موقع أمريكي: نساء الأكراد كلمة السر في هزيمة داعش

عربي ودولي

بوابة الفجر


نشر موقع prospect الأمريكي، تحقيقًا تحت عنوان "كيف يمكن هزيمة داعش"، متصدرًا بصورة لسيدة وهي تحمل بندقية آلية أثناء نوبة الحراسة في مدينة "كوباني" السورية، تنتمي إلى المقاومة الكردية، تم التقاطها أثناء دفاعها عن المدينة السورية، منتصف الشهر الحالي وأثناء التصدي لأحد هجمات داعش على المدينة.

وذكر التقرير أن سيدات الأكراد تشكلن جبهة قوية يمكن الاعتماد عليها لتنفيذ عمليات برية موسعة،
وأنه على الرغم من تعاظم خطر تنظيم داعش الإرهابي بعد هجمات باريس، إلا أن الغرب لا يزال يجد صعوبة في تكوين تحالف قوي يمكنه خوض حرب برية ضد التنظيم، وبعيدًا عن الأسباب التي تحول دون تشكيل هذا التحالف، فإن الحل الوحيد المتاح الآن لخوض المعارك البرية، أصبح يتمثل في المقاتلين الأكراد، خاصة إذا ما تم توفير غطاء جوي للقوات الكردية، ولكن هذا الحل لن يحظى برضاء تركيا التي تخشى من تزايد نفوذ الأكراد.

وبحسب التقرير، فإن نساء الأكراد أصبحن تشكلن قوة هائلة سواء من الناحية القتالية أو من حيث المشاركة السياسية، أذ أصبح هناك في سوريا أكثر من ستة آلاف سيدة كردية تحملن السلاح وتجدن أعمال القتال بدرجة لا تقل عن الرجال، والغريب هو ارتفاع مستوى تعليمهن بالمقارنة مع الرجال، ما يدعم الاتجاه إلى وجود قيادات نسائية كردية يمكنها قطع عدة أشواط على طريق إنشاء الدولة الكردية. 

وتابع التقرير أن المشكلة الرئيسية في حال الاعتماد على الأكراد، هي تلك الخلفية التاريخية من الصراع بين الأكراد والدول التي يعيشون بها، فالكتل الكردية توصف على أنها علمانية، وتتمتع بالمساوة التامة بين جميع أفراداها، ولذلك فإن النساء تشكلن قوة لا يستهان بها في المجموعات العسكرية الكردية وتسيطر على الأكراد عمومًا أجواء هي الأقرب للديموقراطية في الشرق الأوسط، وغالبا ما تتمتع بصورة من صور الحكم الذاتي في هذه البلاد التي يتواجد بها تجمعات من الأكراد، لذلك فهم لديهم ما يردون القتال لأجله، والعمل على تكوين دولة كردية وهو أمر ترفضه الدول التي يعيشون بها.

وأوضح التقرير أن المشكلة المستقبلية التي ستظهر إذا ما نجحت القوات التركية في القضاء على تنظيم داعش، تتمثل في مستقبلهم بعد انتهاء الحرب، فبعد التضحيات التي قدمها الأكراد، فإنهم سيطالبون بالثمن العادل لهذه التضحيات، لذلك فإن الحل يمكن أن يبدأ من الآن، إذا ما نجح الغرب في تكوين جماعات مقاتلة تمزج بين المقاتلين الأكراد والقوات النظامية، بحيث يكون هناك انصهار بين أفراد الفريق الواحد، وبطبيعة الحال فإن العلاقات التي ستولد بين الجانبين يمكنها تخفيف حدة الأمر عند انتهاء القتال.

واختتم التقرير بأنه طالما أن الغرب لا يريد خوض المعارك البرية، فعلى الأقل أوروبا وأمريكا يجب عليهما توحيد الجهود بين الجنود الأكراد والقوات النظامية.