فرنسا تستعد لاستقبال المشجعين قبل 100 يوم من يورو 2016

الفجر الرياضي

بوابة الفجر

رغم تبقي 100 يوم اعتبارًا من غد الأربعاء، على انطلاق منافسات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016)، ارتفعت وتيرة الاستعدادات في كل أنحاء فرنسا بشكل ملحوظ تأهبًا لتوافد الجماهير.

وبدأ تسجيل المتطوعين للعمل في مراسم استقبال الضيوف بمدينة مرسيليا الساحلية الجنوبية، كما بدأ ظهور مجسم تعويذة البطولة "سوبر فيكتور"، في فعاليات مختلفة بساحات المشجعين في نيس وتولوز.

وتأتي هذه المدن ضمن قائمة المدن التسع المستضيفة لمباريات البطولة البالغ عددها 51 مباراة، والتي تقام على ملاعب عشرة استادات، في الفترة ما بين العاشر من حزيران/ يونيو والعاشر من تموز/ يوليو 2016.

ويتوقع أن تشهد البطولة توافد 2.5 مليون مشجع إلى الاستادات من بينهم مليون مشجع أجنبي، حيث ينتظر المنظمون أن تتفوق البطولة المقبلة في نسبة الحضور الجماهيري على يورو 2012 بأوكرانيا وبولندا التي سجلت 1.4 مليون مشجع.

وتظهر دراسة تشرف عليها وزارة الرياضة الفرنسية أن البطولة ستضخ 1.2 مليار يورو (1.3 مليار دولار) في النشاط الاقتصادي، من بينها 800 مليون يورو في الاستادات وساحات المشجعين. ووفرت عمليات تجديد وبناء الاستادات بالفعل 20 ألف فرصة عمل كما ينتظر مشاركة نحو 94 ألف مواطن في تنظيم البطولة.

ورغم تقدم الاستعدادات، تدرك الحكومة الفرنسية وكذلك اللجنة المنظمة بشكل كبير المخاوف الأمنية بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في العاصمة باريس وخارجها، والتي كانت قد استهدفت استاد دو فرانس وأسفرت عن مقتل 130 شخصًا.

وتكررت الأقاويل من جانب سياسيين بارزين بفرنسا، من بينهم وزير الداخلية برنار كازنوف الذي سيشارك في تنظيم يورو 2016، فيما يتعلق بالنواحي الأمنية، حول أن مخاطر وقوع هجمات إرهابية قائمة بشكل كبير.

وقد مددت فرنسا مؤخرًا حالة الطوارئ التي أعلنتها منذ هجمات 13 تشرين ثان/ نوفمبر الماضي، لتستمر حتى أيار/ مايو.

وقال كازنوف في تشرين ثان/ نوفمبر: "نفعل كل ما بوسعنا من أجل ضمن إقامة هذا الحدث الكبير في أفضل ظروف"، وأعلن عن احتياطات أمنية إضافية لتأمين المباريات، تتضمن المراقبة بالكاميرات وتكليف قوات أمنية خاصة بالإضافة إلى 120 ألف من قوات الأمن تقرر نشرهم بالفعل.

ورغم المخاوف المثارة حول أن ساحات المشاهدة الجماعية، التي يتابع فيها المشجعون المباريات خارج الاستادات عبر شاشات عرض عملاقة، هي الأكثر صعوبة في عمليات التأمين، نادت السلطات المحلية بالمضي قدما.

وقال جان لوك مودينك رئيس بلدية تولوز، إن مدينته ستمضي قدمًا في خططها بدعم من الدولة فيما يتعلق بالمزيد من الإجراءات الأمنية.

وأضاف مودينك: "لا نريد أن يصل بنا الأمر إلى التوهم.. بعد 13 تشرين ثان/ نوفمبر، كان الشيء المهم هو توفير كل سبل الأمن".

ويبدو أن هذا الهدف تحقق بشكل كبير حيث تعود الحياة في فرنسا إلى طبيعتها بشكل تدريجي في ظل النظام الأمني الجديد.

وقد عادت إحدى الفرق الموسيقية الأمريكية، التي أعاقت الهجمات إقامة حفلة لها من قبل، إلى العاصمة باريس وأقامت الحفلة دون أي معوقات بسبب الإجراءات الأمنية المشددة.

وبالنسبة للمشجعين، سيقتصر تأثرهم بتشديد الإجراءات الأمنية على انتظارهم لفترة أطول فقط عند حضور المباريات.

وقد مر بعض عشاق الرياضة بهذه التجربة بالفعل خلال مباراة رجبي بين فرنسا وإيطاليا في شباط/ فبراير الماضي، حيث شهدت حضورًا مكثفا لرجال الشرطة ووجهت النصيحة للمشجعين حينذاك بالتوافد إلى الاستاد في وقت مبكر.

وقال وزير الرياضة باتريك كانر إن تأمين البطولة يشكل تحديا بالفعل لكنه أشار في الوقت نفسه إلى الإيجابيات، بقول إن الأشخاص الثلاثة الانتحاريين مرتكبي الهجمات السابقة لم ينجحوا حينذاك في دخول استاد دو فرانس.

وكان كانر متواجدًا في الاستاد حينذاك لحضور المباراة الودية بين المنتخبين الفرنسي والألماني، كما كان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند متواجدًا، وأشار إلى أن هذه الأحداث الصادمة منحت فرنسا الفرصة للاستعداد بشكل أكبر قبل البطولة الأوروبية.