بروفايل .. «محمد حسنين هيكل» .. كاتب التاريخ

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تعمق في صاحبة الجلالة فأصبح يوصف بأنه أفضل كاتب صحفي بالعالم.. جعلته نظرته التقدمية لجميع الأشياء أن يكون رأيه في المقدمة للقيادة السياسية في مصر عقب ثورة يوليو، ما جعلها شاهدًا رئيسياً على أخطر المراحل التي شاهدتها مصر إبان عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومن ثم بعده الرئيس أنور السادات.
وبالرغم مع كثرة المختلفين مع هيكل وآرائه إلا أنه إذا تحدث ما على الجميع الانصات إليه، وإذا كتب تسرعت دور النشر على نشر كتبه لما تحتويه من خفايا وأسرار بالإضافة إلى معلومات موثقة على الحقبة الناصرية وما تلته من حقب.
 
نشأته
ولد في الثالث والعشرين من سبتمبر1923، في قرية« باسوس» إحدى قرى محافظة القليوبية، كان ينتمي لأسرة برجوازية لأب لا يجيد القراءة والكتابة، ولكنه أراد له نشأة أزهرية، وأبت والدته أن يكمل تعلمه الأزهري وعقب شهرًا واحدًا من دراسته في الأزهر قامت والدته إلى مدارس التعليم العادي، مستغلة سفر والده لإحدى الدول لقضاء تجارته.
 
بدايته
بدأ رحلته مع الصحافة في مطلع الأربعينيات، عندما كان يعمل في جريدة «الإيجبشيان جازيت» عام 1942، أثناء عمله كمراسل صحفي، قام بتغطية الحرب العالمية الثانية، وشهد معركة العلمين بمصر، بالإضافة إلى حرب فلسطين 1948.، وعمل أيضا مراسل لمجلة آخر ساعة بمؤسسة أخبار اليوم، وقام بتغطية أزمة البترول الإيرانية عام 1950 –1950
أول إصداراته ومؤلفاته
أول كتاب أصدره كان عن إيران باسم «إيران فوق بركان» عام 1951
وحرر أول كتاب ألفه الزعيم جمال عبد الناصر، وحمل اسم «فلسفة الثورة»، عام 1953، أكتوبر 73 السلاح والسياسة، اتفاق غزة - أريحا أولا السلام المحاصر بين حقائق اللحظة وحقائق التاريخ، وأقباط مصر ليسوا أقلية رسالة إلى رئيس تحرير جريدة الوفد، أزمة العرب ومستقبل، اللمفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل، الأسطورة والإمبراطورية والدولة اليهودية، المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيلة، اللمفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل سلام الأوهام أوسلو - ما قبلها وما بعدها.
رأس هيكل تحرير الأهرام منذ 1957 حتى عام ، وأنشأ عام 1968 مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام: «مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية» ، و«مركز الدراسات الصحفية»، و«مركز توثيق تاريخ مصر المعاصر».1974.

السجن عهد السادات
 سجن هيكل مرة واحدة وذلك في سبتمبر عام 1981 أثناء حملة الاعتقالات الشهيرة التي شنها السادات على القوى السياسية وقتها، وقال إن السجن يظهر أفضل ما في الإنسان وأسوأ ما فيه بلا أقنعة، خلال كتابه «خريف الغضب»، الصادر عام 1983، جدلًا كبيرًا، بسبب الهجوم الحاد على السادات، والذي قال عنه هيكل أن الكتاب محاولة لفهم لماذا جاءت نهاية السادات على هذا النحو؟.

يعتبر كتاب «حرب الثلاثين سنة – ملفات السويس»، الذي صدر عام 1986، أول كتاب لهيكل يصدر في مصر منذ سنة 1974 ، منذ أن توترت علاقته بنظام السادات، حيث اعتمد في إصدار كتبه على دور ناشر عالمية مثل COLLINS.
مقدمات لكتاب آخرين
كما كتب هيكل مقدمات لأكثر من 30 كتاب لمؤلفين آخرين، من بينهم «المحروسة» 2015 مسرحية في جزأين لـ(سعد الدين وهبة)، وغزة – أريحا سلام أمريكي لـ(ادوارد سعيد)، وماذا يريد العم سام ؟ لـ(نعوم تشومسكي).
 
