دار الإفتاء تقصف التنظيم الإرهابى بأول كتاب يكشف أكاذيبه وأوهامه

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


دار الإفتاء تقصف التنظيم الإرهابى بأول كتاب يكشف أكاذيبه وأوهامه

الهجرة إلى مدن الجنس والدم

■ 20 شاباً من حملة الماجستير والدكتوراه يشاركون فى التأليف بمساعدة 30 مفتياً حول العالم 
■ الكتاب بـ3 لغات وسيتم طرحه للمواطنين وتوزيعه على جميع المؤسسات العلمية فى مصر والعالم 
■ الصومال والسودان ونيجيريا المناطق البديلة فى حال الفشل فى سوريا والعراق

بدأت دار الإفتاء، حربها الفكرية على تنظيم داعش، حيث ستصدر أول كتبها، بعد أيام، التى تفند وتكشف الأكاذيب والأوهام الفكرية التى تنطلق منها أفكار التنظيم، ضمن سلسلة إصدارات مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لها لمواجهة الجماعات التكفيرية والمتطرفة.

وعنوان الكتاب الذى لا يزال تحت الطبع، عنوانه «تنظيم داعش .. النشأة والجرائم والمواجهة»، يتم تجهيزه للصدور فى شكله النهائى، قبل طرحه بأكثر من لغة، العربية والإنجليزية والفرنسية، ومن المقرر أن يتم وضع نسخة من الكتاب على موقع الدار.

ويقف خلف الكتاب، 20 باحثاً من العاملين فى قسم مرصد الفتاوى المتطرفة، من الحاصلين على درجات الماجستير والدكتوراه، من كليات الدراسات الإسلامية والعربية، معظمهم يجيد اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والكردية، ويعملون تحت إشراف مباشر من الدكتور إبراهيم نجم، المستشار الإعلامى للدار.

ويعتمد الكتاب، على الأبحاث والتقارير الصادرة عن المرصد منذ تأسيسه، بالإضافة إلى أبحاث ودراسات أصدرتها 30 دار إفتاء أخرى حول العالم، فى إطار التعاون العلمى والثقافى بين الدار ونظرائها فى العالم الإسلامى.

وسيتم طرح الكتاب فى الأسواق للمواطنين العاديين، فضلاً عن تزويد جميع المؤسسات العلمية والدينية الموجودة فى مصر والعالم، بنسخ منه بعدة لغات مختلفة، للتعريف بالتنظيم الإرهابى والتنظيمات المماثلة فى إطار خطة الدار للمواجهة.

ويتكون الكتاب من 6 فصول متنوعة، تفند وترد على مزاعم وتأويلات جماعات العنف والتكفير حول العالم، خاصة تنظيم «داعش» الأكثر عنفًا وتطرفًا ودموية بين التنظيمات الإرهابية، ويعتبر الكتاب هو الأول فى سلسلة يعتزم المرصد إصدارها فى إطار المواجهة الفكرية مع التنظيمات الإرهابية التى ترفع شعارات دينية لتخفى وراءها أطماعا دنيوية وسياسية.

1

«الإفتاء» تمهد لأول كتاب رسمى يواجه داعش

يتناول الكتاب عدداً من المفاهيم والمصطلحات الإسلامية التى تعرضت للتشويه على أيدى جماعات العنف والتكفير، من بينها مفاهيم دار الحرب ودار الإسلام، ومفهوم الهجرة فى الإسلام، ودلالته، بالإضافة إلى مفهوم الجهاد كأحد المفاهيم الرئيسية فى الدين الإسلامى، حيث لاحظ الباحثون المشاركون فى الكتاب، أن عناصر داعش، قاموا بتأويل وتفسير كثير من آيات القرآن وأحاديث الرسول، (ص)، لتتماشى مع خطط وأهداف التنظيم.

ويتناول الكتاب السلوك الإجرامى الذى أُشتهِر به تنظيم داعش، بذبح المعارضين والأسرى، حيث عرض تاريخ الذبح لدى التنظيمات التكفيرية عبر التاريخ، ودوافع انتهاج «داعش» لهذا الأسلوب، وتأويلهم الخاطئ لأحاديث القتال خاصة حديث «جئتكم بالذبح» وحديث «جعل رزقى تحت ظل رمحي»، وتفنيد شبهات التنظيم الإرهابى وغيره من التنظيمات الإرهابية حول الحديثين، وذلك فى إطار رصد المرجعية الفكرية التى يعتنقها هذا التنظيم التكفيرى ويستند إليها فى عملية ذبح معارضيه وأسراه.

