أسباب زيارة "السيسي" إلى "اندونيسيا" في هذا التوقيت

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


يزور الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الجمعة إندونيسيا، المحطة الأخيرة فى جولته الآسيوية التي شملت سنغافورة والصين، والتى ستنتهي غداً السبت، وتعد الزيارة الأولى لرئيس مصري منذ عام 1983.

ويعقد السيسى لقاء قمة ثنائي مع الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو يليه اجتماع موسع بحضور وفديّ البلدين، ومن المتوقع أن تشهد الزيارة التوقيع على مذكرات تفاهم بين البلدين في عدد من مجالات التعاون الثنائي.

فى البداية قال الدكتور عمرو صالح أستاذ الإقتصاد السياسى بجامعة عين شمس، ومستشار البنك الدولى سابقا، إن حجم التبادل التجارى بين مصر واندونيسيا بلغ 1.49 مليار دولار عام 2014، حيث زاد بنسبة 21.02٪ مقارنة بـ1.2 مليار دولار عام 2013، وبلغت قيمة الواردات الإندونيسية لمصر 21.71٪ أو ما يعادل 1.3 مليار دولار عام 2014 مقارنة بـ1.1 مليار دولار عام 2013.

 وأضاف الخبير الاقتصادى الدولى أن قيمة الصادرات من مصر إلى إندونيسيا زادت لتصل إلى 146 مليون دولار أو بنسبة 15.01٪ عام 2014 مقارنة بـ127 مليون دولار عام 2013.

وأكد صالح  أن القيمة الإجمالية للتجارة بين مصر وإندونيسيا بلغت 662.95 مليون دولار فى الفترة من يناير إلى مايو من العام الحالى، محققة زيادة بلغت 15.16% مقارنة بـ 575.69 مليون دولار عام 2014.

وتوقع المستشار الأسبق للبنك الدولى أن يتم توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون والاستثمار بين مصر واندونيسيا خلال زيارة الرئيس السيسى إلى جاكرتا، لافتا  إلى أن استثمارات الشركات الإندونيسية فى مصر بلغت حوالى 461 مليون جنيه، مؤكدا أنه من الطبيعى أن تتطلع العديد من الشركات الإندونيسية للاستثمار فى مشروع قناة السويس الجديدة. 

ومن جانبه أكد الدكتور جهاد عودة أستاذ  العلاقات الدولية بجامعة حلوان، أن العلاقات المصرية الاندونيسية علاقات قوية وراسخة وعريقة، مشيرًا إلى أن مصر هى أول دولة عربية اعترفت باستقلال إندونيسيا عام 1946، موضحًا أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بدأت رسميا عام 1947، وتم افتتاح السفارة الإندونيسية فى القاهرة عام 1949.

وأضاف أستاذ العلاقات الدولية أنه عندما ظهرت قضية تيمور الشرقية، اتخذت مصر موقفا داعمًا لإندونيسيا فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أن مصر وإندونيسيا من الأعضاء المؤسسين للمؤتمر الأفرو- آسيوى (1955)، وحركة عدم الانحياز (1961)".

وشدد الخبير السياسى على ضرورة أن تستفيد مصر من التجربة الأندونيسية فى مجالات الصناعة والتكنولوجيا والتنمية البشرية والاقتصادية، لافتا إلى أننا لن نحاكى نموذج بعينه، ولكن نستفيد من كل التجارب، ونأخذ منها ما يتناسب مع النموذج المصرى المتفرد، حتى يكون لمصر تجربة رائدة ومتميزة خاصة بها، كما كانت على مر تاريخها، وفى أزهى عصور إزدهارها ومكانتها التى تستعيدها الآن، عربيا وإقليميا ودوليا.

وأشار عودة إلى دور الأزهر الشريف، الذى يجب أن يقوى ويتصاعد، لتعتمد عليه مصر هو والكنيسة الوطنية فى إستعادة ريادتها وزعامتها لشعوب العالم، لافتا إلى أن الأزهر والكنيسة والفن المصرى، تلك هى عناصر القوة الناعمة التى صنعت أسطورة مصر، وحققت لها الريادة والزعامة فى الماضى.

مضيفا أنه الرئيس السيسى يدرك أهمية ذلك، ومن ثم يهتم بالتواصل مع علماء الأزهر ورجال الكنيسة ، ويشدد دائما على أهمية تجديد الفكر الدينى، ومحاربة التعصب والطائفية، مشيرًا إلى أن عدد الطلبة الإندونيسيين فى مصر بلغ 2673 طالبا، وهو ما يعزز الروابط الثقافية والحضارية بين البلدين.