مواطنون: " الأضحى" بلا أضحية.. و"الغلابة" هم الضحية

الاقتصاد

أرشيفية
أرشيفية


"التموين": حملات مقاطعة اللحوم غير مجدية
القصابين: موجة الحر وراء ارتفاع الأسعار
 
في ظل ظروف اقتصادية صعبة تكبل الأسرة المصرية، بين ارتفاع الأسعار وثبات الأجور، وغلاء المعيشة، بالإضافة إلى قرب عيد الأضحى المبارك، واقتراب الموسم الدراسي، يتحمل المواطن البسيط عبئًا كبيرًا.

حملات مقاطعة اللحوم
انتشرت خلال الأيام الماضية، دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تطالب المواطنين بالامتناع عن شراء اللحوم من محال الجزارة، وذلك مع الارتفاع الملحوظ فى الأسعار.

و ناشدت حملة "كلنا فقراء" بمحافظة المنيا، المواطنين، بعدم شراء اللحوم لمحاربة جشع الجزارين وتجار المواشي، الذين يغالون في الأسعار دون اسباب منطقية.

وأضافت الحملة، في بيان لها: "البسطاء يصرخون بعد عودة ارتفاع أسعار اللحوم من جديد، والتي وصل فيها سعر كيلو اللحوم 85 جنيها، والدواجن إلى 17 جنيها، والسمك إلى 20 جنيها".

وأشار ياسر التركي، منسق الحملة، إلى أن هذه الزيادة الكبيرة فى أسعار اللحوم تجعل المواطن الفقير غير قادر على شرائها؛ لأن راتبه لا يكفى حتى لسد احتياجاته من المتطلبات اليومية.

وقالت "سميرة أحمد"، ربة منزل إن أسعار اللحوم في تزايد، فوصلت إلى 90 جنيهاً للكيلو للحوم البلدي، وأنها تشتري الكيلو بـ 70 جنيهاً، وكيلو الضاني بـ 85 جنيهاً، وهذه الأسعار لا تناسب الأسر الفقيرة في ظل الظروف المعيشية الصعبة، قائلة: "أنا وأسرتي لا نستطيع تحمل هذه الأسعار".

وأيدت شن حملات مقاطعة لمحال الجزارة وشراء اللحوم بتلك الأسعار العالية؛ حتى يجبر المواطنون هؤلاء المستغلين بخفض أسعارها، ويستطيع الجميع شراء اللحوم دون أن تكلفهم الكثير".

وأضافت "سها سيد"، أن أسعار اللحوم البلدي مرتفعة جداً، وعندما نسأل الجزارين عن السبب يردون بغلاء علف العجول والأبقار.

وأوضحت "شيرين علي"، موظفة، أن هناك استغلالًا من محال الجزارة، وعدم وجود رقابة تموينية على هذه المحال  للمواطنين، ونوهت على وجود أسر فقيرة لا تستطيع شراء كيلو لحم لأبنائها بسبب الأسعار، ولا بد من النظر لهم بعين الرحمة.

وتابعت "يسرية محمد"، موظفة،: " أن المواطنين يلجأون الآن إلى اللحوم، التى تباع بالقوات المسلحة، فهي أقل سعراً من اللحوم البلدي التي تباع بمحال الجزارة العادية".

وكانت مديريات التموين، أعلنت بياناً بأسعار العجول الحية من 30 إلى 35 جنيهاً للكيلو، والخراف من 40 إلى 45 جنيهاً للكيلو القائم، والجاموس من 36 إلى 40 جنيه للكيلو، ولحوم البقر من 35 إلى 40 جنيها للكيلو.

وأكدت مديرية التموين بالقاهرة على توافر كميات كبيرة من اللحوم المستوردة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وتتراوح أسعارها كالآتي: "الضاني مستورد من 37 إلى 40 جنيها فخدة أسترالي- الكتف والرقبة من 30 إلى 35 جنيها للكيلو - الخروف أوزي مستورد أسترالي من 45 إلى 50 جنيها للكيلو- لحم كندوز أسترالي من 37 إلى 40 جنيها للكيلو - بتلو فخدة من 32 إلى 37 جنيها للكيلو".

