بالصور.. النعوش العائمة بسوهاج تهدد حياة مئات التلاميذ يوميًا.. والطلاب: مضطرين مفيش غير كده

محافظات

بوابة الفجر

يذهب التلاميذ والطلاب بمحافظة سوهاج إلى مدارسهم وجامعاتهم ومعاهدهم يوميًا وكذلك بعض الموظفين في مختلف المصالح الحكومية وهم محفوفون بالمخاطر، ومهددون بالمزيد من حوادث الغرق والحوادث المرورية المروعة التي تدمي القلوب وتدمع العيون نظرًا لاستقلالهم وسائل غير مخصصة لنقل الركاب مثل العبارات والمراكب والمعديات النهرية المتهالكة وسيارات النقل والجرارات الزراعية وعربات الكارو والتروسيكلات، كذلك ضيق الطرق وكثرة المطبات العشوائية عليها، والسبب الأهم قيادة السائقين بسرعة جنونية وتحت تأثير المخدرات، دون أدني تحرك من أي مسئول سواء في الحكم المحلي أو المرور أو التعليم أو حتي المجتمع المدني أو مؤسسات حقوق الإنسان.

وتظهر المأساة مع بداية العام الدراسي، خاصة في قرى مراكز جنوب محافظة سوهاج حيث يضر التلاميذ إلى استقلال المعديات النهرية الغير أمنة والمتهالكة والتي يطلق عليها "النعوش العائمة" وهي عبارة عن قطعة من الحديد المسطح وتبلغ مساحتها نحو 3 في 3 متر ويستقلها عشرات التلاميذ الذين يتشبثون ببعضهم البعض لحين وصول المعدية للبر الأخر، وهم يتبادلون جذب "حبل" مربوط في جانبي الترعة لدفع المعدية للأمام وتنتشر هذه المعديات خاصة في مراكز العسيرات والمنشاة وجرجا والبلينا، نظرا لعدم وجود كباري علي الترع التي يقيمون ناحيتها.

ويستقل التلاميذ هذه الوسائل الغير أدمية والغير أمنة نظرا لعدم تغطية مواقف سيارات الأجرة لأماكن إقامتهم أو ارتفاع تسعيرة الركوب لسيارات الأجرة.

ففي قرية خارفة التابعة لمجلس قروي الدويرات بمركز المنشاة يستقل المئات من تلاميذ القرية مَعدية نهرية متهالكة عبارة عن قِطع من الحديد والصاج موصلة وملحومة بعضها ببعض لها جوانب من الأسياخ الحديدية لا تتجاوز مساحتها 6 متر مربع يستقلها في كل مرة قرابة 30 تلميذ يتجاذب بعضهم الحبال المثبتة بجانبي الترعة لدفع المعدية للأمام لعبور البر الشرقي من ترعة الفؤادية والتي يطلق عليها الأهالي اسم ترعة نجع حمادي الرئيسية للذهاب لمدرسة خارفة للتعليم الأساسي في الصباح وفي نهاية اليوم الدراسي.

وقال هاني الخارفي، أحد أبناء القرية: "نطالب المسئولين بمركز المنشاة ومحافظة سوهاج بالنظر إلينا بعين الرحمة والرأفة وإيجاد حل لمشكلة المعدية التي تهدد حياة جميع أبناء القرية وليس التلاميذ فقط، مشيرًا أن الرجال والنساء والشباب والفتيات يستقلون تلك المعدية للذهاب للبر الشرقي من ترعة نجع حمادي، مضيفًا أنهم تقدموا بطلب لمجلس مدينة المنشاة لعمل كوبري بدلا من المعدية، وطالب " الخارفي " من تنفيذ طلب إقامة الكوبري حفاظا علي أرواح أهالي القرية، حتي ولو كبري مشاة ضيق لا يتسع مرور سيارات عليه، ولا يكلف الدولة مبالغ كبيرة – حسب قوله -.

وقال بعض التلاميذ والطلاب أننا نلجأ إلي استقلال هذه المعدية المتهالكة لعدم وجود بديل.

