دراسة: 45% من الرجال يجبرون زوجاتهم على العمل للإنفاق عليهم

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر

حياتهن الزوجية أشغال شاقة مؤبدة

■ شادية: «زوجى هددنى بنشر صور إباحية فى أحضانه عشان أسدد قرض له»

■ مها: «المخدرات أكلت دماغه.. وأجبرنى على العمل عشان كيفه»


قد تدفع المرأة حياتها ثمنًا لرجلٍ آمنت به فلم يخذلها، وثقت به فدللها، ملكته زمام حياتها فلم يخيب رجاءها فيه، تحلم به جهرًا وسرًا، فتستيقظ على آخر لم تعرفه قط، رغم زواجها منه لسنوات، تراه شبحًا يسوقها رغمًا عنها للتنازلات، لتكتشف حينها أن الضرب والإهانة هما تدليله المضطرب.

ليته ذلك فحسب، لكنه الاستعباد والقهر فى أحط صوره، لمن ليس لهن حول ولا قوة، فبدلاً من سعى الرجال على أزواجهن لكفافهن الناس، يجبر البعض زوجته على التكفل به وببيته، وعلى من تأبى الاختيار بين أمرين أحلاهما مُر، إما الانصياع والذل لمن لا نخوة له، وإما الطلاق، فى مجتمع لا ينظر للمطلقات سوى كعاهرة صعبة المراس.

هذا ليس إلا لمحة من واقع كشفته دراسة علمية أعدها مركز قضايا المرأة المصرية، بعنوان «الاتجار فى النساء»، وتم تطبيقها على أربع محافظات هى: القاهرة والفيوم والدقهلية وكفر الشيخ، وانتهت إلى أن 45%من الأزواج يجبرن زوجاتهم على العمل بدلاً منهم.

وأوضحت الدراسة أن 48% من الأزواج المستغلين، ما بين منحرف ومسجل خطر، و23%هم أصحاب العجز أو من الفقراء أو العاطلين عن العمل، موضحة أن النساء أغلبهن حالات تعمل كـ «خادمات» فى المنازل بنسبة تزيد على 59%، وفى التسول بنسبة 14%.

لكن الأخطر من ذلك ما كشفته الدراسة بأن بعض الأزواج يرغم زوجته على العمل للإنفاق على المنزل، وهو ما تجلى فى عدد من الحالات التى تم رصدها فى سياق هذه الدراسة.

«جوزى مش بيشتغل ودائماً قاعد فى البيت وكل ما أقول له أنزل شغل يقولى روحى أنتى اشتغلى وأصرفى على البيت».. هكذا روت «م.س» مأساتها فى الشكوى التى أرسلتها إلى مركز قضايا المرأة المصرية، قائلة: إنها اضطرت للنزول للعمل بعدما يئست من زوجها، لكن المشكلة أن زوجها يأخذ منها مرتب عملها أول كل شهر.

وأضافت: إذا ما رفضت اعطاءه مرتبى، يضربنى، واستمر الوضع لفترة طويلة حتى زادت المشاكل بيننا إلى وضع لا يطاق، وتركت له البيت، ومرت سنة ولا يزال يرفض الإنفاق علىّ وابنى، قائلاً لى: « لو عايزة ترجعى لازم تشتغلى وتصرفى على البيت».

«شادية. ص» هى الحالة الثانية التى تضمنها تقرير المركز، وتتلخص مأساتها فى أن زوجها «عامل حر» أقنعها بأن تحصل على قرض من البنك باسمها لمساعدته فى إنشاء مشروع جديد، من منطلق كونها «موظفة»، على أن يكون هو المسئول عن سداده، فاستجابت لطلبه، وبمجرد أن حصل على الأموال، طلقها وتزوج من أخرى.

المأساة أنه رفض سداد القرض، وقال لى: «انتى اللى هتدفعى وإلا هحبسك وافضحك، وهددنى بنشر صور خاصة جداً ليا معه واحنا متجوزين»، فاضطررت للعمل بعد الظهر كـ«سكرتيرة» فى إحدى الشركات كى أتمكن من سداد القرض.

ولا تقل مأساة «مها» عن الحالات السابقة، بل هى أكثر بشاعة، ما دفعها إلى اللجوء إلى مكتب المساندة القانونية لإحدى المنظمات النسائية، وطالبته برفع دعوى قضائية ضد زوجها الذى طرده صاحب العمل بعد ما اختلس مبلغاً مالياً بسبب تعاطيه للمخدرات.

وقالت: «المخدرات أكلت دماغه، وأجبرنى على العمل عشان كيفه»، بل والأخطر من ذلك أنه يتعاطى المخدرات مع زملائه فى منزلنا، وتعرضت للتحرش من قبل أحد أصدقائه، فتركت البيت وذهبت للعيش مع صديقتى بعدما باع أثاث البيت بالكامل».

«عزة» التى تبلغ 40 عاماً، وتزوجت منذ 14 سنة، وتعمل مدرسة لغة إنجليزية بإحدى المدارس الإعدادية بمنطقة شبرا الخيمة، فكرت كثيراً أن تترك عملها لأنها لا تستطيع التوفيق بين أعمال المنزل ومباشرة أبنائها الثلاث، لكن زوجها كان يرفض ذلك تماماً ويجبرها على إعطاء دروس خصوصية كى تصرف على المنزل. 

وأضافت عزة: مع بداية كل شهر يأخذ منى راتبى بالكامل وتكاليف حصص الدروس الخصوصية خاصة أن هذه الدروس فى منزلها، متابعة: «المشكلة أنه بخيل جداً ومعه فلوس كتير لأنه شغال محاسب كبير فى إحدى الشركات، لكنه لا يريد أن يصرف شيئاً من راتبه.

ومن عزة إلى «منى» التى يأخذ زوجها راتبها بالقوة، ويعطيها مصروفها كالأطفال الصغار، مؤكدة أنها ذات مرة رفضت إعطاءه راتبها فقام بضربها، ومرة أخرى قالت له أنها ستترك عملها وجلست فى المنزل لمدة أسبوع، فتعدى عليها وأجبرها على العمل حتى تصرف عليه وعلى المنزل، لم تجد مفراً سوى الذهاب إلى منزل أسرتها لتستنجد بها من أجل «الطلاق» لكن أسرتها رفضت.

أما شيماء « 29 عاماً –مهندسة» فتزوجت منذ أربع سنوات من زميل لها فى الجامعة عقب تخرجهما، لكنه لا يعمل مهندساً، بل يعمل فى مجال خدمة العملاء « كول سنتر»، مضيفة: كل شوية يترك الشغل بحجة أنه مش مرتاح، ويقعد فى البيت ويأخذ مصروفه منى».