بالصور .. شرم الشيخ "تحتضر" .. وأصحاب البازارات: السياحة الداخلية خربت بيوتنا وتعامل المصريين "همجي"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


الغرف السياحية تعلن غلق 20 فندق .. ونسبة الإشغال لا تتخطى الـ 10%
ورئيس الاتحاد : خسائر العام لا تقل عن 40 مليار جنيه .. والمؤشرات غير مطمئنة للعام الجديد
ويحذر: سياسة "حرق الأسعار" تهدد السياحة المصرية 
صاحب بازار: حلول الدولة أضرت السياحة ولم تنقذها.. وقرار إغلاق الفنادق سببه "المصريين"
وآخر: "مفيش فكر يجيب السائح لمصر" .. ولا بد من تغيير الحلول المطروحة 

تعيش السياحة المصرية وبخاصة في مدينة شرم الشيخ حالة من الاحتضار، بعد أزمة الطائرة الروسية في نوفمبر الماضي، وتعليق بعض الدول الأوروبية رحلاتها السياحية لشرم الشيخ، الأمر الذي أدى لاتخاذ الدولة بعض الخطوات والإجراءات العاجلة لتنشيط السياحة ووضع خططاً لإنقاذها، وكان أبرزها بعض الحملات لإعطاء قبلة الحياة للسياحة كي تعود من جديد.
لكن كل هذه المحاولات بائت بالفشل، فبحسب ما أعلنت الغرف السياحية رسمياً بأن أعداد كبيرة من الفنادق الموجودة بشرم الشيخ والغردقة تم إغلاقها والتي تعدت 20 فندقا، وقد تم إغلاقهم رسميا لعدم وجود اي سياحة وافدة اليهم حتى الآن، وأن نسبة الإشغال لا تتعدى الـ10% قبل أزمة الطائرة الروسية، وبعد توقيع بعض الدول حظر السفر للأراضي المصرية مما أضر أصحاب الفنادق إلى تقليل العمالة والبعض الأخر إيقاف النشاط بشكل نهائي.  
وأعلن إلهامي الزيات، رئيس اتحاد الغرف السياحية أن خسائر السياحة خلال العام لا تقل عن 40 مليار جنية، منوهاً إلى أن المؤشرات غير مُطمئنة للعام الجديد. 
كما لفت رئيس اتحاد الغرف السياحية، إلى ما يسمى بسياسة "حرق الأسعار" وتنظيم رحلات بأسعار مخفضة في محاولة لجذب السائحين، بالإضافة إلى سوء تعامل الشركات والفنادق المصرية، مؤكداً أن تلك السياسة خطر يهدد مستقبل السياحة المصرية.
وحول ذلك نوه أصحاب المحال التجارية في شرم الشيخ، إلى أن السياسة المُتبعة من الدولة منذ أزمة الطائرة الروسية لجذب السياحة غير سليمة، مشيرين إلى عملية تنشيط السياحة الداخلية التي دعت إليها الدولة وأنها أضرت بالسياحة وشوهتها، مطالبين بضرورة طرح أساليب جديد  لجذب السائحين لإنقاذ مصدر رزقهم.
السياحة الداخلية "تضرب" شرم الشيخ في مقتل
ومن جانبه أكد علاء الحصان، صاحب مجموعة بازارات، والذي  كان واقفاً أمام محاله الثلاثة الخالية من الزبائن في انتظار "الرزق"، على أن أزمة الطائرة الروسية "قتلت" السياحة في شرم الشيخ.
وعبر الحصان، عن عدم رضائه عن وسائل الدولة للقضاء على الأزمة، مشيراً إلى حل تشجيع السياحة الداخلية،  التي رأى أنها أضرت بالسياحة ولم تنقذها، موضحاً: "كنا ماشيين على سيستم معين شرم سياحية لو دخلها مصري بيخربها .. عايشين في نطاق معين مع زبائن مُحترمين لم يجادلوا لهم قدرات خاصة، المصري بيستغلي الأسعار واحنا بنبيع بأسعار مصرية وهو مش فاهم كده".