الاتحاد العام للتموين: حملات المقاطعة غير مجدية
قال العربي أبو طالب رئيس الاتحاد العام للتموين والتجارة الداخلية، إن ارتفاع شدة الحرارة يزيد من نافق اللحوم، وأولهم اللحوم البيضاء ويليها الاسماك ثم اللحوم البلدية أو المستوردة، إلا أنه لابد من تجهيز بيئة مناسبة لها، ومن الضروري  وضع اللحوم البلدية بجهاز تبريد تكون درجة الحرارة اقل من 10 درجات مئوية، وإن زادت تفسد اللحوم وتنشط بها البكتريا الضارة، فلابد من وضعها بمكان تبريد بالموصفات المطلوبة؛ لضمان الابقاء عليها صالحة.

وعلق "أبو طالب"، عن حملة المقاطعة،  أن الإضراب عن الشراء لتقليل السعر، غير مجدي؛ لأن المستهلك للحوم ليس فئة واحدة بعينها، فهناك المحلات والمطاعم، وهناك شرائح للمستهلكين يهمها تواجد المنتج دون النظر للسعر، وهناك من يشتري المنتجات من المحلات الكبري والشهيرة بغرض التباهي والتظاهر وهناك من يشتري  المنتج؛ للحاجة الماسة إليه دون النظر للغلاء أو الرخص السلعة.

القصابين: جشع أصحاب محال الجزارة وراء ارتفاع الأسعار
قال إمام طه، وكيل شعبة القصابين في الغرفة التجارية بالقاهرة،: "ارتفاع أسعار اللحوم ليس له أى مبرر"، مضيفًا أن هناك جشع واضح من أصحاب محال الجزارة ويجب على الحكومة إلزام التجار بخفض الأسعار مرة أخرى.
وطالب "طه"، الحكومة ممثلة في وزارات الزراعة، والتموين، والدفاع، بضخ كميات كبيرة من اللحوم في المجمعات الاستهلاكية؛ لضبط حالة انفلات الأسعار في محال الجزارة، موضحًا أن غالبية المستهلكين لديهم استحياء من شراء اللحوم من المجمعات الاستهلاكية ومنافذ بيع القوات المسلحة.

التموين: رقابة صارمة لعدم تسريب اللحوم المستوردة وبيعها بأسعار مرتفعة
فى السياق ذاته، قال المهندس محمود عبدالعزيز، رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين والتجارة الداخلية، إن هناك كميات كبيرة يتم ضخها في المجمعات الاستهلاكية الثلاثة الأهرام، والنيل، والإسكندرية، وذلك بأسعار مخفضة للمستهلكين، بسعر 40 جنيهًا للكيلو السودانى، و57 جنيهًا للبلدى، و32 جنيهًا للحوم المجمدة.

وأكد "عبدالعزيز"، على أن هناك رقابة صارمة تتم بالتعاون مع الإدارة العامة لمباحث التموين على المجمعات الاستهلاكية؛ لعدم تسريب اللحوم إلى محال الجزارة وبيعها بأسعار مرتفعة.
 
وكشف محمود العسقلاني، رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء"، عن التنسيق بين منافذ المشروع القومي لمكافحة الغلاء الذي تشرف عليه الجمعية وقطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين والتجارة؛ للحصول على لحوم حية يتم استيرادها من دولة أوروجواي، بعد تغيير عليقتها بمصر من خلال وزارة الزراعة لذبحها وبيعها طازجة للمواطنين.

وقال العسقلاني: "إنه سيتم طرح هذه اللحوم البلدية بأسعار مخفضة تصل إلى 55 جنيها للكيلو من خلال 50 منفذا للجمعية بكل محافظات الجمهورية؛ للحد من ارتفاع زيادة أسعار اللحوم مع قرب الاستعداد لعيد الأضحى بأسواق القطاع الخاص"، لافتا إلى إشراف الطب البيطري بوزارة الزراعة ووزارة التموين على هذه المنافذ.

وكان الدكتور خالد حنفى، وزير التموين والتجارة الداخلية، عقد اجتماعًا مع أبو بكر حنفى، سفير مصر بإثيوبيا؛ لبحث كيفية استيراد اللحوم الإثيوبية بأسعار تنافسية، وطرحها في فروع المجمعات الاستهلاكية، وشركتى الجملة، والسيارات المتنقلة، بأسعار مخفضة للمواطنين.

وقامت القوات المسلحة خلال اليومين الماضيين، بطرح كميات ضخمة من اللحوم في منافذ متنقلة؛ لبيعها للمواطنين بأسعار منخفضة عن المعروضة في السوق، بالإضافة إلى قيام وزارة الزراعة بطرح كميات من اللحوم بمنافذها المتنقلة والثابتة للمستهلكين.