رفع فائدة الدولار تقلب سوق "الفوركس" رأساً على عقب

الاقتصاد

بوابة الفجر


سجل الدولار الأمريكي أعلى مستوياته في أسبوعين أمام العملات الرئيسية الأخرى،  بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي، لرفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عشر سنوات تقريباً، من 0.25% إلى 0.50%،  و زاد من فرص ارتفاع الدولار ما ذكرته رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جانيت يلين، أنه  سيكون هناك المزيد من رفع أسعار الفائدة ولكن بشكل تدريجي خلال الفترة المقبلة.

 

 قرار البنك المركزي الأمريكي جاء لمواجهة التضخم ولتعزيز لاقتصاد الأمريكي، إلا أنه لم يكن بعيداً عن سوق صرف العملات "الفوركس"، الذي تأثر برفع الفائدة عقب المؤتمر الصحفي للمجلس الفيدرالي مباشرة، وكانت أول النتائج المباشرة ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي، والذي يقيس قوة الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.58٪ ليتداول عند 98.97، وهو أعلى مستوى له منذ 3 ديسمبر الجاري.

 

 وعلى صعيد التأثير على أزواج العملات في التداولات اليومية، ارتفع زوج العملة "الدولار/ين" لأعلى بقوة مدعوماً برفع معدلات الفائدة الأمريكية ليصل إلى 0.5% مخترقا لوسط المتحرك لإغلاق 200 يوم والمستوى 122.26، الأمر الذي يدعم استمرار ارتفاعه نحو المستوى 123.11 والمستوى 123.76  وفى حال تراجع الزوج قد يتلقى دعما عند المتوسط المتحرك لإغلاق 200 يوم ومن ثم المستوى 120.35.

ولم تقف تبعات القرار عند الدولار/ ين فقط، وإنما امتدت لتشمل زوج العملة "اليورو/ دولار" الذي تراجع  بنسبة 0.95٪ ليصل إلى1.0848  ، وتراجع الدولارين الاسترالي والنيوزيلندي مقابل الدولار الأمريكي، مع تراجع الأسترالي/دولار بنسبة 0.41% ليتداول عند 0.7200 و تراجع النيوزيلندي/دولار بنسبة 0.61% ليصل إلى0.6756

وفي الوقت نفسه، ارتفع الدولار/كندي بنسبة 0.32% ليتداول عند1.3826  ، وأقل بقليل من أعلى سعر له في 11 عام، وفي الجلسة السابقة البالغ1.3848 .

لم تكن المنطقة العربية بعيدة عن التأثيرات فقد قررت البنوك المركزية في دول مجلس التعاون الخليجي رفع أسعار الفائدة، وقامت البنوك في كل من السعودية، البحرين، الإمارات، والكويت برفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، بينما لم تعلن البنوك المركزية بكلاً من قطر وسلطنة عمان عن القرارات التي ستتخذها لمواجهة رفع فائدة الدولار الأمريكي.

 

التأثيرات السريعة لارتفاع فائدة الدولار دلل على أن البنك الفيدرالي من أكثر البنوك المركزية تأثيرًا على العالم. فنظرًا لأن الدولار الأمريكي يشغل 90% تقريبًا من الجانب الآخر من التعاملات في سوق العملات، فتعتبر قرارات البنك الفيدرالي مؤثرة على قيمة العديد من العملات، وتعتبر أسعار الفائدة والقرارات الخاصة بها من العوامل الأساسية التي تؤثر على حركة الأسعار في سوق العملات، حيث تقدم أسعار الفائدة للمستثمرين سببًا لتحويل أموالهم من دولة إلى أخرى بحثًا عن عوائد أعلى وأسرع.

 

ومنذ عدة سنوات حتى الآن، يعتبر اتساع الفجوة بين أسعار الفائدة بين الدول وبعضها محور اهتمام المستثمرين الكبار، ولكن ما لا يعرفه أغلب التجار الأفراد أن القيمة المطلقة لأسعار الفائدة لا تمثل أهمية في حركة العملات، وإنما الأمر الهام بالفعل في هذا الإطار هو توقعات اتجاه أسعار الفائدة في المستقبل، وهو ما حدث بالفعل في عملية رفع فائدة الدولار الأمريكي، فجميع المحللين توقعوا رفع الفائدة في نهاية ديسمبر الجاري لتحسين السياسيات الاقتصادية في 2016، الأمر الذي يثبت أن الاتجاه المستقبلي لأسعار الفائدة يعتبر أكثر أهمية معرفة الدولة التي قامت برفع أسعار الفائدة أكثر.

 

ولهذا من الضروري للمتداول أن  تكون على علم بما يحرك البنوك المركزية، حينها سيتمكن من التنبؤ بالإجراء القادم الذين سيتخذه البنك المركزي بشأن سعر الفائدة، وبالتالي سيعرف ما هو الاتجاه المستقبلي لزوج العملة، ويمكنكم معرفة هذه الأخبار من خلال وسيط فوركس، حيث يوفر تحليلات مستمرة لهذه الأخبار.