وأشار إلى أن عدداً كبيراً من الأفواج السياحية  ألغت حجوزاتها، بالإضافة إلى إغلاق بعض الفنادق، متابعاً: "أصحاب الفنادق أغلقوها عشان مش عايزينها تبوظ من المصريين وبيختصروا وقت لحد ما ترجع السياحة .. بيصرفوا مرتبات ٣٠٠٠ واحد والمصريين مش ها يجيبوا ليهم مرتبات هما بيخربوا الفندق".
ونوه إلى أن السياحة ستعود من خلال "الأمن" ودعم الطيران ومراكز التسويق، مشيراً إلى شرم الشيخ تعتمد على "تركيا" لأنها المصدر الرئيسي للسياح وتتحكم في السوق المصري.
 نسبة إشغال وهمية تضر بأصحاب البازارات والكافيهات
وفي بازار آخر لم يختلف الوضع فيه عن ما سبقه، حيث كان خالياً أيضاً من أي سائحين أو زبائن، فتحدث رامي، صاحب البازار، واصفاً السياحة الداخلية بأنها "كارثة"، موضحاً أن ثقافة منطقة شرم الشيخ خصصت لغير المصريين، وأن المصريين يرونها "محرمات" مثل الديسكو والكافيهات.
كما لفت رامي إلى أن السياحة الداخلية تقوم بعمل نسبة إشغال في الفنادق فقط، مما يضر بأصحاب البازارات المطالبين بإيجارات يتم ربطها بنسبة الإشغال، متابعاً: "بنتحاسب على كل حاجة .. وكل مصري جاي فاهم إن شرم غالية وإني كبائع هضره ".
واستكمل: "في الأيام العادية كان بيدخل البازار 10 سائح .. حاليا محدش بيدخل عندي خمس محلات أفلت منهم تلاته"، متوقعاً أن تعود حركة السياحة في شهر أبريل، لكن مع وجود أزمة السيطرة التركية على السائحين الروس، قائلاً: "مفيش فكر يجيب السائح لمصر" .
حل لتشغيل السياحة لكنه يشوه مظهرها
وقال أدهم الذي يعمل في احد الملاهي الليلية، بمنطقة خليج نعمة: "السياحة الداخلية مش عاملة معانا حاجة في الكافتيريات .. شباب مصريين طايشين عاملين مشاكل في بلد سياحية مفروض واجهة أمام العالم"، متابعاً:"مبحبش أشتغل مع مصريين لأنهم بيوجعوا القلب".
واستكمل وعلى وجهه علامات الأسف مما وصلت إليه المدينة: "المصريين مشوهين شرم، هو حل عشان الدنيا تشتغل لكن أهم حاجة المظهر يبقى كويس".
تحركات الدولة وتغيير الحلول المطروحة
فيما شدد حسن، صاحب بازار في خليج نعمة، على ضرورة تحرك الدولة والمسؤولين للنظر فيما يحدث بشرم الشيخ، وضرورة تغيير الحلول المطروحة والتي تم تنفيذ بعضها، مشيراً إلى أن ما قاموا به من تحرك هو "دهان المشاية"، متسائلاً: "ليه مفيش حلول تاني ليه منعملش معرض أسماك .. الزبون بييجي عشان البحر نعمل متحف للآثار اللي في المخازن بدل ما شرم معتمدة على الروس يبقى في جنسيات تانية".
ونوه حسن، الذي كان يجلس داخل البازار إلى جانب أربعة من العاملين معه، في انتظار وصول أي سائح، إلى أن السياحة الداخلية اضرتهم، وأن تعامل المصريين "همجي"، مشيراً إلى وجود حالات تحرش لفظي ونظر للسائحات- على حد قوله، متابعاً: "العامل بيقعد سنين عشان يتعامل مع زبون بيتعاملوا بطريقة مختلفة والمصريين بيضيعوا زبائننا .. في مصريين مستواهم رديء مينفعش دا يدخل شرم".
وأضاف أن أقل فئة من المصريين أصبح بإمكانها زيارة شرم الشيخ بمبلغ 200 جنيه، في ظل عدم وجود "كنترول" على عددهم، ووجود طريقة خاصة للتعامل معهم، مشدداً على ضرورة نقل صورة جيدة للخارج وليس العكس .