في ذكرى ميلاده.. أهم محطات حياة الزعيم الفلسطيني "ياسر عرفات"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"أننا حتما سننتصر..طال الزمان أم قصر"، بتلك الكلمات ظل "ياسر عرفات" فكرة تنبض داخل قلب كل مواطن فسطيني، نظرا لما حققه الزعيم العربي للفلسطنيين الذين ألتفوا حوله؛ ليصبح اسم "عرفات" ملتصق بالقضية الفلسطينية وأهدافه هي الغاية التي تسعى لها جميع الطوائف الفلسطينية الآن.
 
 
فبالرغم من مرور عاما على وفاة "ابو عمار..ياسر عرفات" إلا أنه ما زال ابرز شخصيات الصراع العربي الإسرائيلي، ومازال عنصرا فاعلا في الساحة السياسية ومحركا رئيسيا لأحداثها.
 
 
لذا قامت "الفجر" في ذكرى ميلاد الزعيم الفلسطيني "ياسر عرفات" برصد محطات حياته من البداية للنهاية.
 
 
_ المحطة الأولى.. النشأة والحياة الاجتماعية
 
بين القاهرة وغزة..اختلفت الكثيرين حول تحديد المكان الذي شهد على ولادة محمد عبد الرؤوف القدوة الحسيني الشهير ب"ياسر عرفات" أو "أبو عمار" ، ولكن الاحتمال الأغلب أنه من مواليد القاهرة، ففي مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من أغسطس 1929، شهد حي السكاكيني بالقاهرة على ولادة الزعيم الفلسطيني أبو عمار.
 
 
وكان "عرفات" الإبن السادس لأب تاجر فلسطيني هاجر من فلسطين للقاهرة عام 1927، ونشأ الطفل الصغير يتيم الأم حيث أن والدته توفيت وهو في الرابعة من عمره فأرسله والده إلى القدس.
 
 
وفي عام 1937 عاد مرة أخرى إلى القاهرة ليعيش مع عائلته، ثم التحق بكلية الهندسة في جامعة الملك فؤاد "القاهرة حاليا"، وتخصص في دراسة الهندسة المدنية وتخرج عام 1951، وعمل بعدها في إحدى الشركات المصرية، وسافر فترة إلى الكويت وعمل مهندسا ومنها انطلق لمحطته الثانية وهي الكفاح للحصول على استقلال فلسطين ومن بعدها العرب.
 
 
وقد تزوج ياسر عرفات في سن متأخرة من السيدة سهى الطويل وأنجب منها "بنت واحدة".
 
 
 
_ المحطة الثانية.. الصراع العربي الإسرائيلي
 
 
 
احتلت تلك المحطة من حياة " ياسر عرفات" الزعيم الفلسطيني معظم حياته، لتكن أهم وأبرز المحطات التي جعلت من اسمه علما من أعلام التاريخ، وزعيم يحتذى به حتى بعد وفاته.
 
 
بدأن تلك المحطة أثناء فترة دراسه "أبو عمار" حيث كون رابطة الخريجين الفلسطينيين التي كانت محط اهتمام كبير من جانب وسائل الإعلام المصرية آنذاك، واشترك إلى جانب الجيش المصري في صد العدوان الثلاثي عام 1956.
 
 
وكان ياسر عرفات ينتمي إلى جيل القوميين العرب الذي ظهر في الخمسينيات ولعب أدوارا مهمة في الستينيات والسبعينيات، حيث بدأ حياته في خنادق المقاومة للاحتلال الإسرائيلي وكان يرفض فكرة التفاوض مع الاحتلال شأنه في ذلك شأن بقية الفصائل الفلسطينية، ثم عاد والتزم المفاوضات سبيلا للتوصل إلى إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967.
 
