"البحوث الإسلامية": العالم يحتاج إلى استعادة منظومة القيم الروحية والخلقية المشتركة

أخبار مصر

بوابة الفجر


قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: الدكتور محيي الدين عفيفي، إن هناك إجماع دولي على أهمية التصدي لـ"داعش" والتنظيمات الإرهابية لتحقيق الاستقرار والتعايش السلمي بين الشعوب؛ بعدما أكد المشاركون في قمة "مكافحة تنظيم داعش والتطرف العنيف" الذي عقدت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك على أن الإرهاب يستهدف جميع الشعوب، وأن دحر جماعات الإرهاب يتطلب جهودًا دولية.
 
وأضاف الأمين العام، والذي حضر جلسات القمة، أنه من خلال ما طرح من رؤى دولية في تلك القمة تأكد إجماع المشاركين على أهمية تكامل سبل المواجهة للإرهاب وألا تعتمد على الحلول الأمنية والعسكرية فقط؛ بل لابد من استخدام السبل المختلفة مثل: توظيف استخدام المواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي وجميع الوسائل لأجل تصحيح المعلومات المغلوطة التي تبثها "داعش"، وبيان المعالم الحقيقية للإسلام وتحصين الشباب ضد خطر العنف والتطرف.
 
وأوضح "عفيفي"، أن أطروحات ممثلي الدول لآلية مواجهة "داعش" أثناء القمة بيّنت أن الاهتمام بالجانب الاجتماعي والتنموي والتربوي والديني من أهم سبل مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية لأن ذلك يؤدي إلى تقوية الجبهات الداخلية في المجتمعات، ويمثل سداً منيعاً في مواجهة العنف.
 
وأشار عفيفي، إلى أن الأزهر الشريف، أكد ذلك في رؤيته ومشاركاته مع المجموعة الدولية لمكافحة الإرهاب التي تضم عددًا كبيرًا من الدول برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وعضوية المملكة المتحدة والإمارات ومصر والسعودية وعددًا من دول العالم.
 
كما أشار الأمين العام، إلى أن الأزهر الشريف عرض جهوده في مواجهة الإرهاب من خلال الاجتماع الذي عُرض في القاهرة في مايو الماضي، وأكد الأزهر على ذلك أيضاً من خلال مشاركته في قمة مكافحة داعش بنيويورك.
 
وأكد عفيفي، أن حضور الأزهر الشريف لجلسات تلك القمة يبلور المشاركات والحضور الدولي للأزهر الذي يحظى باحترام وثقة دولية في دوره وقدرته على المواجهة الفكرية.
 
وأثنى المشاركون على تلك الجهود التي يبذلها القادة الدينيون والزعماء الروحيون والمؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر في مواجهة الإرهاب لأن مسألة تفنيد الشبهات وتصحيح الأفكار من أهم ما يجب أن يبذل في مواجهة التطرف الفكري وهذا ما يركز عليه الأزهر سواء في الدائرة المحلية أو الإقليمية أو العالمية حيث يعمل على بيان حقائق الإسلام بشكل واضح ومبسط يتسم بالتسامح والرحمة.
 
ولفت "عفيفي"، إلى أن قمة نيويورك أكدت على أهمية إعادة الاعتبار للقيم الدينية والروحية والثقافية والإنسانية لأنها تكشف كذب التنظيمات الإرهابية؛ مشيرًا إلى أن المجتمعون في نيويورك نادوا بأهمية قيام الجهود الدولية على المساواة والاحترام المتبادل للهويات والخصوصيات الثقافية والموروثات الاجتماعية للشعوب ولمعتقداتها الدينية وقيمها الروحية.
 
وكشف "عفيفي"، أن قمة مكافحة "داعش" أكدت على أهمية إفساح الفرصة أمام الشباب بإثبات ذاتهم والتعبير عنها بشكل عملي لأجل استعادة الثقة في أنفسهم والشعور بالمسؤولية وبدورهم في بناء أوطانهم.
 
كما أكدت القمة أيضًا على أهمية استعادة دور الأسرة في رعاية وتوجيه ومتابعة أفرادها والتواصل معهم بشكل تربوي يحميهم من أن يُستقطبوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث أشاد المشاركون بدور المرأة في ذلك مما يتطلب الاهتمام بها وبواقعها وحمايتها من العنف والظلم والاستعباد الذي تروج له "داعش"، كما تم التأكيد على ضرورة الاهتمام بالتعليم في مختلف المراحل لأجل ترسيخ ثقافة التعددية والتعايش السلمي واحترام الآخر.
 
وقال الأمين العام لمجمع البحوث: إن حضوري لجلسات قمة الأمم المتحدة أكد لديا حاجة العالم إلى استعادة منظومة القيم الروحية والقيم الخلقية المشتركة ونشر ثقافة التسامح والسلام العالمي ودور الأسرة ومؤسسات التعليم في ذلك.
 
بالإضافة إلى المسؤولية المجتمعية حيث أجمع المشاركون في القمة على أهمية دور المجتمعات وجميع الأفراد في المواجهة مع الإرهاب لأجل اقرار السلم والأمن الأهلي.