وول ستريت جورنال: الاختبار النووي الكوري يثير تساؤلات حول فاعلية السياسة الأمريكية

عربي ودولي

بوابة الفجر


ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الاختبار النووي الجديد الذي أجرته كوريا الشمالية يثير القلق بشأن مدى التقدم الذي أحرزته بيونج يانج في هذا المجال، وتساؤلات حول مدى فاعلية سياسة الولايات المتحدة في آسيا.

وقالت الصحيفة، في تقرير أوردته في نسختها الالكترونية اليوم الخميس، إن الاختبار الرابع للأسلحة النووية الكورية الشمالية دق ناقوس الخطر داخل الولايات المتحدة والدول الحليفة لها، وجدد المخاوف بشأن التقدم الذي تحققه بيونج يانج، كما انه يسلط الاضواء دبلوماسيا مجددا على كوريا الشمالية.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى إدانة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأربعاء لإعلان كوريا الشمالية أنها فجرت قنبلة هيدروجينية، وهي جهاز حراري بقوة تدميرية أكبر بكثير من القنبلة النووية التقليدية، ولكن حتى لو ثبت أنها أضعف مما زعمت كوريا الشمالية، فإن الاختبار يشير إلى مواصلة بيونج يانج تطوير برنامجها النووي.

ونوهت إلى أن أوباما، ورغم وجود محور دبلوماسي يرمي إلى زيادة نفوذ الولايات المتحدة في آسيا، شهد إجراء كوريا الشمالية لثلاثة من اختباراتها النووية الأربعة خلال الفترة التي قضاها في منصبه.

وأشارت إلى أن الدولة الشيوعية المعزولة كانت تقاوم الضغط الدبلوماسي لفترة طويلة، رغم العقوبات الدولية التي نجم عنها تفاقم الفقر المدقع هناك.

ورأت "وول ستريت جورنال" أن الانفجار يؤكد الأهمية الاستراتيجية والتعقيدات التي تتصف بها علاقة الولايات المتحدة مع الصين، فرغم جهود واشنطن في الآونة الأخيرة لمواجهة النفوذ الصيني في المنطقة، باتت الولايات المتحدة في أمس الحاجة إليه لمعالجة استمرار تصنيع القنبلة النووية لكوريا الشمالية.

ونوهت الصحيفة إلى أن استفزازات بيونج يانج تأتي مع غيرها من الأمور عالية المخاطر أمام أوباما فيما يخص تحديات الأمن القومي الأمريكي في بداية العام الأخير من فترة رئاسته، بما في ذلك التوتر بين إيران والمملكة العربية السعودية، وتهديد التوسع من تنظيم "داعش" الإرهابي، والصراع المتفاقم في سوريا والعلاقات التصادمية مع روسيا.

ولفتت الصحيفة إلى أن الاختبار الذي تمثله كوريا الشمالية سرعان ما تحول إلى تربة خصبة لمنتقدي استراتيجية أوباما الدولية، الذين يرون الاختبار انعكاسا لضعف أوباما في مواجهة خصوم أمريكا، كما أنه يؤكد أيضا أن الرئيس الأمريكي المقبل سيرث حافظة متخمة بالأزمات السياسة الخارجية.

وقال روبرت دالي، مدير معهد كيسنجر لشؤون الصين والولايات المتحدة في مركز ويلسون في واشنطن، إنه "في مواجهة بيئة دولية متزايدة التعقيدات وحالة عدم اليقين والمخاطر، فإن السؤال بالنسبة للولايات المتحدة هو ما إذا كانت لا تزال قادرة على لعب الدور الاستراتيجي الذي اكتسبته بعد الحرب العالمية الثانية وتوسع في نهاية الحرب الباردة". 

وأضاف أن التحديات المحلية والسياسية والاقتصادية التي أمامنا، وصعود دول أخرى، يتطلب منا إعادة لتقييم الأهداف وقدراتنا العالمية.
ولفتت الصحيفة إلى أن المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست صرح بأنه بينما لم تحقق سياسة أوباما في ردع بيونج يانج نجاحا حتى الآن، فقد "نجح الرئيس الامريكي في فرض عزلة على كوريا الشمالية أكثر من أي وقت مضى وفي اتخاذ المجتمع الدولي موقفا موحدا ضدها أكثر من ذي قبل".

غير أن منتقدي أوباما يختلفون مع هذا الأمر، فقد وصف فيكتور تشا، الذي كان مديرا للشؤون الآسيوية في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، الأمر بأنه "وصمة عار كبيرة للمحور الخاص بآسيا"، مضيفا "إن ذلك سيترك للإدارة المقبلة، والمشكلة ستكون أسوأ أضعافا مضاعفة".

وفي السياق ذاته، قال خبراء في السياسة الخارجية إن أوباما لديه خيارات قليلة للرد على كوريا الشمالية، التي أصبحت بالفعل البلد الأكثر عزلة في العالم، حيث بإمكان الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة، بموجب أمر تنفيذي وقعه أوباما قبل عام بتوسيع سلطته في فرض العقوبات بعد الهجوم الإلكتروني من جانب بيونج يانج المزعوم على شركة "سوني بيكتشرز انترتينمنت".

وأضاف الخبراء أن الإدارة الامريكية قد تدفع أيضا بمزيد من التعاون العسكري مع اليابان وكوريا الجنوبية وتطور الجهود حول الدفاع الصاروخي الإقليمي، فضلا عن أن المسؤولين الامريكيين يمكنهم بدء المناقشات حول التخطيط لحالات الطوارئ في المنطقة مع الصين وروسيا وكوريا الجنوبية واليابان.

ورأت "وول ستريت جورنال" أن أي تغييرات كبيرة في سلوك كوريا الشمالية يعتمد إلى حد كبير على الصين، ومن غير الواضح ما إذا كانت الصين مستعدة لاتخاذ خطوات كبيرة، مثل فرض حظر تجاري على كوريا الشمالية، ولكن بكين وبصفتها الحليف الرائد لبيونج يانج لديها تأثير لا مثيل له على الاخيرة. 

وقالت الصحيفة الأمريكية - في ختام تقريرها - إن المدى الذي يجب أن تعتمد عليه الولايات المتحدة على الصين للضغط على كوريا الشمالية يظهر أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تذهب بعيدا في محاولة مواجهة النفوذ الصيني، بما في ذلك المواجهات الخاصة بمساعي بكين الى تعزيز هيمنتها في بحر الصين الجنوبي.