«الفجر» تكشف أسرار وحكاوي الموتى .. قصص من داخل «مقابر» الإمام الشافعي

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


 

الترابي: المصريون يستخدمون مقابر فرعونية غير شرعية

شبح الأطفال من خطر الأشباح

شبح «القتيل» يظهر لأهله لكشف من قتله

 

في الوقت الحالي أصبحنا لا نخاف الموت، وأصبح شيئاً عادياً أن نسمع عن شخصاً توفى وذهب إلى عالم آخر لا نعلم عنه شيء، لذلك قررت محررة "الفجر" أن تقوم بمحاولة جريئة وتزور المقابر لتتعرف على أسرار الموتى.

 

في البداية وعند دخولي إلى مقابر "الإمام الشافعي" انتابني شعور بالرهبة الشديدة فلا مفر لأحد من بني البشر للهروب من تلك اللحظة فجميعنا سنعيشها لا محالة، في جو يملئه الخوف والرعب والعظة والعبرة،وبمجرد التفكير في الدخول إلى القبر كان الأمر صعباً، خاصةً حينما تنظر إلى المقابر وينتابك شعور لم تشعر به من قبل، إذا كان من ناحية «الرعشة أو الخوف» الذى ستشعر به حينما تتقدم لتتحدث عن أسرار ما يخفيه هذا القبر، و"الترابي" الذى يعيش مع هؤلاء الأموات ليلاً ونهاراً حتى أنه في أوقات كثيرة يعتقد أنه واحداً منهم وليس شخصاً حي يرزق.

 

ومن هنا توجهت لشخص يقوم بعملية الدفن، وقمت بسؤاله عن أغرب ما رأوه داخل المثوى الأخير للإنسان، «عم إبراهيم- حاصل على بكالريوس زراعة» ويأس من تعيينه منذ أكثر من 25 عاماً ليقرر بعد ذلك للعمل مع والده الذي يعمل في المدافن، قائلاً:«أهم شيء هو (المغسل) لأن دوره مهم جداً من الممكن أن يصعبها عليا أو يسهلها، ونضع (الجثة) في اتجاه القبلة»، مضيفاً أن درجة الحرارة تؤثر على تحلل الجثة، فإذا كانت درجة الحرارة مرتفعة فإنها تبدأ بالانتفاخ وخروج الغازات والدم منها ثم تعود مرة أخرى كما كانت، ويأكل الدود، الجثة من القدمين حتى الرأس، وأسرع شيء هو البطن في عملية التآكل، نظراً لأنه لا يوجد بها عظام أو عضلات، وهناك من يتخيل أن البطن تتفجر ولكن هذا لا يحدث لأن البطن تكون مثل "البالونة" تنفخ ثم تهبط مرة أخرى من مسام الجلد، وهناك حشرات أخرى تتغذى على جسم الإنسان مثل «السوس، والصراصير، والخنافيس، والأبراص».

 

وتابع «إبراهيم» أن هناك شيء مهم في أنواع المقابر (شرعي وغير شرعي)، ولابد من أن تكون أرض المقابر الشرعية واسعة يحفر فيها «اللحد» وتوجد في مدينة الـسادس من أكتوبر ويسمى «التربي» في تلك المقابر «الحفار»، لأنه هو من يقوم بعملية حفر «اللحد» على حجم «الجثة»، وتدفن على الجانب الأيمن بحيث إذا وقفت «الجثة» تكون في اتجاه القبلة، وبعد ذلك نفك ربطات «الكفن» إذا كان رجل، وإذا كانت إمرأة لانفك عليها الربطات، لكن مع الأسف الأغلبية العظمى من المصريين يقومون بالدفن على «الطريقة الفرعونية» وهذا غير شرعي وسنحاسب عليه يوم القيامة.

 

وحينما قمت بسؤال «عم إبراهيم»، هل يشعر الإنسان بعد موته؟ أجاب: نعم، بالطبع يشعر فلماذا يجب أن تكون مياه (الغسل) فاترة؟، وإلا كان يجب علينا غسله بالمياه المغلية او الباردة، موضحاً أن أبرز الأشياء التي على (الميت) أن يشعر بها:«العينين تكون شبه مفتوحة، ولسانه من الممكن أن يكون خارجاً قليلاً، ووجه مصفر وله رائحة طيبة، وهناك شائعات تدور حول أن (الذباب الأخضر) هو روح الميت، وهذا خطأ لأن الذباب الأخضر يأتي على روائح المتوفيين حتى الحيوانات».

