتباك عن بعد، فى القصف الجوى لمخابئ وأوكار الإرهاب والميلشيات المسلحة، التى ترهق الجيوش النظامية فى حروب العصابات.

القوة العربية المشتركة

لافتا إلى أن تشغيل مثل على تلك الطائرات بكفاءة، وإستعراض إمكانات القوات الجوية فى هذا التوقيت، يتزامن مع عدة عوامل فى مقدمتها توقيع الإتفاق النووى الإيرانى، وتصاعد أطماع إيران فى المنطقة، فى مقابل تشكيل القوة العربية المشتركة، التى إقتربنا من الإعلان عنها، والتى قال الرئيس السيسى أنها ستوجه إلى أى خطر يهدد أمن مصر القومى، الذى هو جزء لا ينفصل عن الأمن القومى العربى.

إظهار القوة للداخل والخارج

ومن جانبه قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد جرت العادة إنه فى عيد القوات الجوية يتم تقديم عرض للطائرات، وفى عيد الدفاع الجوى يتم إستعراض الصواريخ، وكذلك فى عيد البحرية، لافتا إلى أن مشاركة عدد ضخم من الطائرات من بينها الرافال، فى عرض القوات الجوية، يحمل عدة رسائل قصد الرئيس السيسى توصيلها للعالم فى الداخل والخارج.

وعن تلك الرسائل قال الخبير الإستراتيجى أنه فى مقدمتها تأتى رسالة الردع، حيث قال العالم العسكرى الصينى" صن تسو" منذ عام 500 قبل الميلاد مقولته الشهيرة"إذا امتلكت القوة العسكرية فأظهرها"، ومن هنا يقول الجيش المصرى لكل من يفكر فى تهديد أمن مصر، سواء من تنظيمات إرهابية فى الداخل، أو دول تدعمها من الخارج، إننا لسنا بالقوة الهينة، والقوات المسلحة المصرية لديها قدرات يحسب لها ألف حساب.

 

تحرشات إيران وتدخلات تركيا

وأوضح فؤاد أن تلك الرسالة تتزامن مع تصاعد التحرشات الإيرانية والتدخلات التركية  فى بعض الدول العربية، ومفادها أن دخول مصر فى تحالف عسكرى مع دول الخليج أو غيرها، يساوى قوة لا يستهان بها، وكأننا نقول للجيمع " هذه هى قوتنا، التى ستشارك أى تحالف عسكرى عربى أو إقليمى، فى مواجهة كل من يتحرش بأمننا القومى المصرى والعربى".

تنويع مصادر السلاح

وأضاف أستاذ العلوم العسكرية أن الرسالة الثانية تتعلق بتنويع مصادر السلاح، وفيها نوع من الإمتنان والشكر لفرنسا؛ لأنها بدأت تعاون عسكرى مكثف مع مصر، مؤكدا على أنه بخلاف الرافال هناك صفقة قطع بحرية فرنسية حصلت مصر عليها، مكونة من قطعتين" كورفيت"، مضيفا أن هناك تعاقد آخر على 4 قطع بحرية من نفس الطراز، سيتم تسليمها خلال الفترة القادمة.

غواصات الدولفين الألمانية

وعن الرسالة الأخيرة قال الملحق العسكرى الأسبق، إن مصر تعاقدت أيضا على صفقة غواصات " دولفين" ألمانية، مشيرا إلى أن تسليمها قد تأخر لسبب ما، ومن هنا يتم إستعراض ما لدى مصر من نظم تسلح حديثة متطورة، فى رسالة غير مباشرة مفادها أن السوق مفتوح، وهناك العديد من البدائل، فى إطار تنويع مصادر التسليح التى تحدثت عنها .