الأبنودي والسينما.. ضيف خفيف أضاف بصمة للوطن

الفجر الفني

بوابة الفجر


لم تكن مشاركات الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، في السينما كثيرة ولكنها كانت مميزة مثل إبداعه في الشعر وكانت روح الأبنودي حاضرة بقوة في كل ما قدمه للشاشة الكبيرة، من خلال كتابة حوار لبعض الأفلام أو أغنيات تم توظيفها دراميًا فاستحقت النجاح.

وإذا تحدثنا عن علاقة "الخال" بالسينما تبدو لنا تجربته الرائعة مع المخرج الكبير حسين كمال، في فيلم "شيء من الخوف" أحد أهم إنتاجات السينما المصرية وأكثرها إثارة للجدل بإسقاطاتها السياسية وطبيعة المرحلة التاريخية التي تم تقديم التجربة فيها، وإشترك الخال مع السيناريست صبري عزت، في كتابة حوار الفيلم حيث إستدعى له متخصص في اللهجة الصعيدية وقام صبري بالمعالجة السينمائية وكتابة السيناريو لقصة الأديب ثروت أباظة، لتكون هذه التجربة هي الأهم والأجرأ وربما ما زالت مشاهد الفيلم وجمله الغنائية في أذهاننا والموظفة من خلال الأبنودي وبمصاحبة موسيقية لبليغ حمدي، بينما كان صوت شادية في أغنية "ياعيني ياعيني ياعيني ع الولد"، ومنذ البداية كان للكلمة الغنائية دور مواٍز للحوار ولا يقل عنها مطلقًا.

ومن خلال هذه التجربة ظهرت قدرة شادية، كممثلة حيث لم تغنِ سوى أغنية واحدة عكس ما جرت العادة في أفلامها وأثبتت أنها ممثلة كبيرة بالفعل وقدمت شخصية رمزية تحمل الكثير، وزاد من نجاح الفيلم ظروف عرضه حيث تم منعه لجرأته ولإعتقاد الرقابة أن صناع الفيلم يشبهون الزعيم جمال عبدالناصر، ورجال النظام من خلال شخصية عتريس وعصابته فتوجه حسين كمال، وقتها بشكوى مباشرة لعبدالناصر الذي شاهد الفيلم وأمر بعرضه ووقتها قال: "لو كنت مثل عتريس وعملت زيه يبقى من حق الناس تقتلني".

وسبق هذه التجربة أيضًا تجربة لا تقل أهمية من خلال فيلم "البوسطجي"، مع المخرج حسين كمال أيضا وقصة الأديب يحيى حقي، وكان الخال وقتها شاعرًا مشهورًا وقرر كمال إستخدام اشعاره وصوته في أحداث الفيلم ولكن لم يكتب اسمه على تترات الفيلم وإختار الخطاب الثالث من جوابات البوسطجي، القط ليلقيها بنفسه في الأحداث.

ويعود "الخال" بعدها بسنوات للسينما من خلال الحوار الذي يقوم بكتابته لأحد أهم روايات أصدقائه الأديب الكبير يحيى الطاهر عبدالله، مع المخرج خيري بشارة، وهو فيلم "الطوق والأسورة"، وكتب السيناريو يحيى عزمي واستطاع الأبنودي، من خلال الحوار الذي جاء على لسان الشخصيات أن ينقل روح الرواية والمكان بشكل صادق جعل من غير الممكن أن يتصور احد ان يكتب هذا الحوار غير الأبنودي وظهرت روح الخال من خلال الجمل المميزة التي إستطاعت أن تحول شخصيات الرواية لشخصيات حقيقية.

وبعدها لم يكرر الأبنودي، كتابة الحوارت للسينما وتفرغ لدوره كشاعر غنائي وكانت مشاركاته من خلال الأغنيات التي يقدمها في بعض الأفلام والمسلسلات إذن لم تنقطع علاقته بالدراما وكانت أغنياته تدخل في السياق الدرامي مباشرة فقد كتب أغنيات لفيلم "البريء" للمخرج عاطف الطيب والسيناريست وحيد حامد، وفيلم "أغنية الموت" للمخرج سعيد مرزوق وبطولة فاتن حمامة وهو فيلم تلفزيوني قصير، وللأسف لا يتم عرض هذا الفليم كثيرًا.