الحصاد النهائي للمشاركة المصرية في الدورة الـ 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


اتسمت المشاركة المصرية فى أعمال الدورة الـ 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام بقدر كبير من التنوع والمبادرة، وعكست الأولويات التى تركز عليها السياسة الخارجية المصرية سواء فى المجال الداخلى ودعم الاقتصاد المصرى، أو فيما يتعلق بالحفاظ على المصالح المصرية وحماية الأمن القومى إقليمياً ودولياً.


وأشار المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية إلى أن الاجتماعات التى عقدت على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام تنوعت ما بين قمم واجتماعات رفيعة المستوى شارك فى معظمها رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، واجتماعات على مستوى وزراء الخارجية ترأس سامح شكرى وزير الخارجية وفد مصر فيها، بالإضافة إلى كم كبير من اللقاءات الثنائية على المستويين الرئاسى والوزارى.
أولا: أهم القمم التي شاركت فيها مصر


فقد جاءت مشاركة الرئيس فى قمة أجندة التنمية لما بعد عام 2015 لتتيح الفرصة لمصر لاستعراض النجاحات التنموية والاقتصادية التى شهدها الاقتصاد المصرى خلال الفترة الأخيرة، وعلى رأسها افتتاح قناة السويس الجديدة وتدشين مشروع تنمية محور قناة السويس، بالإضافة إلى استعراض الرؤية المصرية لأولويات التنمية على الأجندة الدولية خلال العقد القادم، لاسيما فيما يتعلق بضرورة التناسب بين الأهداف المرجوة والأدوات والقدرات المتاحة، والتفاوت بين أعباء والتزامات الدول، فضلاً عن الأولوية المتقدمة لبرامج التنمية البشرية والتنمية الاجتماعية. 

وكان من أهم النجاحات التى تحققت، استعراض الإستراتيجية المصرية للتنمية المستدامة حتى عام 2030، والصورة الإيجابية التى نقلها خطاب السيد الرئيس إلى المشاركين فى القمة فى هذا الشأن.

كما عكست المشاركة المصرية فى قمة التعاون بين دول الجنوب التى دعا إليها الرئيس الصينى، الاهتمام الذى توليه مصر لتعزيز آليات ومجالات التعاون بين الدول النامية، وقد مثلت القمة مناسبة جيدة لطرح النموذج الناجح للوكالة المصرية للشراكة من اجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية فى تعزيز التعاون بين مصر والدول الإفريقية فى مجالات بناء القدرات والتدريب وإقامة المشروعات التنموية لصالح الدول الافريقية من خلال خبرات وموارد مصرية. وتم التأكيد فى هذا الإطار على أهمية الاستفادة من الموارد الهائلة المتوفرة لدى الدول النامية ودول العالم الثالث فى إقامة نماذج ناجحة للتعاون والدعم المتبادل، الأمر الذى كان محل تقدير واهتمام من الجانب الصيني الراعي لمبادرة عقد القمة.


وأضاف المتحدث باسم الخارجية بأن السيد الرئيس للجنة الرؤساء الأفارقة الخاصة بتغير المناخ جسدت الدور القيادى لمصر على المسرح الأفريقي، فى مجال البيئة، والدور الذى تقوم به مصر لتنسيق المواقف الأفريقية قبل انعقاد قمة المناخ فى باريس فى نهاية نوفمبر القادم. وقد كانت المبادرة المصرية المتعلقة بالطاقة المجددة فى أفريقيا ومبادرة تعبئة الجهود العالمية لدعم أنشطة التكيف فى أفريقيا خير مثال للالتزام المصري بدعم القضايا الإفريقية والحفاظ على مصالح القارة.
وحول الرؤية التى طرحها بيان مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أوضح المستشار أحمد أبو زيد أن البيان الذى ألقاه الرئيس عبد الفتاح السيسى استعرض بشكل متكامل تفهم مصر لأهم التحديات التى تواجه المجتمع الدولى إقليمياً ودولياً، وفى مقدمتها قضية الإرهاب وكيفية التعامل مع الأزمات والتحديات المتزايدة فى منطقة الشرق الأوسط والمخاطر التى تهدد عدد كبير من الدول والمجتمعات فى المنطقة. 

وقد اكتسبت مبادرة الرئيس "الأمل والعمل من أجل غاية جديدة" رؤية مصرية متطورة وقابلة للتنفيذ لمعالجة جذور ظاهرة الإرهاب، وهو ما لاقى اهتمام الكثير من الدول والمنظمات التى تابعت البيان المصرى.


ثانيا: الموضوعات الرئيسية على أجندة المشاركة المصرية


ومن ناحية أخرى، أشار المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية إلى أن القضية الفلسطينية والأزمة الليبية حظيتا بأولوية خاصة فى اللقاءات والاجتماعات التى شارك فيها وزير الخارجية، فقد كانت القضية الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على المسجد الأقصى ومسألة توفير الحماية للشعب الفلسطيني المحور الرئيسي للمناقشات فى اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، واجتماع وزراء خارجية لجنة فلسطين بحركة عدم الانحياز، بالإضافة إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب، واجتماع الرباعية الدولية الذى دعيت إليه مصر مع كل من الأردن والسعودية والجامعة العربية. وفى كافة المحافل أكدت مصر على ضرورة التحرك الجدى والفعال من جانب المجتمع الدولى من أجل التوصل إلى تسوية نهائية وعادلة للقضية الفلسطينية، وضرورة وضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد المسجد الأقصى ومحاولات تغيير الوضع القائم فى القدس الشرقية، فضلاً عن ضرورة البدء فى إجراءات جادة لبناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يكون وقف الاستيطان وتنفيذ الاتفاقيات القائمة أولى خطواتها.

وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، فقد جاء بيان وزير الخارجية أمام الاجتماع الوزاري رفيع المستوى الخاص بليبيا ليضع النقاط فوق الحروف، محدداً أولويات التعامل مع الوضع فى ليبيا.

 وقد تم التأكيد فى هذا الإطار، على عدم إمكانية إضاعة المزيد من الوقت قبل تشكيل حكومة الوفاق الوطنى المرجوة، وأن الوقت قد آن للتمييز بين الأطراف الراغبة فى السلام، وتلك التى لا تستهدف سوى تعطيل مسيرة ليبيا نحو الاستقرار والسلام، حيث جاء بيان وزير الخارجية فى هذا الشأن بالوضوح والقوة اللازمة، محذراً من عقوبات مجلس الأمن ضد أى طرف يثبت إعاقته للعملية السياسية فى ليبيا.


وأوضح المتحدث باسم الخارجية أن ملف مكافحة الإرهاب كان حاضرا بوضوح على سلم أولويات المشاركة المصرية فى دورة الجمعية العامة، وبدا ذلك واضحا فى حرص الرئيس على المشاركة فى قمة مكافحة تنظيم داعش والتطرف العنيف التى دعا إليها الرئيس الأمريكي براك اوباما، وكذا مشاركة السيد وزير الخارجية فى الجلسة الخاصة لمجلس الامن التى دعت اليها روسيا لإجراء نقاش حول ظاهرة الإرهاب فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

 وقد حظى البيان المصرى أمام هذه الجلسة باهتمام وإعجاب العديد من المشاركين، لما تضمنه من رؤية مبنية على تجربة حقيقية خاضتها مصر على مدار السنوات الماضية فى مواجهة الفكر المتطرف بتجربة الإسلام السياسي التى لفظها المجتمع المصرى، وما خاضته مصر بعد ذلك من مواجهة شاملة مع الإرهاب ومحاولات بث الفرقة والانقسام داخل المجتمع بدعاوى دينيه وقد تناول بيان مصر مجمل التطورات التى تشهدها المنطقة فى مجال مكافحة التطرف الدينى والإرهاب من خلال استرجاع التجربة المصرية والاستفادة بها ومعالجة التحديدات المشابهة لها فى المنطقة.


ثالثا: اللقاءات الثنائية لوزير الخارجية

وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن وزير الخارجية أجرى ما يزيد عن 25 لقاء مع وزراء خارجية ورؤساء حكومات العديد من الدول الأفريقية والعربية والأوروبية، بالإضافة إلى عدد من دول أمريكا اللاتينية، أتسمت جميعها بقدر كبير من التنوع والموازنة بين هدف دعم الاقتصاد وتشجيع الاستثمار وشرح الأوضاع الداخلية وجهود مصر فى مكافحة الإرهاب، وهدف التشاور والتنسيق مع الدول المؤثرة فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية. كما كان ملف عضوية مصر فى مجلس الأمن حاضراً بشكل ملحوظ فى كل تلك اللقاءات، سواء من خلال الترويج للعضوية وجذب الدعم الدولى لها، من خلال التنسيق بشأن القضايا المطروحة على جدول أعمال مجلس الأمن خلال فترة عضوية مصر. ويلاحظ هنا، حرص وزراء خارجية الدول الأفريقية الذين التقى السيد سامح شكرى معهم على الإعراب عن تطلعهم لدعم مصر لقضاياهم المطروحة على جدول أعمال مجلس الأمن، وثقتهم فى قدرة مصر على الحفاظ على المصالح الافريقية خلال فترة عضويتها.


رابعا: التواصل وتوضيح صورة مصر للخارج.

وتجدر الإشارة إلى أن برنامج الرئيس لم يخل من نشاط اعلامى كبير استهدف بالأساس شرح مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى مصر، من خلال التواصل المباشر مع شبكات إخبارية أمريكية واسعة الانتشار مثل CNN , PBS ، بالإضافة إلى وكالة أنباء اسوشييتد برس حيث تطرق الحوار معها الى العديد من القضايا الإقليمية إلهامه بالنسبة لمصر.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن برنامج وزير الخارجية تضمن نشاطا إعلاميا أيضا، حيث اجري لقاءات حوارية مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية وفرنسا 24 وقناة سكاى نيوز العربية وقناة روسيا اليوم وقناة العربية وقد أتاحت تلك اللقاءات والحوارات المجال لوصول صوت مصر الى العالم الخارجي بشكل متكامل ومنسق يسهم فى دعم الأهداف المصرية.


واختتم المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية تصريحاته، مشيراً إلى أن الحصاد النهائي للمشاركة فى دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، هو حصاد إيجابي بلا شك، وقد أسهم فى تعزيز دور مصر الإقليمي والدولي بشكل ملحوظ، فضلاً عن كونه أتاح فرصة كبيرة لنقل صورة حقيقية للتطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التى تشهدها مصر أمام المجتمع الدولى.