جارديان: "2016".. الذكرى الـ60 للعداون الثلاثي.. والـمائة لاتفاقية "سايكس بيكو"
ألقت صحيفة "جارديان" البريطانية، اليوم الضوء على اتفاقية "سايكس بيكو" التي تم صياغتها بالمطبخ الأوروبي عام 1916 بمكاتب لندن وباريس لتقسيم تركة الدولة العثمانية ومهّدَ الطريق لأمة عربية جديدة وإنشاء دولة إسرائيل واستمرار النكبة الفلسطينية.
وأوردت
"جارديان" إلى أن تلك الاتفاقية متهمة بإثارة عواصف الشرق الأوسط إلى
الأن وبمساعدة الأطراف المتنازعة بالعواصم العربية، وتجدر بنا الإشارة إلى تلك
الاتفاقية في الذكرى الـ100 لإحيائها بمسمى جديد وهو"سايكس بيكو و"وعد
بلفور" الذي كان أبرز تبعاته إنشاء الكيان الصهيوني.
ويرجع أصل اتفاقية "سايكس بيكو" هو
اجتماع بين الجنرال "مارك سايكس" مع الدبلوماسي الفرنسي "جورج بيكو"
في داوننج ستريت في بريطانيا، بعد الحرب العالمية الأولى 1914، لتقسيم الشرق
الأوسط فيما بين فرنسا وبريطانيا.
وقالت
"جارديان" إن تبعات "سايكس بيكو" ستزعج بالتأكيد دبلوماسيي بريطانيا لدى الاحتفال
بانتصارهم وبطولاتهم خلال الحرب العالمية الأولى، وسط بقايا سامة من ضغائن وصراعات
بالمنطقة.
ولفتت
أن العديد من الحملات المؤيدة للفلسطينيين طالبت بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور،
رغم أن ذلك غير مرجحاً حدوثه، لافتة أن صدور بيانات رسمية أو دبلوماسية تلك
المعاهدة وغيرها من اتفاقيات الحروب ربما ينتج عنه فهم خاطيء حول دور بريطانيا
التاريخي.
كما
ألقت الصحيفة باللوم على دور الصراعات الأهلية في سوريا والعراق لتمزيق المنطقة
العربية ومنذ الربيع العربي، ورغبات الأكراد في الاستقلال منذ عام 1991، لافتة أن
سايكس بيكو لم تعد موجودة الأن، وإنما بقايا الاستعمار والإمبريالية من عدم ثقة
العرب في حكامهم وتنامي نظريات المؤامرة.
من
جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن 2016 يمثل أيضاً الذكرى الـ60 للعدوان الثلاثي من
قبل "بريطانيا وفرنسا وإسرائيل" على مصر بعد تأميم قناة السويس عام 1956.
وعن ذلك أشار "توم فليتشر" السفير
البريطاني السابق بلبنان، إن إحياء تلك التواريخ لمعرفة مدى تواجد الغرب منها، والحاجة
للتأكيد بأن دورالغرب ليس مسؤولاً وحده عن مشاكل الشرق الأوسط، وإلا دامت
إمبراطورية بريطانيا حتى الأن.