إيمان كمال تكتب: فى الدورة الـ31 من مهرجان إسكندرية السينـمائى الدولى

مقالات الرأي



1- سعار جنسى لبطلات الفيلم المصرى «سعيكم مشكور»

التدافع والزحام على الفيلم المصرى «سعيكم مشكور» والذى عرض بداخل فعاليات مهرجان إسكندرية السينمائى الدولى حتى إنه الفيلم الوحيد الذى امتلأت القاعة عن آخرها حتى أن العشرات اندفعوا للجلوس على أرض السينما لحضور العرض من بينهم جمهور والعديد من العرب جعلنى أقول فى سرى «هى دى مصر» فالسينما المصرية تظل هى الألفة فى المحيط العربى، ولكن للأسف بعد عشر دقائق من بدأ عرضه تبددت الآية تماما.

فالجنس وحده ليس الوسيلة لصناعة فيلم جيد حتى إن لم يحمل رسالة كما يبرر مخرجه، بالتأكيد ذلك ليس اعتراضا على تقديم مشهد يحمل إيحاء جنسيًا ولكن عادل أديب الذى قام بتمصير القصة عن فيلم أجنبى فخرجت بشكل مفكك بدون خط درامى واضح ولا هدف.

فنرى بطلة الفيلم الراقصة دينا والتى يتوفى زوجها ويتولى ابنها «كريم» مسئولية إقامة العزاء فى الفيللا الفخمة جدا، والتى تتناسب مع الجو الفانتازى الذى يدور حوله الفيلم، كما يأتى ابنه الأكبر أيضا والذى نشعر لأول وهلة بأنه مرتبط عاطفيا بزوجة والده دينا.

ويظل هذ الابن يلاحق الفتيات سواء إحداهن اللاتى تحاول إغراء الرجال الموجودين من أجل الحصول على هدايا، ولكنه يقيم بعدها علاقة بإحدى العاملات فى الفيللا والتى تطلب منه الزواج العرفى وحين يرفض تقوم باغتصاب مساعد والدهم ليصبح مصيدة لبعض النساء الموجودات فى الفيللا اللاتى يحاولن إقامة علاقة معه.

فيما يأخذ زوج «دارين حداد» حبوب على أنها مهدئة لتصيبه بحالة هياج جنسى ويبدأ فى ملاحقة دينا ويرمى بحبات عنب على صدرها لتبدأ إفيهات متواصلة لعشر دقائق وربما أكثر عن «صدر دينا»، فيما تأخذ الحبوب نفسها فتاة أخرى تدعى أنها على علاقة بالأب المتوفى وتبدأ هى الأخرى فى حالة سعار جنسى مع أغلب من تقابلهم لتذهب فى نهاية المطاف مع بيومى فؤاد، وحتى دينا التى لا تزال فى عزاء زوجها تقرر أن تتجاوز أحزانها وأن تقع فى حب أحد الموجودين والذى ترى فيه الفحولة الكاملة من وجهة نظرها، وحتى نور قدرى التى تمثل الفتاة المنقبة التى تسعى لتفجير الفيللا بمساعدة أحد الأشخاص فعلى الجانب الآخر هى فتاة ليل تستقبل المكالمات الجنسية من أجل الحصول على كروت شحن لهاتفها المحمول.

السعار الجنسى والهياج هو التيمة التى سيطرت على المشاهد بأكملها دون هدف واضح أو ترابط للأحداث التى تنتهى بالفنان أحمد خليل الذى يقدم شخصية الجد والذى يقوم هو الآخر بتناول هذه الحبوب ويقوم بخلع ملابسه والصعود للسطوح هو الآخر.

الفيلم خرج من المسابقة الدولية للمهرجان لعدم ترجمته بالإنجليزية وهو ما يخالف شروط المسابقة، كما أن عرضه تأخر لعدة أيام ليكتفى بالعرض فى الفعاليات وعلى عكس أغلب الأعمال التى عرضت جاءت ردود فعل المتواجدين سلبية جدا ليحطم الآمال التى وضعها الكثيرون بأنه الفيلم الذى يمثل مصر فى المهرجان.

2- أفلام وحكايات عن وجع الأوطان

قتل..جوع..عطش..تشرد وحلم بالهجرة تفاصيل مختلفة من أوجاع الوطن العربى الممتد شرقا وغربا بين فلسطين وسوريا ولبنان والجزائر وتونس لأفلام شاركت فى الفعاليات فى الدورة الـ 31 للمهرجان.

بداية من فيلم «الأم» للمخرج باسل الخطيب والذى ربما تتشابه فكرته مع «كف القمر» والذى قدمه خالد يوسف قبل سنوات وعقب الثورة المصرية، إلا أن الخطيب حرص من خلال رسالة الفيلم أن يبتعد عن الصورة الدموية والأشلاء والقذائف التى تتناقلها الفضائيات عن الحياة فى سوريا يوميا، واختصر كل ذلك فى صورة إنسانية عن الأم التى تعيش فى قرية نائية والتى تجسدها صباح الجزائرلى والتى تتوفى بشكل مفاجئ ويسعى أبناؤها المختلفون أن يحضروا الجنازة ليأتى كل منهم من منطقة مختلفة متحديا الصعاب التى يواجهونها، وحتى جارتها التى تقدمها سولاف فواخرجى بطلة العمل فتتجاوز عن كل المشاكل بينهما، وتقرر أن تتولى الغسل والجنازة بنفسها.