وأعرب عدد من أولياء أمور التلاميذ والطلاب الذين يستقلون تلك المعديات والوسائل غير المخصصة للركاب وغير أدمية وغير أمنة لـ "الفجر" عن تخوفهم الشديد على أبنائهم، وأنهم يعيشون في قلق وحالات رعب دائمة لحين عودة أبنائهم سالمين من المدارس، مضيفين أنهم يكرهون بداية العام الدراسي ويتمنون لو أن أبنائهم لم يذهبوا للمدارس.

من جانبه قال المهندس عادل عبد اللطيف، رئيس مركز ومدينة جرجا ل " الفجر " أنه سوف يتم بحث موقف تلك المعدية من حيث سلامتها وملائمتها لنقل الأهالي من عدمه، وكذلك موقفها من الترخيص، مضيفًا أنه في حالة عدم مطابقتها للمواصفات وعدم ترخيصها فسيتم إلغائها وإخراجها من الترعة للتأكد من عدم عودة استخدامها مرة أخرى.

وأوضح " عبد اللطيف " أنه يوجد كوبري خارفة علي بعد نحو700 متر من المعدية على نفس الترعة، وأن الأطراف البحرية لقرية خارفة هم الذين يستخدمون تلك المعدية فقط دون غيرهم.

لافتًا أنه كلف هندسة ري جرجا بمعاينة الموقع لبحث إمكانية إقامة كوبري، مضيفا أنه تم عمل رسم كروكي للمكان وإرساله لإدارة مشروعات ري أسيوط وهي المختصة بإنشاء الكباري بمحافظة سوهاج، وتابع أن إقامة كوبري علي ترعة الفؤادية يكلف حوالي 5 مليون جنيه – حسب قول مهندسي الري -.

مشيرًا أنه لم يكن يعلم بتلك المعدية نظرًا لحداثته بتولي مهام الوحدة المحلية بالمركز، وأنه تفقد أمس السبت تلك المعدية.

من جهته قال اللواء أحمد أبو الفتوح، مدير أمن سوهاج ل " الفجر " أننا الأجهزة الأمنية بالمحافظة لا تآلو جهدا في الحد من حوادث الطرق، وأن جزء من الحادث يتحمله السائق نظرا لعدم إتباعه تعليمات المرور علي الطريق، مضيفا أن هناك حملات تتم يوميا علي الطرق الصحراوية والزراعية بدائرة المحافظة لإدارة المرور بالتنسيق مع مديرية الصحة عن طريق تحليل عينات البول للكشف عن السائقين الذين يقودون السيارات تحت تأثير المواد المخدرة، وأضاف أنه في حالة ثبوت تعاطي السائق أي مخدرات يحرر محضر له واتخاذ الإجراءات القانونية له.



وقالت سنية عزالدين أحمد، وكيلة مديرية التربية والتعليم بسوهاج أنه سوف يتم التنبيه على الطلاب وأولياء أمورهم بعد استقلال أي تلميذ أو طالب أو حتى موظف وسيلة مواصلات تعرض حياته للخطر واللجوء إلى وسائل المواصلات الآمنة التي تهدد الحياة.

وطالب العديد من النشطاء السياسيين والحقوقيين بمحافظة سوهاج المسئولين المعنيين بدراسة حاجة الطرق علي الطبيعة من حيث التوسعة أو تغطية الترع والمصارف والمجاري المائية المجاورة، والإنارة، وإزالة المطبات العشوائية، ووضع لوحات إرشادية بالسرعات المقررة لكل سيارة علي تلك الطرق، وكذلك مراقبة تطبيق السرعات من خلال حملات مرورية ثابتة ومتحركة لمعرفة مدي التزام السائقين بالسرعات المحددة، وتطبيق قانون المرور الفعلي في حال ارتكاب مخالفة وليس الغرامة الفورية والتي لا يعتني بها السائقين ولا تحرك لهم ساكن.

كما طالب الموظفين وأولياء أمور الطلاب تكثيف الحملات التي تتم بالتنسيق بين المرور ومديرية الصحة للكشف عن السائقين الذين يقودون تحت تأثير المخدرات وتوقيع أقصي عقوبة نص عليها القانون عليهم، وتوفير خطوط سير لسيارات الأجرة لجميع القري والمراكز وربطها ببعض لمنع استقلال التلاميذ والطلاب لوسائل النقل غير أدمية وغير أمنة تهدد حياتهم للخطر يوميًا.