«الثأر» يحصد أرواح الأبرياء بسوهاج .. زاد مع التعليم .. وأهل القتيل يرفضون الدية ويقبلون «الكفن»

محافظات

بوابة الفجر


على الرغم من انتشار التعليم في شتى مراكز ونجوع محافظة سوهاج ، ووصول المجتمع السوهاجي إلى حد كبير من التنوير والثقافة والتقدم، إلا أن عادة الثأر الذميمة بين العائلات والقبائل لم تتراجع شيئًا للخلف، مجاراة للتقدم وتحديات العصر، وكثرة انشغالات المواطنين بظروفهم المعيشية ، بل تم توظيف تنوير المجتمع والحد الذي وصل إليه من التعليم في التفنن في كيفية الأخذ بالثأر ، حيث يقوم المتعلمين من أبناء العائلة أو القبلية بالتخطيط لجهلائها في كيفية الأخذ بمن يريدون الثأر منه، وكذلك يقوم أولئك المتعلمين بإدارة تبعات عملية الثأر أمام المحاكم والنيابات ، ويحصد الثأر عشرات الأرواح من وجهاء العائلة أو القبيلة وغالباً ما يكونوا أبرياء ، من الذين ليس لهم علاقة بالقاتل غير أنهم من نفس العائلة .

وترتبط عادة الثأر الذميمة ارتباطًا مباشرًا بعادة اقتناء السلاح وخاصة الآلي ، حيث يجيد معظم أبناء الصعيد استخدام السلاح وكذلك النساء.

" المعركة عيلة .. والقتيل بيت" والأخذ بالثأر له شروط وضوابط فالأبناء هم الأحق بأخذ ثأر أبيهم ، ثم الأخوة الأشقاء ، ثم أبناء العم الأشقاء، ثم أبناء العم غير الأشقاء، في العيلة الواحدة .

وقال الدكتور أيمن عبد المنعم ، محافظ سوهاج إنه سوف يتم الانتهاء بإذن الله من جميع الخصومات الثأرية القائمة على مستوى المحافظة، ولكن ذلك يحتاج إلى وقت لتقريب وجهات نظر المتخاصمين.

 وأوضح أنه حريص كل الحرص على حضور جميع مراسم الصلح بين العائلات ، وأنه يدعو في كل جلسات الصلح إلي نبذ العنف ، وترك الخلاف ، والانشغال بأمور المعيشة وتحصيل الرزق .

 من جانبه قال المستشار أبو المجد أحمد علي، رئيس لجنة المصالحات بمحافظة سوهاج ، إن اللجنة أنجزت 230 صلحًا خلال عامي 2014 و 2015 ، وأنه جارٍ العمل على إنهائها، لافتًا إلى أن سوهاج تحتل المركز الأول على مستوى الجمهورية في إنهاء الخصومات الثأرية .
 
وقال اللواء أحمد أبو الفتوح، مدير أمن سوهاج لـ "الفجر" إن جميع قيادات المديرية ، وإدارة البحث الجنائي تبذل قصارى جهدها، ولا تتواني عن التوفيق بين أطراف الخصومات الثأرية، حتى يتم تقريب وجهات النظر المتباعدة ، وإنهاء تلك الخصومات.

وأضاف "أبو الفتوح" أن الشعب السوهاجي ذو طبيعة مختلفة، ولا يقبل الدية عوضًا عن القتيل ، ولكنه يقبل الكفن ، ومنهم من لا يقبل غير أن يقتص بالقتل للقتيل ، ولفت مدير الأمن أن الثأر منتشر أكثر في مراكز جنوب المحافظة ، عن شمالها .

ومن بعض الخصومات الثأرية التي تم إنهائها والأخرى التي ما زالت قائمة ، ما يلي : ففي مركز سوهاج حصدت عادة الثأر الذميمة روح شقيقين موظفين بمستشفى سوهاج الجامعي أحدهما فني تكييف ، والأخر موظف بشئون العاملين ، ينتمون لعائلة الصوالح بقرية أولا نصير دائرة مركز سوهاج ، أثناء نزولهما من سيارة ملاكي كانا يستقلانها أمام المستشفى متوجهين لعملهما ، علي أيدي أفراد من عائلة " سعودي " تربطهما خصومة ثأرية ناتج عنها مقتل 6 من الطرفين .

وفي مركز دار السلام تمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة سوهاج من تهدئة الوضع بين قريتي أولاد سالم والتي تنتمي لقبيلة " الهوارة " وأولاد خليفة التي تنتمي لقبيلة " العرب "، بعد أن حصد النزاع القائم بين القبيلتين العشرات من الأرواح والمصابين .

وفي مركز البلينا تمكنت إدارة المباحث الجنائية من السيطرة على الوضع الأمني بقرية برديس بين عائلتي " الشيمي " و" النحيلي " بعد مقتل 3 أشخاص واحتراق 3 محال تجارية و 11 كشكا لبيع الخضروات والفاكهة ، بسبب الخصومات الثأرية .

وفي قسم أول مدينة سوهاج تم إنهاء الخصومة الثأرية بين عائلتي "  المساوي"   و"  ضاحي "، بمنطقة الشيخ خليفة دائرة القسم ، بتقديم 5 أكفان لوالد القتيل وإخوته من عائلة " المساوي " .

وفي مركز جهينة أنهت الأجهزة الأمنية ، بالتنسيق مع لجنة المصالحات بالمحافظة ، الخصومة الثأرية بين عائلتي " الطبرة " و " وبركات " ، بناحية نزلة علي دائرة المركز .

ويرفض أبناء محافظة سوهاج ، قبول الدية عوضا عن الثأر ويعتبرون ذلك عيبا شديداً، لاعتقادهم أنه تم بيع القتيل مقابل الفلوس ، ولكنهم يقبلون "  الكفن " أو ما يسمى " بالقودة " .