في الذكرى الـ5 لمقتله.. "بن لادن" حكاية مجاهد أرعب الأمريكان.. (بروفايل)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يوافق اليوم الذكرى الخامسة لمقتل الرجل الذي أثار جدلاً  كبيراً على الساحة الدولية, بعد أن استطاعت الولايات المتحدة قتله بعد مطاردات دامت لأعوام .
"أسامة بن لادن" نجل الملياردير محمد بن عوض بن لادن، وترتيبه بين إخوانه وأخواته هو 17 من أصل 52 أخ وأخت، درس في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وتخرج ببكالوريوس في الاقتصاد ليتولى إدارة أعمال شركة بن لادن.
بداية علاقته بالجهاد
بدأت علاقة أسامة بن لادن بأفغانستان منذ الأسابيع الأولى للغزو الروسي لها في 26 ديسمبر 1979,حيث شارك مع المجاهدين الأفغان ضد الغزو الشيوعي، وكان له حضور كبير في معركة جلال آباد التي أرغمت الروس على الانسحاب من أفغانستان.
وذلك نتيجة ثروة عائلته التى تقدر بقرابة سبعة مليارات دولار مما مكنه من تحقيق دعم وأهداف المجاهدين .
بيت الأنصار
وفي عام 1984م ظهر أول نموذج لعمل مؤسسي لجهاد العرب في أفغانستان وهو بيت الأنصار في بيشاور. واعتبر بيت الأنصار محطة أولى واستقبال مؤقت للقادمين العرب للجهاد في أفغانستان قبل توجههم للتدريب ومن ثم للمساهمة في الجهاد. 
وكان أسامة يرسل الشباب العرب الذين يقيمون في بيت الأنصار إلى قادة المجاهدين في ذلك الوقت أمثال قلب الدين حكمتيار وعبد رب الرسول سياف وبرهان الدين رباني. وقد تزامن تأسيس بيت الأنصار مع تأسيس مكتب الخدمات في بيشاور من قبل الشيخ عبد الله عزام.
توسعات أسامة
قرر أسامة أن يتوسع في عمليته الجهادية وعمل على أن يكون لديه معسكراته وخطوط إمداده، فتمكن من تشييد ستة معسكرات وتمكن من خلال خبرته في الإنشاءات من تحريكها ونقلها أكثر من مرة تبعاً لظروف الحرب، وبعد تجربة المعسكرات وتمكن أسامة من تبني المجاهدين العرب منذ وصولهم إلى تدريبهم إلى إشراكهم في المعارك أصبحت فكرة المشاركة في الجهاد ذات جاذبية شديدة لأن الشباب أصبحوا يتناقلون أخبار بساطة الفكرة وتقليل هيبة المشاركة في الجهاد كون الذي يستقبل ويدرب ويقود كلهم من العرب.
قاعدة معلومات
لم ينتهى الأمر عند ذلك بل أسس بن لادن هو ومعاونوه سجل القاعدة عام 1988م وهو عبارة عن قاعدة معلومات تشمل تفاصيل كاملة عن حركة المجاهدين العرب قدوماً وذهاباً والتحاقاً بالجبهات، وأصبحت السجلات مثل الإدارة المستقلة ومن هنا جاءت تسمية سجل القاعدة على أساس أن القاعدة تتضمن كل التركيبة المؤلفة من بيت الأنصار ,للقادمين إلى الجهاد قبل توجههم للتدريب ومن ثم المساهمة في الجهاد ومعسكرات التدريب والجبهات، واستمر استعمال كلمة القاعدة من قبل المجموعة التي استمر ارتباطها بأسامة بن لادن.
السعودية
بعد الانسحاب السوفياتي من أفغانستان عاد بن لادن إلى السعودية وعلم بعد فترة من وصوله أنه ممنوع من السفر، وظن أن السبب هو الانسحاب الروسي وتفاهم القوى العظمى، ونشط في إلقاء المحاضرات العامة.
ولم تقتصر السعودية على ذلك بل حذرته من ممارسة أى نشاط علنى.
مغادرة السعودية
بعدما ساءت الأحوال عقب الغزو العراقي ولعدم التزامه بالتقييد المفروض عليه وبسبب تجميد نشاطه، غادر بن لادن السعودية عائدا إلى أفغانستان ثم إلى الخرطوم عام 1992، حينها صدر أمر في نهاية العام نفسه بتجميد أمواله. ثم تحولت قضية بن لادن إلى قضية ساخنة على جدول أعمال المخابرات الأميركية، فسحبت الحكومة السعودية جنسيته عام 1994.
أفغانستان
بعد تركه السعودية اتجه أسامة إلى السودان ولكن الحظ لم يحالفه هناك, حيث وقعت أحداث الصومال واليمن وانفجار الرياض, بعد هذه الأحداث تعرضت السودان لضغط كبير من أميركا ودول عربية لإخراج بن لادن أو تسليمه، وتحت هذا الضغط خرج هو ورفقاؤه إلى أفغانستان.
ومنذ أن وصل هناك بدأت الأحداث تتوالى  بشكل درامي من انفجار الخبر إلى استيلاء طالبان على جلال آباد إلى محاولة خطفه هو شخصيا إلى بيان الجهاد ضد الأمريكان الذي أصدره في نوفمبر 1996.
وتوالت الأحداث ونسبت إلى بن لادن وأعوانه أغلب حوادث التفجير التي حدثت في العالم والتي فيها مساس بالمصالح الأمريكية، وأصبح بن لادن العدو اللدود لأميركا وفي كل مصيبة تحدث يوجه إليه إصبع الاتهام، لكنه يبقى بطلا لكثيرين في العالم الإسلامي.
وتوالت الخلافات بين أسامة بين لادن وبين الولايات المتحدة الأمريكية ,حيث كانت تسعى دائماَ إلى اللحاق به ومحاولة الإمساك به وقتله.
أحداث 11 سبتمر
فبعد أحداث سبتمبر2001 الشهيرة وضعت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة على رأس المطلوب الانتقام منهم، وتغيرت منذ ذلك التاريخ أوضاع سياسية وعسكرية كثيرة ليس في أفغانستان وحدها ولكن في الكثير من دول العالم أيضا.
وفي يوم 10 سبتمبر 2002 سمع صوت بن لادن من خلال شريط  بثته قناة الجزيرة يمدح منفذي هجمات سبتمبر مما اعتبره الكثيرون دليلا واضحا على مسؤوليته عن التفجيرات باعتباره العقل المدبر والجهة الممولة.
مطاردة بن لادن وقتله
ظلت الولايات المتحدة تطارد بن لادن وتنظيم القاعدة في أي مكان تعتقد بوجوده فيه إلى أن أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في تصريح مقتضب فى 2 مايو2011 نبأ مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في هجوم نفذته وحدة خاصة أميركية على أراضي باكستان.
وفي تصريح قاله أوباما إن قوة خاصة نفذت العملية، وإن معركة عنيفة جرت حتى مقتل بن لادن، وإن التعاون مع باكستان في مجال مكافحة ما أسماه الإرهاب ساعد في التوصل إلى بن لادن مشددا على أن العدالة تحققت.
دفنه
استطاع بن لادن اكتساب تعاطف كثير من شعوب العالم الإسلامي, لأنه ليس له هوية وطنية وليس تبعاً لأى دولة, فنعي بعد موته في المسجد الأقصى في القدس وجامع السلطان أحمد في اسطنبول وميدان التحرير بالقاهرة وفي سائر أقطار العالم الإسلامي وعدد من دول العالم، وأقيمت عليه صلاة الغائب في كبرى الدول الإسلامية .