رئيس لوبي السعودية بأمريكا: ستنتقل من الذهب الأسود إلى الذهب الأخضر

السعودية

بوابة الفجر


السعودية تمر بمرحلة تاريخية جديدة، من المتعارف لدى معظم الاقتصاديين في العالم هو صعوبة تنويع مصادر الدخل خصوصا مع وجود تحديات أمنية وجيوسياسية بالإضافة للتحديات الاقتصادية التي يمر العالم بها.

رؤية السعودية لعام 2030 هي رؤية طموحة جدا وقد يراها البعض كـ "too good to be true" جيدة جدا لكي تكون حقيقية. وفق ما جاء بشبكة "سي إن إن" اﻷمريكية

ولكن بالنظر إلى الواقع الديموغرافي للسعودية سنجد أن أكثر من 70 في المائة من الشعب السعودي من فئة عمرية تحت الـ30 سنة وان أكثر من 50 في المائة، من الشعب تحت الـ25 سنة، هذه الثروة الشبابية لا تحتاج إلا إلى توجيه لكي يتم تسخيرها في صنع اقتصاد ذكي قادر على الإبداع والتغيير وخلق الفرص الاقتصادية والتنموية. أتذكر كلمة جميلة قالها لي توماس فريدمان حينما ادرت حواره في الرياض بخصوص رأيه عن جيله والجيل الحالي فقال: إن جيله كان يبحث عن عمل وهذا الجيل عليه أن يصنع العمل. "Looking for a job vs creating the job"

أعتقد أن أحد أهم ركائز أي اقتصاد حديث هو التركيز على إيجاد بيئة تنافسية وتسهيلات نظامية ولوجستية لريادة الأعمال وتحفيزها.

اعتقد أنه من الممكن الاستفادة من تجربة ولاية مينيسوتا في الولايات المتحدة في مجال ريادة الأعمال، فهي ولاية ديناميكية ومحفزة جدا لخلق الفرص، زرتها عدة مرات وتفاجأت حينما تواصلت مع أحد العاملات في مطعم وسألتها عن دراستها وخطة عملها المستقبلية فقالت لي بأنها تعمل على ابتكار منتج جديد في المجال التجميلي وأنها أنهت إجراءات براءة الاختراع وأنهت التواصل والاتفاق مع شركة مصنعه وأنها الآن تعمل على إيجاد خطة تسويقية. العجيب أنها لم تتكلف إلا رسوم رمزية، فالشركة المصنعة لن تصنع المنتج إلا بعد أن يتم طلبه من قبل المستهلك إلكترونيا.

هذه البيئة التنافسية والمحفزة على الإنتاج والابتكار هي أحد أهم الأسباب التي جعلت ولاية مينيسوتا من أنجح الولايات تعليميا واجتماعيا رغم صعوبة أجوائهم القارسة في الشتاء.

رجوعا للثروة السعودية، أعتقد أن ملامح الرؤية السعودية الجديدة تثبت بأن التحديات هي التي تخلق الفرص، وبأن السعودية ستنتقل من الاعتماد على الذهب الأسود إلى الذهب الأخضر، بمعنى من النفط إلى سواعد الشباب.