ويتناول المرصد الانتهاكات التى تتعرض لها المرأة على أيدى الدواعش، من امتهان واستغلال شنيع لتحقيق مآرب دنيوية وأهداف دونية لا تمت للإسلام بأدنى صلة، بالإضافة إلى تتبع طرق تجنيد التنظيم للنساء وأسباب انضمامهن له وما قام به من سبى لنساء واستخدامهن عبيداً «للجنس» ومصدراً للدخل عبر بيعهن فى أسواق للنخاسة، وغيرها من صور معاناة المرأة واستعبادها فى ظل التنظيم.

وتتبع الكتاب صور استغلال التنظيم واستخدامه للأطفال، وذلك من خلال الانتهاكات التى تعرضوا لها على أيدى عناصره، وبيعهم رقيقاً فى الأسواق، وتجنيد العديد منهم للقتال لدى التنظيم، خاصة مع قيام التنظيم بعمل معسكرات للأطفال لتدريبهم على فنون القتال وتكتيكاته، واستخدام العديد منهم كأجسام مفخخة لتنفيذ عمليات انتحارية وتفجيرات نوعية، وسعيه الدائم لتجنيد مزيد من الأطفال بدعوى أنه يروض «جيلاً قادماً» يحمل أيديولوجيته، وقادر على ضمان ديمومته لسنوات وربما لعقود مقبلة.

ويحتوى الكتاب على تفاصيل كثيرة فى مضمونه وفصوله ستعلن الدار عنها مع انتهاء الكتاب من الطبع وطرحه فى الأسواق حيث اطلعت «الفجر» على تفاصيل كثيرة منه خاصة بالتوسع الكبير والتمدد الدولى لداعش وعودة القاعدة لاستعادة علاقتها الدولية، مستغلة تعرض داعش لاستهداف واسع من عدد من الدول، ناهيك عن البدائل المقترحة من الدول فى حالة فشل التنظيم فى كل من سوريا والعراق والصراع بين القاعدة وداعش.

2

تفاصيل وأسرار التوسع الدولى لداعش وخططه البديلة

الكتاب الصادر عن مرصد الفتاوى، يكشف التمدد الداعشى فى ليبيا وسعى التنظيم للسيطرة على الهلال النفطى بها، خاصة بعد سيطرته على مدينة «بن جواد» ومحاولته للسيطرة على «سدرة» والتى تحوى الميناء النفطى الأهم وسط ليبيا، لأن السيطرة على المناطق الغنية بالنفط بليبيا هدف حيوى للتنظيم الإرهابى، خاصة بعد استهداف مناطق النفط الخاضعة لسيطرته بسوريا والعراق، ومحاولته إيجاد بديل يوفر له الاحتياجات المادية للإنفاق على الأنشطة العسكرية وجلب مزيد من الإرهابيين.

وأصبحت ليبيا تمثل محور ارتكاز كبير للتنظيم الإرهابى، حيث تمثل الفوضى الأمنية وموازين القوى ميزة نسبية للتنظيم الذى يواجه معارك شرسة فى سوريا والعراق، وهو ما لا يواجهه فى الأراضى الليبية، التى تحتوى كثيرا من الفرص الاقتصادية التى تساعد التنظيم على الحصول على دعم مادى ضرورى لاستمراره.

يضاف إلى مميزات الواقع الليبى، الموقع الجغرافى لليبيا، القريبة من دول نيجيريا والكاميرون وتشاد، والتى ينشط فيها تنظيم بوكوحرام التابع لداعش، وهو ما يمثل ميزة إضافية للتنظيم توفر له الدعم العسكرى والبشرى اللازم لمواجهة الحكومة الشرعية فى ليبيا، خاصة مع اتساع الحدود الليبية وامتدادها، وهو الأمر الذى يسهل توافد الإرهابيين من دول الغرب الإفريقى إلى المعقل الجديد للتنظيم، ويمثل حجر عثرة أمام الجهود الأمنية لملاحقة بؤره وخطوط إمداده.

