بعد اتفاق إسرائيل مع اليونان وقبرص.. هل تكون مصر وسيلتها لتصدير الغاز لأوروبا؟

الاقتصاد

بوابة الفجر

  أكدت صحيفة «جيروسيلم بوست» الإسرائيلية، فى تقرير لها أن إسرائيل لديها 3 خيارات لتصدير الغاز، أولها أن يتم التصدير من خلال مصر، خاصة أنه الاختيار الأرخص من حيث التكلفة، والخيار الثاني أن يتم التصدير إلى تركيا، مما يسهم في تقوية علاقات التعاون بين البلدين، فيما كان الخيار الثالث أن يتم التصدير لكل من قبرص واليونان، بالرغم أنه اختيار «غير محبب» نظراً لارتفاع تكلفة توصيل خط أنابيب، حيث من المتوقع أن تصل التكلفة لنحو 2 مليار دولار، ويمتد لمسافة 1700 كيلومتر.

 

وكانت إسرائيل وقبرص واليونان وقعت إتفاق من أجل تعميق علاقاتها في قطاعات الطاقة والأمن والسياحة في منطقة شرق البحر المتوسط وهو ما قد تنعكس أثاره على علاقة إسرائيل المتوترة مع الاتحاد الأوروبي أيضا، حيث ركز الاتفاق على الطاقة واستغلال مكامن الغاز الطبيعي قبالة إسرائيل وقبرص.

 

ووقع على الاتفاق الأسبوع الماضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس.

 

ومن غير المرجح أن يبدأ حقلا لوثيان وأفروديت التصدير قبل عام 2019 أو عام 2020 لكن الطموح هو أن يجري تصدير الغاز عبر خط  أنابيب ربما يمر عبر تركيا أو في شكل سائل يجري شحنه بالسفن إلى أوروبا وهو ما يربط شرق البحر المتوسط بالشبكة الأوروبية ويوفر بديلاً لروسيا التي تربطها علاقات أسوأ بالاتحاد الأوروبي جراء الأزمة الأوكرانية.

 

ومع استمرار التوقعات انخفاض أسعار الطاقة لبعض الوقت يشكك محللون فيما إذا كان غاز شرق البحر المتوسط سيكون المنجم الذي يأمل المستثمرون في الحصول عليه ولكن هذا لم يمنع الزعماء من التوقيع على الاعلان المشترك.

 

وقال نتنياهو: "نعيش في بيئة مضطربة" مؤكدا أن التعاون في مختلف السياسات من السياحة إلى إدارة المياه يجعل الدول الثلاث أقوى.

 

وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلى: "أمامنا فرصة لم يسبق لها مثيل لدفع أهدافنا المشتركة قدما ... لقد حظينا بنعمة الغاز الطبيعي."

 

ولإسرائيل وقبرص واليونان العضوان في الاتحاد الأوروبي أسباب قوية تجاريًا وعسكرياً وسياسياً من أجل تعزيز التعاون.

 

وبالإضافة إلى جذب مزيد من الزوار والاستثمارات تأمل قبرص واليونان في الاستفادة من نجاحات إسرائيل التكنولوجية بشكل يعزز اقتصادهما، ويمكنهما الاستفادة أيضا من خبرة إسرائيل في المجالات العسكرية والهجرة والأمن الالكتروني ومكافحة الإرهاب.

 

وتأمل إسرائيل في بيع خبراتها في هذه المجالات واكتساب المزيد من الحلفاء في منطقة تشعر أنها معزولة بها إذ تعاني سوريا على حدودها الشمالية من حرب أهلية وتمثل جماعة حزب الله اللبنانية تهديدًا لها كما أن الصراع الإسرائيلي الفلسطينى مستمر.  

 

على الجانب الأخر قلل عدد من خبراء الاقتصاد، من مخاوف الاتفاق الثلاثي بين كل من إسرائيل وقبرص واليونان، الذي يسعى إلى تصدير الغاز الإسرائيلي إلى شرق أوروبا عبر قبرص واليونان.

 

ولفت الخبراء إلى صعوبة توصيل خط أنابيب لنقل الغاز الإسرائيلي إلى قبرص واليونان، نظرًا لطبيعة المياه العميقة بينهم، فضلا عن طول المسافة.

 

وتوقع الخبراء أن يتم اللجوء إلى مصر لتصدير الغاز الإسرائيلي، والاستفادة من محطتي «الإسالة» في إدكو ودمياط ليتم تصديره بعدها إلى أوروبا، متوقعين أن يتم هذا عبر شركة أجنبية لتقوم بعمليات شراء الغاز وتسييله في مصر.

 

وأكد خبراء أن الاتفاق ليس له آي تأثير على مصر، موضحين أن حصة الإنتاج في حقل «ظهر» بالبحر الأبيض المتوسط سيتم توجيهها للسوق المحلية، كما أن أسعار الغاز حالياً منخفضة مع أسعار البترول، وبالتالي فإن عملية التصدير في الوقت الراهن لا تحقق الإيرادات المطلوبة.