وفي رصد أهم المواقف السياسية التي وضع فيها "أبو عمار نجد الآتي:-
 
 
* حركة فتح
 
سافر ياسر عرفات إلى الكويت عام 1958 للعمل مهندساً، وهناك كون هو وصديقه خليل الوزير "أبو جهاد" عام 1965 خلية ثورية أطلق عليها اسم "فتح" وهي اختصار لحركة تحرير فلسطين، وأصدر مجلة تعبر عن هموم القضية الفلسطينية أطلق عليها اسم "فلسطيننا"، وحاول منذ ذلك الوقت إكساب هذه الحركة صفة شرعية فاتصل بالقيادات العربية للاعتراف بها ودعمها، ونجح بالفعل في ذلك فأسس أول مكتب للحركة في الجزائر عام 1965 مارس عبره نشاطا دبلوماسيا.
 
 
* حرب 1967
 
برز اسم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بقوة عام 1967 حينما قاد بعض العمليات الفدائية ضد إسرائيل عقب عدوان 1967 انطلاقاً من الأراضي الأردنية، وفي العام التالي اعترف به الرئيس المصري جمال عبد الناصر ممثلا للشعب الفلسطيني.
 
 
* رئاسة منظمة التحرير
 
انتخب المجلس الوطني الفلسطيني ياسر عرفات رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1969 التي تأسست عام 1964 خلفاً ليحيى حمودة، وبدأ مرحلة جديدة في حياته منذ ذلك الحين.
 
 
* خطاب تاريخي بالأمم المتحدة
 
ألقى الزعيم الفلسطيني خطابا تاريخيا هاما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 نوفمبر 1974 أكد فيه أن القضية الفلسطينية تدخل ضمن القضايا العادلة للشعوب التي تعاني من الاستعمار والاضطهاد، واستعرض الممارسات الإسرائيلية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، وناشد ممثلي الحكومات والشعوب مساندة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعودة إلى دياره، وفي ختام كلمته قال "إنني جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية الثائر، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي.. الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين".
 
 
* تونس ولبنان
 
أقام عرفات قيادته السياسة لمنظمة التحرير الفلسطينية فى تونس بعدما خرج من لبنان بعد أن صمد ورجاله فى بيروت ما يزيد عن ثمانين يوما دون أن تتمكن اسرائيل من اجتياحها ، بينما توزع مقاتليه على دول عربية أخرى فى الجزائر واليمن والعراق.
 
 
* الانتفاضة الفلسطينية .. واتفاقية اوسلو
 
اندلعت الانتفاضة الفلسطينية ضد الإحتلال فى الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1987 التى أيدها عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية ، وبدأت الولايات المتحدة تقر بأنه لا يمكن اقرار السلام فى الشرق الأوسط إلا بايجاد حل للقضية الفلسطينية ، وبدأت اتصالات عربية فلسطينية أسفرت عن توقيع اتفاق بالاعتراف المتبادل بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية وإقامة سلطة الحكم الذاتى فى الأراضى التى تنسحب منها اسرائيل ، ووقع مع اسحق رابين رئيس الوزراء وشيمون بيريز وزير خارجيته فى ذلك الوقت بحضور بيل كلينتون اتفاق اقامة سلطة الحكم الذاتى أو ما عرف باتفاق اوسلو فى 13 سبتمبر 1993.
 
 
* حرب الخليج الثانية
 
في هذه الحرب أخذ أبو عمار ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1990 موقفا فُسر حينذاك بأنه مؤيد للعراق في غزوه للكويت، مما انعكس بصورة سلبية على القضية الفلسطينية، وكانت له عواقب وخيمة على العاملين الفلسطينيين في دول الخليج، وبالتالي على الانتفاضة الفلسطينية التي كانت مشتعلة في الأراضي المحتلة منذ عام 1987.
 
 
* العودة إلى غزة...وجائزة نوبل..ورئاسة السلطة الفلسطينية
 
وبعد 27 عاما قضاها ياسر عرفات في المنفى متنقلاً بين الدول العربية عاد إلى غزة رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية في يوليو 1994، حيث أحاط به مئات المواطنين يرحبون بمقدمة حتى احتشد الألوف منهم ليعلن وسط هذه الحشود بدء العودة وأقام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
 
 
وفي العام التالي حصل ياسر عرفات على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين ووزير خارجيته شمعون بيريز.
 