3

تفاصيل الصراع بين القاعدة وداعش على مناطق النفوذ

ويرصد الكتاب تداعيات الصراع بين «القاعدة» و«داعش» على مستقبل المنطقة، وما يحمله هذا التنافس من احتمالية ظهور تنظيمات «جهادية» جديدة فى غاية التشدد والتطرف بسب حالة الصراع الفكرى، والخلاف العقدى الدائر بين التنظيمين، والذى سيؤدى إلى حالة من الاضطراب الفكرى بين الجماعات المسلحة، ذلك لأن التيار المسلح دائماً ما يهرب من الخلافات الفكرية باللجوء إلى مزيد من التشدد، وهو ما يعنى أن المرحلة القادمة يمكن أن تشهد ظهور تنظيمات مسلحة فى غاية العنف والتطرف.

ومن المتوقع اشتداد حالة التنافس والصراع بين التنظيمين الإرهابيين لفرض السيطرة وإعلان النفوذ على مناطق الصومال وكينيا، خاصة أن هذه المناطق تشهد العديد من الاضطرابات وعدم الاستقرار، بالإضافة إلى كونها بيئة حاضنة ومناسبة لنمو مثل تلك التنظيمات واستقرارها.

ويتطرق الكتاب إلى أن وتيرة الصراع والتى زادت بشكل محتدم بين القاعدة وداعش، بعد عدة محاولات من جانب التنظيم الأخير لاستقطاب عناصر من حركة الشباب الصومالية التابعة لـ«القاعدة»، وهو ما نجح فيه التنظيم بالفعل، وعزز ذلك ظهور عدة مقاطع مصورة لعناصر تابعة لحركة الشباب تعلن البيعة والولاء لأبوبكر البغدادى، خليفة داعش، ما دفع حركة الشباب إلى إعلان عزمها قتل كل من يعلن ولاءه لـ«داعش»، بديلاً عن القاعدة، وهو الأمر الذى لم يمنع انضمام العديد من مقاتلى الحركة إلى التنظيم الدموى.

ووفقا للكتاب الصادر، تتخوف القاعدة، من التمدد الداعشى فى مناطق شرق إفريقيا بعد سيطرته على كثير من معاقل التنظيم فى غربها، خاصة بعد إعلان جماعة «بوكوحرام» مبايعتها للبغدادى، فى مارس الماضى، وسيطرة عناصر تابعة للتنظيم على مساحات واسعة فى ليبيا.

ويرصد الكتاب انتقال مراكز القوة التابعة لجماعات العنف والتكفير إلى إفريقيا وتمركزها بها بدلاً من آسيا، خاصة أن العمليات العسكرية هناك تدفع عناصر التنظيم إلى الهروب واللجوء إلى دول إفريقية عديدة، يأتى على رأسها ليبيا والصومال ونيجيريا، وهى دول تمثل مراكز انطلاق وإدارة عمليات لتنظيمات العنف والتكفير.

واستفاد تنظيم القاعدة من اتجاه أنظار العالم نحو تنظيم «داعش» وتركيزه على القضاء عليه، بفتح معسكرات تدريب جديدة لتصبح أرضية خصبة لتفريخ مزيد من عناصر القاعدة الإرهابيين، وإعادة العلاقة مع التنظيمات المحلية القريبة منها، وإعادة فتح معسكرات جديدة لبناء قواته عسكرياً فى مناطق سيطرته فى أفغانستان، وهو ما سعى له التنظيم لتأكيد أنه التنظيم الأم الذى سيظل الأب الروحى لجميع التنظيمات الإرهابية حول العالم، خاصة أنه أدرك أن أكبر تهديد يواجهه ليس الولايات المتحدة أو الأنظمة العربية، ولكن داعش التنظيم المنشق عنه الذى يضغط على الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة للانضمام إليه.

4

وسائل إعلام غربية وخبراء يروجون لإقامة دولة لداعش معترف بها

يتطرق الكتاب الموجود حالياً فى مرحلة الطبع، إلى أنه رصد مواد إعلامية وكتابات غربية، تؤكد سعى كتاب ومثقفين قريبين من صناع القرار فى عدد من الدوائر الغربية للترويج لفكرة تقسيم العراق وسوريا، وإقامة دولة سُنية بين البلدين تضم عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى، وتحظى بدعم وتأييد الدول السنية فى المنطقة.