 

وعن أغرب ما سمعه «عم إبراهيم»، من والده حول قصص الموتى قائلاً: إنه في أحد المرات توفى طفل صغير فأحضره والده إلى والدي ليدفنه، فأخبر مساعده وكان اسمه «عبد الرحمن»، أن يقوم بعملية الدفن وكانت بعد صلاة العشاء، فإذا بالطفل يأتي إلى آباه في المنام يخبره أنه لم يدفن، فأخبر والد الطفل (عمي أخو والدي) واشتكى من ذلك، فذهب أبي وتأكد أن «عبد الرحمن» تكاسل عن دفن الطفل، فاستدعى أبي مساعده من منزله وقال له ماذا فعلت بالطفل وأين دفنته، فقال إن الليل حل عليا وتأخرت على العودة إلى المنزل فوضعته أمام المقبرة ووضعت عليه بعضاً من (القش) على أن أعود وأدفنه ثانيةً ونسيت أمره، فوبخه والدي وذهب إلى جثة الطفل وقام والدي بدفنها.

 

وعن أغرب ما شاهده بنفسه (عم إبراهيم)، قال:«إنٍ قمت بدفن شاب صغير السن وأتذكر اسمه حتى الآن (أشرف)، وكان ذلك منذ ما يقرب من 12عاماً وفكيت عنه رابطة العنق وحينما نظرت إليه داخل المقبرة وهي ظلام، رأيت تفاصيل وجهه الأبيض، وكأنه نائم ومبتسم وشعره مهندم، وقلت له:(انت نظامك إيه انت نايم ولا ميت ولا إيه) وفى اليوم التالي، سألت والدته عنه قالت أنه كان يحب الصلاة جداً، وكان يصلي الصلاة كمدمن لها، وهي ملاذه في الدنيا ولا يترك فرد داخل المسجد.

 

وعن موقف آخر حدث معه، قال: حينما قمت بدخول مدفن عمي بعد فترة، الذي كان يعلم الأطفال القرآن لسنوات كثيرة، وهناك علماء من الأزهر تعلموا على يديه حينما كانوا صغاراً، كان الغريب في الأمر أني لم أجد له رائحة الموتى ولكنه تحلل، فاندهشت من ذلك الأمر، ومرت أيام وأتى شخص آخر من حفظة القرآن عند عمي، فتذكرت عمي ودخلت «مقبرته» مرةً أخرى، ولكن لم أجد له رائحة وفي ذلك التوقيت تذكرت الحديث الشريف للرسول (ص): خيركم من تعلم القرآن وعلمه.

 

وعن وجود العفاريت، والقيام بالسحر والدجل والشعوذة داخل المقابر، قال «عم إبراهيم» نعم هناك أشباح تظهر لأصحاب القلوب الضعيفة، لكنها لا تقتل أي شخص، لكنه من الممكن أن يموت الشخص التي تظهر له  بأزمة قلبية بسبب هذا المنظر البشع، إذا ظهر على شكله الحقيقي (كشبح)، لكن هناك أرواح تظهر على شكل حيوانات أو فتاه جميلة أو شاب أو رجل صغير.... وغيرها، لكن شبح الأطفال هو الذى يظهر في صورة (مارد) وهذا الشبح من أشقى وأخطر الأشباح لأنه يريد اللعب والانطلاق وتكسير كل شيء أمامه.

 

وتابع: شبح الشخص المقتول، يقوم بالظهور لأقرب شخص له حتى يكشف من قتله، وإذا كان تم قتله عن قصد أم بالخطأ، والشقة التي تم فيها عملية القتل يجب أن يأتي شيخ متخصص في إخراج العفاريت من المنزل ويقوم بقراءة آيات معينة من القرآن الكريم، وفي ذلك التوقيت يكون معه «جريدة خضراء» ويقوم بإخراجه عليها.

 

وعن أعمال السحر والشعوذة، قال إن أخطر سحر هو الذي يتم وضعه في فم الميت أو داخل كفنه، وأكثر الأشخاص الذين يقومون بذلك هم السيدات لزواج فتياتهم أو الانتقام من شخص بعينه، ورأينا ذلك في كل عمل نعثر عليه بالصدفة داخل المقبرة، ومع الأسف هناك (تربيين) عادمين الضمير يساعدون تلك السيدات على ذلك.

 

وحينما قمت بسؤاله هل يأتي عليك أوقات، تقوم فيها بالنزول لمقبرة شخص عزيز عليك توفى، فأجاب: نعم حينما أكون مهموماً أقوم بفتح مقبرة والدي ووالدتي وأشكوا لهم همي وأبكي، ولا أعلم هذا حلال أم حرام، لكنني أوقات كثيرة بشعر وكأنني ميت مثلهم.

 

وعن تعامل العائلة والناس معه، قال هناك بعض من الأشخاص لا يصفحونني باليد لأنهم يتشائمون، ومزح قائلاً:«ميعرفوش إن إيدي هي اللي هتشيلهم»، مختتماً أن العيشة مع الأموات بدون أحياء أجمل بكثير لأنني أشعر بالراحة النفسية لأن نومة التراب أفضل من القصور.