الجارديان: "داعش" تحاصر الرئيس الأمريكي

عربي ودولي

بوابة الفجر


تصدرت صورة الرئيس بارك أوباما، موقع صحيفة الجارديان البريطانية التي اختارت صورة يظهر فيها، واستحوذت عليه علامات التفكير الشديد.

وأشار التعليق أسفل الصورة إلى أن مزيج رزين من الغضب والحزن، وكذلك التفكير في الحرب الجديدة بالشرق الأوسط، هو ما يدور الآن في عقل الرئيس.

وأضافت أنه عندما هبطت طائرة الرئاسة الأمريكية للتزود بالوقود في ألاسكا كانت هي اللحظة الأولى التي تطأ فيها أقدام أوباما الأراضي الأمريكية منذ أسبوع كامل، دار خلاله حول العالم، فمن قمة العشرين بتركيا إلى جولة مكوكية في دول آسيا والمحيط الهادي، وبالطبع كانت أحداث باريس والشرق الأوسط وأخيرًا مالي، محورًا مهمًا في هذه الجولة طويلة المدى.

ولكن على الأراضي الأمريكية كانت الضغوط الفرنسية، وانتقادات الجمهورين، وثورة هيلاري كلينتون ضده  لخوض حربًا شاملة ضد تنظيم داعش، هي ما ينتظره، فالجميع يطالب أوباما باتخاذ رد فعل قوي لهزيمة "داعش" وغيرها من التنظيمات الإرهابية، وكذلك فهناك ضغطًا إضافيًا على الرئيس الأمريكي بعد قرار مجلس الأمن باعتبار تنظيم داعش هو تهديد غير مسبوق للسلام والأمن الدولي، ودعوة المجتمع الدولي إلى اتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على هذا الخطر.

وأضافت "الجارديان"، أن القدر يبدو وكأنه يعاقب الرئيس الأمريكي على تخاذله في التصدي لهذا التنظيم الوحشي، فبخلاف كل ما سبق من ضغوطات يتعرض لها، جاء اعتراف البنتاجون بقتل 4 مدنيين عراقيين بالخطاء , بعد استهداف سيارتم بواسطة مقاتلة امريكية , ليزيد من متاعب أوباما التي بدت وكأنها لن تنتهِ، فـ"أوباما" أصبح محاصرًا تمامًا من قبل تنظيم داعش.

ويرى الكثيرون أن الولايات المتحدة كانت بطيئة في الرد على سقوط الموصل، وكانت مترددة في تصعيد جهود التحالف ضد عدو لديه تصميم على بلوغ هدفه.

وأضافت الصحيفة، أنه إذا كانت الإدارة الامريكية قد اتخذت إجراءات أكثر صرامة قبل عامين لما شاهدنا هذه الأحداث الدامية في بقاع عديدة من العالم، وما توسعت داعش إلى هذا الحد المرعب الذي يصعب السيطرة عليه، وباختصار نحن نواجه الآن حصاد لما زرعته الإدارة الأمريكية التي حرصت طوال العامين الماضيين على تقديم أنصاف الحلول.

وأشارت إلى أنه بالطبع يتعين على "أوباما" الآن إعداد خطة واضحة قبل لقاءه مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند يوم الثلاثاء المقبل، بالبيت الأبيض، والأهم في هذه الخطة أن تحظى بموافقة الكونجرس، وذلك في ظل قنبلة موقوتة اسمها "أزمة اللاجئين"، وهي قنبلة تشعر أوروبا أن واشنطون قد تركتها تواجهها بمفردها وأن الإدارة الأمريكية لا تشعر بمأساة الأوربيين أو القلق البالغ الذي يسببه وجود ملايين اللاجئين في القارة العجوز التي أصبحت غير آمنة.

وبحسب ما نشرته الصحيفة، فإن الرئيس الأمريكي قد سقط في خيوط عنكبوت داعش، خاصة في ظل الوعد الذي قطعه قبل انتخابه بعدم خوض حربا برية أخرى طيلة فترة ولايته، والآن فإنه سقط بين مطرقة الوعد القديم والضغوط الجديدة، ويبدو أن الأيام الأخيرة لفترة ولايته ستشهد سقوطا مدويا غير مسبوق لأي رئيس أمريكي من قبل.