"النقل" تحول "محطة مصر" إلى مزار .. ومواطنون عن رسم دخول المرافقين: "إتاوة مش هندفعها بصنعة لطافة" (صور)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

ممرات حديدية على بوابات الدخول، يصطف أمامها عشرات من المواطنين، منهم من يقف متألماً ومتذمرا بسبب الحقائب التي يحملها، ومنهم من يقف بجوار صديقه المسافر الذي يرافقه ليودعه قبل سفره، منتظرين دورهم لدفع "جنيه" رسم الدخول، ليتخطوا بذلك أول مرحلة لدخول محطة السكك الحديدية.

نظام جديد طبقته هيئة السكك الحديدية، بتحصيل رسم الدخول من مرافقي المسافرين أثناء انتظار القطار على رصيف المحطة، وحسب المتحدث الإعلامي باسم السكة الحديد، نجوى ألبير، التي صرحت في وسائل إعلامية، أن القرار موجود منذ عام 1963ولم يفعل، وتم تطبيقه بهدف زيادة إيرادات الهيئة، وفرض الانضباط داخل محطة قطارات رمسيس، بعد وضع حواجز حديدية لمرور الركاب، ومنع دخول أي شخص إلى رصيف المحطة دون تفتيشه أو دفع التذكرة.

وأثار قرار الهيئة سخرية الكثيرين، فيما أثار غضب البعض، والذين تساءلوا ماذا ستحصل منا الدولة من رسوم أخرى بعد هذا القرار الذي ستحصل من خلاله على رسم دخول لمحطة مصر حتى وإن كان لغير المسافرين، مشبهينه بـ"إتاوة" فيما أثنى عليه آخرين مؤكدين أنه سيزيد من الانضباط داخل المحطة.

وحول ذلك رصدت "الفجر" آراء المواطنين من داخل محطة مصر للسكة الحديد، وبعض العاملين بالهيئة.  

من جانبه قال المجيد رمضان، طالب بكلية الطب جامعة القاهرة، إنه في حالة تطبيق القانون فلا يوجد ما يمنع من دفع هذه الضريبة والتي مقدارها جنيها واحدا، معللاً بأنه سيدفعها حتى لا يتم منعه من الدخول. 

وهو ما اتفق معه فيه شوقي الغريب، احد رواد المحطة من مدينة المحلة، موضحاً أنه سيدفع قيمة رسوم الدخول إذا كان مضطراً لذلك، منوها إلى أن الـ"جنيه" لا يستحق أي صدام مع رجال الأمن في المحطة. 

ولكن محمد عبد الخالق، والذي كان موجود بالمحطة للتوجه إلى الإسكندرية، فاختلف معهم، حيث قال إنه ليس مجبراً على دفع قيمة رسوم الدخول للمحطة، واصفها بـ "الإتاوة"، ومؤكداً أنه لن يدفعها حتى لو مُنع من الدخول. 

ومن جانبه علق الحاج محمد السيد، البالغ من العمر 67 عاماً، قائلاً: "الحكومة بتلم فلوس وخلاص من اي حتة"، مضيفاً بأنه من الممكن أن يتحايل أي زائر للمحطة على القانون والقرار، موضحاً: "بصنعة لطافة هدخل مع أقاربي وأقول للأمن اني مسافر ولما أودع قريبي أخرج باب الخروج" .

واختتم الحاج محمد: "إذا أرادت الدولة تطبيق هذا القانون فعليها أن تجعل بوابات خاصة بالدخول وأخرى للخروج، على أن يسأل الأمن من أراد الدخول فإذا قال لهم إنه مسافر يخرج لهم تذكرة سفره، بالتالي لا يستطيع احد التهرب" . 

وفي سياق متصل؛ قال عامل أمن كان واقفاً إلى جانب حاجز الدخول الحديدي، والذي رفض ذكر اسمه، إن عدداً كبيراً من المواطنين يحاولون التهرب من دفع رسوم تذكرة السفر، لافتاً إلى أن الحواجز الحديدية أثبت أن هناك الملايين التي تصرف بسبب "دلع وتهرب المواطنين"، ومتابعاً: "في مواطنين بيلتزموا بالقانون ويدفع قيمة التذكرة بدون مشاكل وبيسهلوا علينا مهمة السيطرة على المتهربين" . 

 ولفت إلى أن بعض أفراد الشرطة يتهربون من دفع قيمة سفرهم، مشيراً إلى أن قطارات 903 المكيف والذي يتنقل ما بين القاهرة – الإسكندرية، و978 الذي يتحرك في تمام السادسة مساء متجهاً إلى أسيوط، و980 المتجه إلى محطة طنطا، يحتلهم أفراد وعناصر الشرطة من أفراد وعساكر وأمناء شرطة "بلطجة" في زي رسمي وإذا تحدث معهم مفتشين الهيئة يختلقون معه مشكلة .