فالصعاب والمحنة لم تعطل الوحدة وهى الرسالة التى حاول الخطيب إيصالها من خلال الفيلم المستوحى من قصة حقيقية شاهدها بنفسه فى سوريا.

وعلى العكس يأتى فيلم «رسائل من اليرموك» لرشيد مشهراوى والذى اعتمد على فكرة التوثيق بشكل أكبر من خلال الشاب نيراز والذى يقيم فى قرية «علم» بفلسطين ونرى من خلال الفيديوهات التى يتبادلها مع مشهراوى المعاناة التى يعيشها الشعب الفلسطينى تحت الاحتلال بين الجوع والعطش والقصف حتى إن شقيق نيراز يستشهد فى نهاية الأحداث، وعلى الجانب الآخر نشاهد حبيبته وخطيبته لميس والتى كانت تعيش بأحد المخيمات فى سوريا إلا أن وضعها كفلسطينية يضعها فى مأزق، خاصة أنها تسعى للهجرة إلى ألمانيا، الفيلم الذى اتسم بالمباشرة الشديدة استعرض المآسى التى يعيشها الشعب الفلسطينى.

«إرادة شعب أمام إرادة محتل» هى الرسالة التى أراد المخرج الجزائرى لطفى بوشوشى أن يؤكد عليها من خلال فيلم «البئر» والذى يعد من أهم الأعمال المعروضة فى المهرجان، فنرى إحدى القرى الجزائرية التى حاصرها المستعمر الفرنسى وذلك بعدما اشتبهوا بأن سكانها قاموا بقتل أحد الجنود الفرنسيين ويقررون قطع كل وسائل الحياة عن أهلها، حتى يبدأ الأطفال فى الموت عطشا ولم يغفل المخرج الحيوانات أيضا، فتقرر نساء القرية كسر هذا الحصار والخروج عبر الجسر مهما كانت النتائج وبالفعل يخرج الشيوخ والنساء ويبدأ العسكر الفرنسى فى قتلهم لينتهى العمل بتحدى الخوف والإصرار على المرور لإنقاذ أطفالهم فى ظل غياب الرجال الذين يناضلون من أجل الحرية، واستخدم بوشوشى البئر رمزا للعمق خاصة أنه تم القاء جثث جنود المستعمرين بها.

وعن معاناة الشعب اللبنانى تدور أحداث فيلم «ترويقة فى بيروت» للمخرجة فرح الهاشم والذى شارك فى مسابقة نور الشريف للفيلم الروائى العربى فنرى من خلال رحلة تقوم بها صديقتان ويتم خلالها استعراض مشاكل الشعب اللبنانى من قلة المياه والكهرباء والفقر وهو ما يدفع المواطنين إلى كراهية بيروت ومحاولة الهجرة منها إلا أن الفكرة تلخص فى جملة «المهاجر مريض بوطنه بدون شفاء».

فيما عرض أيضا الفيلم التونسى «بدون 2» للمخرج الجيلانى السعدى والذى يستعرض المعاناة التى يعيشها الشباب التونسى والتى كانت سببا فى قيام الثورة على زين العابدين بن على، من خلال شخصية عايدة التى تقرر أن تترك منزل أسرتها والعيش فى الشوارع من أجل الإجابة على العديد من الأسئلة التى تشغلها، لتلتقى بعبده وهو شاب يحاول الانتحار أكثر من مرة ولكنها تقوم بإنقاذه ليتقاسما التجربة سويا.

3- وأقسمت أن تكون عذراء.. ومشاعر المرأة المكبوتة

بين التحرر الجسدى والتقوقع بداخل رداء ذكورى تدور أحداث الفيلم الإيطالى «واقسمت أن تكون عذراء» والذى يتناول الحياة بداخل أحد الأماكن الجبلية فى ألبانيا.

فنرى بطلة الفيلم التى تقرر أن تصبح رجلا لنشأتها فى منطقة جبلية تضع الكثير من المحظورات على الفتيات فيما تهرب شقيقتها لتتزوج من تحب لكنها تختار بكامل إرادتها أن تحقق رغبة والدها فى أن تصبح رجل العائلة، إلا أنها تبدأ فى التمرد على ذلك بعدما تسافر إلى شقيقتها، ونرى على الجانب الآخر التحرر الجسدى من خلال ابنة شقيقتها التى تمارس السباحة فتستعرض المخرجة مجموعة من الفتيات يقمن بالحركات الرشيقة فى حمام السباحة فيما تدخل البطلة فى علاقة جنسية بعدما تضعف تجاه أنوثتها.