هناك ما يفوق الأربعين كتابًا تناولوا سيرة محمد حسنين هيكل، من بينهم: هيكل بين الصحافة والسياسة لرجب البنا، وهوامش على قصة محمد حسنين هيكل – للأستاذ ضياء الدين بيبرس، وكم عمر الغضب: هيكل وأزمة العقل العربي لفؤاد زكريا، الذي انتقد فيه كتاب هيكل الأشهر خريف الغض.
 
يعتبر الأستاذ من القامات المصرية التي تجاوزت التسعين عام، ومع ذلك حافظت على مكانتها ولم تغيبها الشيخوخة، ويشترك معه في هذه الصفة، الأديب الكبير نجيب محفوظ، ومازالت كتب هيكل يُعاد إصدارها، حيث قامت مؤسسة الشروق عام 2010 أصدرت 26 كتابًا تتضمن بعض وليس كل مؤلفات هيكل.

الأشخاص الذين حوارهم
وكان من أبرز الشخصيات الذين حوارهم هيكل، الخميني قائد الثورة الإسلامية في إيران، كما أجرى حوارًا مع أم كلثوم عام 1967، كما جمعتهما العديد من المناسبات الأخرى، و كتب هيكل خطاب تنحي الزعيم عبد الناصر، عقب نكسة 1967، وقال عنه في كتابه “الانفجار”: “أرهقتني سطوره أكثر من أي شيء آخر كتبته من قبل، وظننت أنني حفظت العبارات والألفاظ من كثرة ما راجعتها وغيرت فيها وبدلت، عقد هيكل،
عندما كان وزيرًا للإعلام، وعقد مؤتمرًا صحفيًا عام 1970، يوم 27 سبتمبر، قبل وفاة الزعيم عبد الناصر، بيوم واحد فقط، بمناسبة إتمام المصالحة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الأردني.
الترجمة
الترجمة كانت سرا من أسرار «هيكل» في عمله بالصحافة، قليلون هم من يمتلكون اللغات الكثيرة، أما هو فكان دؤوبا في تعلمه وجيد الاستغلال لما يملكه، تلك الميزة مكنت «هيكل» من إضافة ميزة جديدة ليقدمها للقارئ، وهي الاطلاع على ما يكتب في الخارج، وينقلها إلى الأهرام التي ترأس تحريرها.
 
«مع هيكل» على الجزيرة
لم يكن «هيكل» مطالبا بأن يضيف لنفسه كثيرًا، الرجل فعل كل ما يمكن لصحفي أن يفعله، بالإضافة إلى عامل السن وهو يخطو نحو المائة، لكن الصحفي بداخله ما زال شابا، ربما لذلك قرر أن يتكيف مع الظروف الجديدة، وأدرك أن المستقبل للقنوات لا للصحف، لم يبك على الأطلال أو يتبع التنظير، كان سريع البديهة والتكيف، فانطلق على عالم القنوات من خلال شاشة الجزيرة ليقدم برامجه التي نقلت «هيكل» إلى الشاشة بدلًا من الصحف، وأثبت فيها كفاءة ونجاحا، واعتبرها الكثيرون أن الأستاذ ما زال يعطي.
 مهارة العناوين الصحفية
يقولون إن العنوان الصحفي هو سر الإقبال على الجرائد ومن يملك مهارة العنوان ملك كل شيء، «هيكل» كان يملك تلك الميزة وفق حديث صلاح منتصر عن «هيكل»، فيقول: «كان الأستاذ يدخل علينا في الأهرام قبل صدور الجريدة لمتابعة الصفحة الأولى، وكان يسألنا عن العناوين وكنا نرد في بعض الأوقات «مفلسين»، فنراه يلتقط خبرا ويخرج منه عنوانا ليصبح مانشيت الجريدة الرئيسي قبل أن يتحول إلى حديث مصر كله»