«بيوت الثقافة» في بني سويف .. الإبداع على لحن «مياه الصرف الصحي»

محافظات

بوابة الفجر


بيت «سمسطا» أغرقته مياه «الصرف» فسكنته «الأشباح»
«ببا» توقفت أعمال تطويره منذ 8 سنوات للخلاف على نوع «الرخام»
رئيس قصر الثقافة : «بيروقرطية» الأجهزة التنفيذية تتحمل المسئولية

 

 
«الإهمال طال كتاتيب الفكر والثقافة» .. هكذا عبر أهالى محافظة بني سويف، عن حالة بيوت الثقافة التي تعاني من الإهمال الشديد الذي أتى على كل شيء بداخلها فجعلها بيوتاً للأشباح تحوى بين جدرانها أرثاً من الكتب والمطويات التي اعتلتها الأتربة، وتحولت معدات مسارحها البدائية إلى أطلال من زمن نادرًا ما يتم إستحداث لحظاته في بعض منابر الثقافة، إلى أن صارت في يومنا هذا بمثابة بيوتاً تسكنها الأشباح وعشرات من الموظفين يتقاضون آلاف الجنيهات شهرياً دون بذل أي مجهود يشعل شموع الثقافة من الجديد.
 


«سمسطا» عشه مهجورة
 
قال محمود حسين جابر- طالب جامعي، إن بيت ثقافة سمسطا أصبح بمثابة عشة مهجورة في ظل تقاعس المسؤولين عن الاهتمام به وصيانته ورعاية مقتنياته ومحتوياته، فأصبح بيتاً للوحدة بدلاً من كونه بيتاً للثقافة والتنوير، وخلا من أى نشاط ثقافى أو مسرحي واختفت الأمسيات الشعرية التي كان ينظمها بيت الثقافة فى السابق، وأصبح لا يملك إلا لافتى عليها عبارة «بيت ثقافة سمسطا» التى تجذب إنتباه المارة للقمامة التي  تعتلي المبنى، ففى الوقت الذي تسعي فيه الدولة لتشجيع الصغير والكبير على العودة لبيوت الثقافة والمكتبات العامة، فإن القائمين على العمل الثقافي ومسؤولى بني سويف يسيرون في إتجاه آخر.
 
وأشار علي محسن سلامة- شاعر هاوي، إلى أن بيت الثقافة يقع بمدينة سمسطا داخل شقة سكنية تقع في حي شعبي تتكون من غرفتين فقط تآكلت جدرانه من الرطوبة ومياه الصرف الصحي، ويوجد به آلاف الكتب القيمة والنادرة في شتى المجالات الفنية والثقافية والعلمية، وتسبب ضيق المكان في تزاحمها على الأرفف دون نظام أى دون إستفادة فعلية للأهالي وقاصديها.
 
واقع مآساوي: الوحدة المحلية تلغي التخصيص لبيت الثقافة وتعيده لوزارة العدل لإنشاء محكمة
 
وأضاف محمود عبد الرازق- مدرس، أن الواقع المأساوي لبيت الثقافة دفع القائمين عليها للمطالبة بإنشاء أخرى جديدة لرفع معاناة قراء سمسطا الذين كادوا يصلون لليأس من حل تلك المشكلة فقدموا عدة طلبات للوحدة المحلية والمسؤولين بالمحافظة، للبحث عن بديل أفضل أسوة بباقي مراكز المحافظة التي تحتوي على مكتبات وقصور للثقافة على أحدث طراز وتمت الموافقة على طلبهم، وتم تخصيص 800 متر لإقامة مكتبة ثقافية جديدة، ورفِع الأمر للمسؤولين بالهيئة العامة لقصور الثقافة والذين قاموا بإدراجها في خطة صندوق التنمية الثقافية لإنشاء مكتبة جديدة تخدم أبناء مركز سمسطا وذلك طبقا للمخاطبات التي أرسلتها الهيئة إلي المسئولين بالوحدة المحلية إلا أن ذلك الأمر لم يتم حتى الآن رغم تخصيص قطعة الأرض للمكتبة منذ عام 2006، وهو ما دفع مسئؤولي الوحدة المحلية لإلغاء هذا التخصيص وإعادة تخصيصها لوزارة العدل لإنشاء محكمة علي الرغم  من أن لها مقران بالمركز وهو الأمر أضاع آمال المثقفين بمركز سمسطا.
 
«ببا» ولون الرخام
 
وقال مشرف مالي- جمال مختار، أنه تم تخصيص مبلغ مالى فى 2008 لصيانة وترميم مبني بيت ثقافة ببا، عن طريق الوحدة المحلية، التي تعاقدت مع أحد المقاولين الذي بدأ العمل خلال نفس العام، وقبل الإنتهاء من أعمال تركيب الرخام بجنبات المسرح وأرضيات وسلالم المبنى، قدمت وزارة الثقافة أحد المهندسين لمتابعة الأعمال.
 
وتابع «مختار»  أنه فور وصول مهندس وزارة الثقافة توقفت الأعمال بحجة أن لون الرخام غير مطابق لمعايير بيوت الثقافة، وترك المقاول المبنى عارياً ومحطمة جدرانه ودورات المياه إلى اليوم، الأمر الذى أدى لتوقف النشاط الثقافى تماماً بعدما كانت عندنا فرقة مسرحية هائلة وفرقة آلات شعبية، وحصلوا على عدة جوائز عربية وعالمية.
 
اقترب من الإندثار
 
وأشار المشرف المالي، إلى أن القائمين على بيت الثقافة خاطبوا كافة الجهات المسؤولة بداية من المحافظة إلى أن خاطبنا الوزير، وحضر سعد عبدالرحمن، رئيس هيئة قصور الثقافة ولكن دون جدوى، واقترب بيت ثقافة ببا من الإندثار، بعد أن كان منارة ثقافية، شهدت العديد من الفعاليات الثقافية والفنية خلال الأعوام السابقة، وقدم للثقافة العربية كوكبة من المبدعين، أمثال الأديب أحمد عادل والشاعر خالد حسان، وأنه حصل على المركز الثاني كأحسن عزف وغناء جماعي لفرق الموسيقى الشعبية بمسابقة الفنون الشعبية 2013، والمركز الرابع مناصفة كأحسن فرقة موسيقى شعبية بمسابقة الفنون الشعبية 2003.
 
«قصر ثقافة» بني سويف: «البيروقراطية» السبب
 
وأكد رئيس قصر ثقافة بني سويف محمد منير، على أن الأجهزة التنفيذية تتحمل مسؤولية تردي الوضع الثقافي ببني سويف، ما آدى لعزوف الشباب عن التوجه لبيوت الثقافة التى من المفترض أن تكون وجهة للشباب حالياً لإنتشالهم من براثن الفكر التكفيري والآراء المتطرفة، مشيرًأ إلى أن المستشار مجدي البتيتي، المحافظ السابق، شكل لجنة لدراسة حالتي بيوت الثقافة بسمسطا وببا، ولكن يبدوا أن اللجنة رحلت مع رحيل المحافظ .