إيمان كمال تكتب: هيبتا.. علامات الحب السبعة

مقالات الرأي



لا تتشابه الوجوه.. فى مراحل الحب والأحلام والحياة والملل والضياع وحتى مرحلة الاكتمال فى الحب، فلا قصة تشبه الأخرى، فتتوه الملامح فلا نعيش مع ملامح شخص بعينه وهو الذى ركز عليه مخرج فيلم هيبتا هادى الباجورى فى أول عشر دقائق فلا يمكن أن تعيش مع ملامح الشخصية، ليلتحم الأبطال فى واحد، فما يعيشه كل منهم من تحولات ومواقف يجعلهم يواجهون نفس المصير.

شخصيات هيبتا لا يلتقون ولكننا نعيش مع كل قصة على حدة ،الطفل الصغير الذى يحب ابنة الجيران ويتغير مجرى حياته بانتحار والدته «كندة علوش» التى ظهرت كضيفة شرف.

وأحمد مالك الذى يقدم شخصية الشاب صغير السن الذى يعانى من ورم فى الضهر ولكن معاناته لم تمنعه أن يعيش قصة حب مع زميلته التى تجسدها جميلة عوض فى أول ظهور سينمائى لها.

أما دينا الشربينى فهى الفتاة التى تقرر فسخ خطبتها بعد تعلقها بفنان شاب استطاع قراءة ما بداخلها.

وأخيرا يتحول البطل «عمرو يوسف» إلى شخص معقد ويقبل بأن يعيش على هامش الحياة ويصل إلى قرار الانتحار لتظهر أمامه رؤى أو ياسمين رئيس فتقلب حياته رأسا على عقب.

تدور الأحداث والشخصيات بين حب وملل وتمسك ومن ثم فراق أو علاقة مجنونة فى المشاعر، لنكتشف فى نهاية الأمر أننا أمام بطل واحد وهو ماجد الكدوانى الذى يحاضر هيبتا بحضور زوجته رؤى «نيللى كريم» التى ظهرت أيضا كضيفة شرف.

هيبتا يعود به المخرج هادى الباجورى للسينما بعد تجربته فى واحد صحيح والذى قدمه قبل سنوات وهو الفيلم أيضا الذى تناول فكرة مشابهة من حب وفتور وعلاقات مختلفة.

استطاع أبطال الفيلم أن يتحقق كل منهم فى مساحته المرسومة لشخصيته، فعمرو يوسف نجح فى رسم صورة الرجل المكتئب الذى تمسك بفرصته فى الحياة بعد أن أحب رؤى، أما ماجد الكدوانى فبالرغم من أن مشاهده ابتعدت عن الحوار الطبيعى بين الأشخاص ولكن عفويته وبساطته كانت هى المساحة للمتلقى ليرتبط بالأفكار التى يناقشها الفيلم.

جميلة عوض ومالك موهبة حقيقية لا تزال بحاجة لشخصيات تحقق لهمًا ثقلاً وتنوعًا إلا أن ظهورهما تناسب كثيرًا مع مرحلتهما العمرية وخبرتهما التمثيلية.

أما أحمد داود فيؤكد بأنه «عفريت» تمثيل يستطيع أن يلبس أى شخصية بالأداء مكتملا بالصورة الخارجية التى يبنيها للشخصية، وهو الأمر نفسه فى ظهوره فى فيلم «قبل زحمة الصيف» فالشاب الرسام الذى يبتعد عن قيود المجتمع هو بعيد كل البعد عن الجناينى فى فيلم خان.

سيناريو الفيلم الذى كتبه وائل حمدى استطاع من خلاله ألا يقع فى فخ الممل أو الضياع فى زحمة الشخصيات والأحداث فأنت تعيش مع كل حالة وتنتظر الجديد فى كل قصة بدون فذلكة أو اصطناع ولكن فى حالة شديدة البساطة والانسيابية والتدفق فى الأحداث ، كانت قد غابت عن السينما الفترة الماضية.

هيبتا.. دعوة للتمسك بالحب..والعلاقات.. دعوة لأن نطلق لمشاعرنا العنان ولا نقيدها بالتزامات ترهق حالة الحب فيصل إلى مرحلة الفتور والملل ومن ثم الانفصال، وحتى إن وصلنا لتلك المرحلة فليس من العيب أن نعترف ونقرر أن نعيش بدايات جديدة.