سر ارتباط "شم النسيم" بـ"الفراعنة" من قبل 5 آلاف عام

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يعود الاحتفال بعيد شم النسيم إلى ما يقرب من 4700عام ، فهو أحد أعياد مصر الفرعونية، والذي ترجع تسميته بـ"شم النسيم" إلى الكلمة الفرعونية شمو وهي كلمة هيروغليفية، ويرمز بها عند قدماء المصريين إلي بعث الحياة.
وتحول اليوم الذى مات فيه الإله "ست" إله الشر وانتصر عليه الخير, إلى عيد عند المصريين القدماء وعرف بإسم "شم النسيم" وعند اليهود عرف باسم "عيد الفصح "أما أقباط مصر، احتفلوا بهذا اليوم واعتبروه يومًا مباركًا بدأت فيه الخليقة .
أصل تسمية شم النسيم
وأطلق الفراعنة على هذا اليوم "عيد الشموس" أي بعث الحياة، وحرِّف الاسم على مر الزمن، وخاصة في العصر القبطي إلى اسم شم، وأضيفت إليه كلمة النسيم نسبة إلى الربيع حيث يخرج الناس إلى المتنزهات والحدائق احتفالا بعيد الربيع .
وهناك رواية أخرى تقول إن  المصريين القدماء قسموا السنة المصرية القديمة إلى ثلاثة فصول كل فصل منها يحتوي على أربعة أشهر الفصل الأول عرف بكلمة "آخت" والتي تعنى الفيضان, الفصل الثاني كلمة برت بمعنى الإنبات، الفصل الثالث فقد أطلقوا عليه كلمة شمو بمعنى التحاريق إشارة إلى نضج المحاصيل والثمار إيذانا ببدء موسم الحصاد , حيث عبرت اللغة المصرية القديمة عن أعواد القمح والنبات بكلمة "سيم" وعن نضجها بكلمة "شم إن سيم" بمعنى "تحاريق النبات"، فكانت هذه الكلمة هى الأصل فى تسمية هذا العيد بشم النسيم.
بداية الاحتفال
وترجع بداية الاحتفال به إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام، أي نحو عام (2700 ق.م)، وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية ويحتفل به الشعب المصري حتي الآن، وإن كان بعض المؤرخين يرون أن بداية الاحتفال به ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات، ويعتقدون أن الاحتفال بهذا العيد كان معروفًا في مدينة هليوبوليس "أون".
علاقة الاحتفال بالفلك
وكان قدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم في احتفال رسمي كبير فيما يعرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس في برج الحمل.
 فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب  ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم. وفى تلك اللحظة تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، فتبدو واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين وقد انشطرت إلى قسمين.
أكلات شم النسيم عند الفراعنة
اعتبر السمك المملح من أغذية المصريين القدماء الرئيسية ولكنه ارتبط بموسم الحصاد بمغزى عقائدي هام حيث ربط المصريون بين السمك المملح وبين جسد المعبود أوزوريس فاعتبروا أن عملية تحنيط الموتى باستخدام الملح تقابل في حد ذاتها عملية تفسيخ السمك من حيث تجفيفه وإضافة الملح إليه.
وكان تناول الحمص الأخضر "الملانة" من الأمور المحببة في شم النسيم كوسيلة من وسائل الترفيه حيث أطلق عليه المصريون كلمة "حربيك" بمعنى رأس الصقر تيمنا بالصقر الوليد حورس، الذى أنجبته إيزيس بعد ممات أبيه أوزيريس فكان رمزا لإعادة الميلاد وتجدد الحياة للكون كله.
كذلك  تناول البيض فى موسم الحصاد يعبر عن رمزية البعث وإعادة الميلاد، حيث آمن المصري القديم بأن البيض كان رمزا لإله الشمس الذى خرج من بيضة كبيرة معلنا بدء الخليقة، كما اعتبره رمزا لإلهات الأمومة ورمزا لبعث الحياة من كل شيء صلب كخروج الفرخ من البيضة وخروج النبت من البذور، وعلى الرغم من أن عادة تلوين البيض قد وفدت إلينا قديما من الفرس خلال القرن السادس الميلادي إلا أن الأصل في رمزية البيضة ذاتها قد خرج من الحضارة المصرية القديمة.
طقوس الفراعنة
وكان الفرعون يشارك بنفسه في تلك الاحتفالات، حيث يقدم حزمة من باكورة القمح فى هذا الموسم إلى المعبود "مين" رب الخصوبة أمام جموع الناس، ثم يطوف الكهنة وجموع الشعب بموكب هذا الإله وهم يحملون تمثاله فيمرون على الحقول قبل حصادها اعترافا منهم بفضله عليهم، وكانت التقدمة الرئيسية لذلك المعبود هى نبات الخس البلدي الذى أطلق عليه المصريون كلمة «عبو»، والذى كان رمزا للخصوبة.