الجزارين مابين الرابح والخاسر فى أول أيام عيد الأضحى


تَسلَّلْ بعض الدخلاء إلى مهنة الجزارة

الأحوال الإقتصادية قد أثَّرَت بشكل كبير على دخل الجزارين و صبيانهم , حيث أن اللحمة الآن أصبحت للميسورين فقط .

الجزار هو أول من يتأثر بسوء الأحوال الإقتصادية


بعد إنتهاء مشاعر أول يوم من عيد الأضحى من, صلاة وذبْح, عادَ الجزارون إلى محال الجزارة, فبعضهم يحمل الخسارة والبعض الأخر يحمل المكسب من موسم الربح للجزارين .

حيث أن الشعب المصرى يُقْبِل على الحَجْز عند الجزار , قبل أيام عيد الأضحى بوقت طويل، وذلك لكى يُخَصِّص لهم بعضًا من وقته خلال أيام العيد لذبح الأضْحِيَة .

فيما قال سلطان , أحد الجزارين: إن الجزارة تُعْتَبر مهنة مُورَّثَة تعلمناها من آباءنا, ولكن إختلف ذلك حاليًا, حيث جاء دخلاء على المهنة, من صبيان المَعلِّمين والمحلات الكبرى للجزارة, وهذا ما يُسبِّب لنا الخسارة .

وأكد سلطان لـ بوابة الفجر : أن الجزار ليس مُيسَّر الحال كما يتخيَّل الجميع, حيث يقع علينا خسائر كثيرة, والجزار هو أول من يتحمَّلها, بالرغم من أننا أحيانًا تقع علينا أرباح بعد موسم عيد الأضحى, ومواسم الصيام .

كما يقول سلطان: إن الأحوال الإقتصادية قد أثَّرَت بشكل كبير على دخْل الجزارين و صبيانهم , حيث أن اللحمة الآن هى للميسورين فقط, فيما يصل الكيلو منها إلى 60 جنيه , وأن الجزار هو أول من يتأثر بسوء الأحوال الإقتصادية .

فيما يقول أصيل , من أشهر جزارين منطقة شبرا : أن الجزارة فن وذوق، وهى مهنة لا يمكن الإستهانة بها، كما أن الجزار الماهر يُعْرَف من سحبة سكينته على رقبة العجل أو الخروف , مضيفًا فى عائلتنا كان جدى الأكبر متعهدًا فى مجال توزيع اللحوم خلال فترة الإحتلال البريطانى لمصر، وهذا منذ أكثر من مائة سنة .

وعن المظاهر التى تسبق عيد الأضحى المبارك، أوضح شيخ الجزارين : أن الجميع فى المدبح يعملون بشكل متواصل، وربما لأكثر من 16 ساعة فى اليوم الواحد، خلال الأيام العَشْرِ التى تسْبِق عيد الأضحى من كل عام .

وتابع قائلًا: وينتهى هذا العمل مع غروب شمس يوم وقفة عرفات، لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة صباح يوم العيد, وأما عن عملى أنا شخصيًا، فإنني لم أَعُدْ أقوم بذبح الأضاحى بنفسى، لأننى أصبحْتُ مَعَلِّم ، ويعمل تحت يدى اليوم أكثر من 12 جزار شاب, يتولون هذه المهمة تحت إشراف المَعلِّم صاحب المحل .

فيما إنتقد خليل الصغير , صاحب محل جزارة ما وصفه بـ تسلل بعض الدخلاء إلى مهنة الجزارة ، فقال: هناك بعض الناس ممن يعملون فى مهن مختلفة يظهرون فى المواسم والمناسبات فقط، فيجوبون الشوارع والحارات، ويصيحون بأصواتهم, جزار نظيف , ويرتدون جلبابا أبيض ملطخا بالدماء، وكأنه مشهد من الفيلم المصرى بوحة .

وبالنسبة للكلمات الطريفة التى يتلقونها صبيان الجزارين فى أول يوم من العيد, الذبْح أولا ولاّ السلْخ ، و تصدق سلخت قبل ما أدبح ,وهى أحد الجمل الشهيرة لفيلم بوحة

حيث تم تسمية كثير من الصبيان وأُطْلِقَ عليهم إسم بوحة بعد فيلم بوحة والذى يُظْهِر الجزارين على أنهم من الأغنياء, فى حين يقوم الجزارون مع أصحاب الأضحيات بتبادل بعض القصص والمواقف الطريفة والتى تُقابِلْهُم فى أيام العيد .