 
وفى يناير 1996 ، جرت انتخابات لرئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية فانتخب عرفات رئيسا للسلطة وقد شهد هذه الانتخابات مراقبون من الأمم التحدة والدول العربية والأوروبية وعلى رأسهم جيمى كارتر الرئيس الأمريكى الأسبق.
 
 
* مرحلة الإعمار
 
بدأ عرفات مرحلة الإعمار والبناء فى الاراضى المحررة وأقام شبكات المياه والكهرباء والمدارس والمستشفيات والمطار ، وفى 24 سبتمبر 1995 وقع عرفات فى طابا على اتفاق مع اسحاق رابين رئيس الحكومة الإسرائيلية حينذاك ينص على انسحاب اسرائيل من المدن الرئيسية فى الضفة الغربية ، وبالفعل انسحبت اسرائيل بموجبه من هذه المناطق.
 
وفى 1997 وقع عرفات مع بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة اتفاقا لاعادة مدينة الخليل الى الفلسطينيين ضمن أراضى السلطة الفلسطينية ، وفى عام 1998 أبرم اتفاق (واى ريفر) بالولايات المتحدة برعاية الرئيس بيل كلينتون وتضمن نقل أراض جديدة بالضفة الغربية الى السلطة الوطنية الفلسطينية ، وفتح معبر آمن بين غزة والضفة مقابل تعهد فلسطينى بمقاومة الارها ، وهو ما عرف باسم الأرض مقابل السلام.
 
 
* عرفات وباراك... وانتفاضة الأقصى
 
توترت الأوضاع فى الأراضى المحتلة عقب فشل مفاوضات عرفات مع ايهود باراك حول الانسحاب من القدس الشرقية وعودة اللاجئين الفلسطينيين ، وأعقب ذلك زيارة ارئيل شارون الى المسجد الأقصى لتؤدى الى صدامات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال سقط فيها شهداء فلسطينيين ، فاندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية والتي عرفت باسم "انتفاضة الأقصي" ، ولم يستطع عرفات السيطرة على الموقف بسبب العدوان المستمر الذى تصاعد ليصل الى حد اعادة احتلال المدن الفلسطينية بالضفة الغربية.
 
 
وساءت علاقات عرفات بالولايات المتحدة الأمريكية التي تبنت وجهة النظر الإسرائيلية ، حيث زعمت اسرائيل والولايات المتحدة أنه لم يتخذ ما يجب من إجراءات لوقف ما تسمياه الإرهاب الفلسطيني.
 
 
_ المحطة الثالثة.. الحصار والوفاة الغريبة
 
وقد كانت المحطة الأخيرة في حياة الزعيم "ياسر عرفات" بين الحصار والوفاة الغريبة، حيث انه بعد انتفاضة الأقصى حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلى ياسر عرفات في مقره الرئاسى بمدينة رام الله في أواخر شهر مارس عام 2002 عقب الاجتياح الإسرائيلي لمدن الضفة الغربية ، ثم سمحت له لاحقا بالتحرك فى نطاق ضيق داخل الضفة الغربية ، ثم عادت وفرضت عليه الحصار مجددا الى أن تدهورت صحته.
 
 
نقل الزعيم "ياسر عرفات"  يوم 27 أكتوبر 2004 إلى فرنسا عبر الأردن ، وتوفي في مستشفى بيرسى غربى باريس يوم 11 نوفمبر 2004 ، ولم يعرف سبب وفاته حتى الآن، حيث ان البعض اكد انه مات مسموما والأخر رجح أن الوفاة طبيعية كما أعلن وأنها بسبب أمراض الشيخوخة، ولكن الجثة لم تشرح، وفتحت بعض التحقيقات وقتها ولكن دون الوصول لأي نتيجة حتى الآن.