4 دلائل لتصالح «مصري تركي» على الأبواب.. و«سلمان» كلمة السر

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


قمة التعاون الإسلامي.. زيارة الملك.. أمنية أردوغان.. وفد مصري بتركيا
 
ربما لم يسلط عليها الضوء، أو نالت قدر من الزخم الإعلامي مثلما حدث مع ما يقرب من 17 اتفاقية جرى توقيعها بين مصر والسعودية؛ لكن المؤكد أنها نُوقشت في الغرف المغلقة.. هكذا توقع محللون للمشهد السياسي الدولي والعربي وجود مصالحة "مصرية تركية" بوساطة سعودية بالتزامن مع زيارة خادم الحرمين الشرفين سلمان بن عبدالعزيز.

دلائل وجود مصالحة
ما يؤكد فتح باب المصالحة بين الدولتين "مصر وتركيا" أنها جاءت متزامنة مع قمة منظمة التعاون الإسلامي في تركيا بين 14 و15 من الشهر الجاري، حيث تسعى السعودية لتقارب وجهات النظر بين النظام المصري وتركيا لتقوية الحلف السني الذي تقوده المملكة ضد الحلف الصهيوني بقيادة إسرائيل.

الإشارة الثانية
تتمثل في زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى تركيا لمدة خمسة أيّام، عقب زيارته لمصر مباشرة وهو الأمر الذي من المتوقع أن ينعكس بشكل كبير على الإقليم، وهي ما تشير إلى اتجاه سيكون أكبر بكثير من التحالف مع أحدهما وتجاهل الآخر- بحسب ما أراه محللون.

وأضاف محللون أنه رغم الخلاف السياسيّ الكبير بين البلدين اللذين يزورهما العاهل السعودي فإن ما يجمع بينهما كونهما يعانيان من أزمات سياسية طاحنة، متشابهة، رغم اختلاف الخصوم.

الدليل الثالث
ذكر موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي، أن أردوغان أبلغ العاهل السعودي عبر الرسالة التي نقلها للسيسي، أنه لن يتحرك نحو المصالحة مع إسرائيل، قبل إبرام مصالحة مع النظام المصري، وأنه يتمنى مصافحة السيسي وينتظر فتح صفحة جديدة مع مصر، وأن يطوي الخلافات بين الطرفين.

وأضاف الموقع، أن الملك سلمان أوضح للرئيس السيسي أن التصالح مع تركيا، سيفتح الطريق أمام مصالحة في المنطقة ويخدم قضية فلسطين.

الدليل الرابع
قررت مصر إيفاد السفير هشام بدر، مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف، إلى تركيا لرئاسة وفد مصر في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة الإسلامية المنعقدة حالياً بمدينة إسطنبول، لافتة إلى أن وزير الخارجية سامح شكري سيرأس وفد مصر خلال أعمال القمة وسيتولى تسليم رئاسة القمة من مصر إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان .

وجهات نظر مختلفة
وفي الوقت الذي توقع فيه خبراء طرح مسألة تحسين العلاقات بين القاهرة وأنقرة، إلا أنهم في الوقت ذاته استبعد آخرين إحداث تقدم ملحوظ بعد وساطة سعودية.

متوقعون وجود مصالحة
توقع الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن السعودية بقيادة الملك سليمان تطرح خلال زيارتها لمصر  فكرة المصالحة بين النظام وتركيا؛ لكنه استبعد أن تتم لاسيما في ظل عدم وجود إرادة حقيقية من الجانب التركي الذي لن يتخلى عن جماعة الإخوان في هذا التوقيت- حسب قوله.

وقال نافعة في تصريح له، إن "لم تصدر الإخوان خطابًا ينم عن رغبتها في المصالحة مع النظام سيكون من الصعب على تركيا أن تتقبل النظام في مصر، وخاصة أن تركيا تؤيد جماعة الإخوان وترها على حق".

وافقه في الرأي أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي، الذي أكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ليس لديها مانع في حضور مؤتمرات دولية تجمعها بتركيا، موضحًا "الرئيس السيسي سافر إلى الأمم المتحدة في وجود أردوغان، وإلى السعودية أيضًا.

وأوضح فهمي، أن هذا لا يعني موافقة مصر على المصالحة مع تركيا، ولكن حضور مؤتمر دولي بشكل بروتوكولي، ينعكس على صورة مصر التي نفذت جميع خطوات خارطة الطريق وهو ما يعطي لها ثقلًا دوليًا.

وأشار إلى أن المشكلة الأساسية بين مصر وتركيا هي تدخل أنقرة الدائم في سياسة مصر الداخلية، وهو ما تراه القاهرة موقفًا ضد إرادة الشعب بعد 30 يونيو وعزل مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان التي تساندها تركيا وقطر بشدة.

وفي سياق متصل قال الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، إنه لا توجد أي عراقيل بروتوكولية تمنع السيسي من السفر لتركيا، مشيرًا إلى أن "مصر هي رئيس القمة الإسلامية السابقة، وتقتضي الأمور البروتوكولية أن يوجه أردوغان الدعوة  للرئيس السيسي لحضور المؤتمر الإسلامي في إسطنبول، إضافة إلى أن العلاقات المصرية التركية تسمح بذلك لأنه لا يوجد قطيعة دبلوماسية بين الطرفين".

وأضاف السناوي، في تصريحات صحفية، أن الزاوية السياسية هي أكثر الموانع التي قد تدفع "السيسي" لعدم حضور ذلك المؤتمر؛ لوجود أزمة كبيرة بين البلدين على خلفية الموقف الذي جرى في مصر بعد 30 يونيو وخروج الإخوان من السلطة، والتأييد التركي الكامل لهم ضد الخطوات المصرية التي جرت بعدها.

مستبعدون وجود مصالحة
فيما يستبعد المستشار أحمد الفضالي، رئيس تيار الاستقلال، وجود مصالحة بين الدولتين قائلا: "لا أتوقع وجود وساطة سعودية للتصالح بين مصر وتركيا على جدول لقاء السيسي وسلمان".

ولفت إلى أن اللقاء بين السيسي وسلمان سيتطرق الحديث فيه عن مناطق الأزمات على رأسها سوريا وليبيا واليمن، متوقعًا توحد وجهات النظر لحل المشكلات العالقة على الساحة العربية والتصدي للمؤامرات الخارجية.

من جهته أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع رئيس مركز البحوث البرلمانية بمؤسسة الأهرام، أن التقارب المصري التركي من خلال زيارة الملك سلمان بعيد إلي الآن، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية السعودية ليست على مايرام أو ما يتوقعه البعض كما كانت في عهد الملك عبدالله من التعاون المشترك والتقارب الفكري، نظرًا للاختلاف بشأن سوريا حتى الأن كما أن السعودية تقوم بمساعدة حماس فى الوقت التي تعتبر فيه مصر حركة حماس إرهابية.

وأضاف أن مصر والسعودية يسعيان إلى تحسين العلاقات بينهم في شتى المجالات أولا ثم النظر بعد ذلك فى علاقة كل دولة منهم بالدول الأخرى التى يمكن أن يكون هناك تقارب فيما بينهم.

ومن المقرر أن تتسلم أنقرة رئاسة الدورية للقمة من جمهورية مصر، خلال فترة انعقاد القمة، المزمع عقدها في 14 و 15 من الشهر الجاري في ولاية إسطنبول، بمشاركة أكثر من 30 رئيس دولة، رؤساء برلمانات، ووزراء خارجية دول أخرى.