ويرصد الكتاب تلك الكتب والتى تهدف لمشروع تقسيم المنطقة على أسس طائفية وعرقية وقومية، لتحل الدويلات محل الدول، وليكون الأساس العقائدى والطائفى والعرقى هو المحدد لطبيعة الدولة وعلاقاتها الخارجية، وبالتالى فإن تنفيذ هذا المخطط يعنى بدء تحقق مخطط التقسيم فعليًّا وعلى أرض الواقع.

وتتصدر عدد من وسائل الإعلام الغربية مثل موقع الإذاعة البريطانية، ومجلة «الفورين آفيرز» وصحيفة «نيويورك تايمز» والتى نشرت مواد رأى تطرح فكرة التقسيم على أسس عرقية وطائفية، كحل نهائى لأزمة الشرق الأوسط، وتضمن المقترح إقامة دولة للأكراد فى شمال سوريا، بينما تتم إقامة أخرى سنية فى شمال شرق سوريا وغرب العراق، تكون مقراً للسنة المؤمنين بأيديولوجية «داعش» والموالين لها، بحيث يتم جلب جميع العناصر من مختلف البلدان ليسكنوا تلك الدولة الحديثة، كما يتم دمج هذه الدولة فى النظام الدولى والإقليمى، والاعتراف بها كدولة سنية خالصة، وهو مقترح شديد الخطورة يهدد المنطقة بأسرها بتقسيم طائفى وعرقى يكون شرارة لحروب عرقية وأهلية طاحنة، يخطط لها أن تنتشر لفترة من الزمن فى العالم العربى والإسلامى.

وشدد المرصد على ضرورة رفض جميع مقترحات التقسيم، لأنها تمثل مشكلة وليس حلاً، كما أن معضلة التطرف والإرهاب لا يمكن القضاء عليها بإنشاء دولة أو كيان دولى حاضن وداعم لها، ولكن على النقيض تماماً، ينبغى تقويض جميع الكيانات والمؤسسات الداعمة والمتعاونة مع هذا التيار وتلك الأفكار، لتصبح دون سند حقيقى على الأرض، ومطاردة فى جميع المناطق والبلدان، حتى لا تتوطن فى المنطقة وتجلب لها الدمار والخراب.

ويؤكد الكتاب أن الدولة المراد إنشاؤها فى شمال شرق سوريا وغرب العراق هى أقرب لنموذج دولة طالبان فى أفغانستان، كعنصر ضعف وتوتر دائم يمكن استخدامه أو التذرع به للتدخل فى المنطقة وفرض أنماط من القوة والعلاقة بين الدول، مؤكداً أنها ستنتهى كما انتهى حكم طالبان، من خلال التدخل الدولى هناك، وإقامة نظام هش لا يمكنه فرض السيطرة أو الأمن.

5

الحرب الإلكترونية والتفوق التقنى والتكنولوجى للإرهابيين

يلفت الكتاب إلى أهمية الحرب الإلكترونية ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة، وبشكل خاص تنظيم «داعش»، إذ يتمتع التنظيم بقدرات تقنية قوية تؤكد تفوقه وتفرده عن الجماعات والتنظيمات المتطرفة فى هذا الجانب، والتى انعكست على نوعية عملياته الإرهابية وقدراته التقنية فى التخفى والمراوغة والوصول إلى المعلومات، واستخدام القدرات التكنولوجية الحديثة فى تجنيد العناصر القتالية.

وذكر الكتاب أن التنظيم الإرهابى، أصدر مؤخراً مجلة إلكترونية متخصصة فى تعليم عناصره القتال وكيفية المشاركة فى «الحرب الإلكترونية» ضد الغرب مع تجنب المراقبة على الإنترنت من قبل السلطات، وصدر العدد الأول من المجلة باللغة الألمانية وتم نشره على الإنترنت مؤخراً.

ويولى التنظيم اهتماماً كبيراً بالحرب الإلكترونية، والتى يطلق عليها «الجهاد الإلكتروني»، معتبراً أن عمليات الهاكرز والقرصنة التى يقوم بها عناصره نوعا من «الجهاد» الشرعى وأسس التنظيم فى هذا السياق، ما يعرف بـ«كتيبة دابق» المتخصصة فى اختراق الحسابات الإلكترونية وصفحات «فيس بوك» و«تويتر» المناهضة للتنظيم.