إعادة الكرامة أو السجن.. سيناريوهات فض اشتباك "الداخلية والصحفيين"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

محمود: لا حل للأزمة إلا بإعادة الكرامة لمعقل الحريات
البيومي: الحل يكون بالحوار وبتقديم "الداخلية" بعض التنازلات
حلمي: لا خروج من الأزمة إلا بتغليب العقل على العواطف.. وتستر النقابة سبب الأزمة


تشهد مصر في هذه الايام أزمة طاحنة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية بعد اقتحام الأخيرة مقر نقابة الصحفيين واعتقال الصحفيين عمرو بدر "رئيس تحرير بوابة يناير" والصحفي بالموقع ذاته محمود السقا، الأمر الذي أثار غضب الصحفيين المصريين ورفضته النقابة رفضاً تامًا، مطالبةً بإقالة وزير الداخلية وفتح تحقيق موسع مع كل من أعطى الأمر ونفذه، كما شهدت سلالم النقابة بعدها وقفات احتجاجية تطالب بإقالة "وزير الداخلية" والاعتذار للصحفيين عن هذه الواقعة التي تحدث لأول مرة في تاريخ النقابة منذ تأسيسها قبل 75 عام.

هذه الأزمة المعقدة التي شغلت الرأي العام بأكمله والتي يعتقد البعض بأنها لن تمر مرور الكرام وستؤدي إلى تغير كبير في موقف الصحافة المصرية من السلطة الحاكمة، فكيف ستجري الأمور في الايام القادمة؟ وما هي السيناريوهات المتوقعة لحل الأزمة؟ وهل سترضى الصحفيين أم إنها تزيد المشهد تعقيداً، وهو ما جاوب عليه عدد من الخبراء والمختصين.

من صنع الأزمة يحلها     
وفي هذا السياق قال كارم محمود، رئيس لجنة التشريعات بنقابة الصحفيين، إن الخطأ الجسيم الذي ارتكبه المسؤولين في وزارة الداخلية من عدم القراءة الجيدة للمشهد الحالي، وافتعال أزمة كبيرة بين الصحفيين والشرطة، عندما قامت قواتها بإلقاء القبض على الزميل الصحفي "عمرو بدر" داخل مبنى النقابة، وكان يجب عليها أن تعلن بشكل رسمي في بيانات رسمية واضحة نتائج المخاطبات بينها وبين نقيب الصحفيين ومجلس النقابة، التي استمرت ثلاثة أيام، أولاً بأول، لتضع مجلس النقابة أمام مسؤولياته، وعلى الجماعة الصحفية، ومن قبلها الرأي العام، الحكم الفصل.

وتابع "محمود" أنه لا يتصور أي سيناريو لحل الأزمة الحالية بين الصحفيين والداخلية، مؤكدًا أنه على من صّنع الأزمة أن يقوم بحلها، في إشارة منه لوزير الداخلية والاقتحام هو إهانة للدستور والقانون وسيحاسب كل من سعى لذلك وكل من أهان الصحافة والصحفيين . 

واختتم أنه لا حل للأزمة إلا بالاستجابة لمطالب الصحفيين وإعادة كرامة مّعقل الحُريات بعدما اقتحمه رجال الأمن وهو أقالة اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، والاعتذار للصحفيين .  

الحوار لحل الأزمة     
ومن جانبه قال الدكتور إبراهيم البيومي، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالمركز القومي للبحوث، أنه من حق نقيب الصحفيين أن يحمي أعضاء نقابته من بعض ممارسات الداخلية، ولكن لابد من الحوار من أجل حل الأزمة الحالية، ولابد من تقديم بعض التنازلات من قبل وزارة الداخلية لأن لا سبيل من خُنق الزجاجة إلا بالحوار المفتوح بين الطرفيين .

بينما رأى الكاتب الصحفي عصام عامر، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الديار، اقتحام نقابة الصحفيين لا يمكن أن يتم إلا بإذن من القيادة السياسية، مؤكداً على أن اقتحامها كان خطوة مكتملة لعدم دعوة أي عضو من أعضاء مجلس النقابة في لقاء الرئيس بالمثقفين في إشارة إلى الاستهانة بدور النقابة في قضايا الوطن .

تغليب العقل على العواطف   
ومن ناحية أخرى قال اللواء أيمن حلمي، مدير إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية، متسائلًا: "هل نقابة الصحفيين ومن قبلها نقابات الأطباء والمحامين والمهندسين وباقي النقابات، أقوى من إرادة مصر وشعبها وحكوماتها؟ فهناك من يقول أن للنقابات قدسية كبيرة، وهل هي أكبر من الدولة؟  ولا يجب اقتحامها، وهو مبرر منقوص لا يمكن قبوله بسهولة".

وتابع "حلمي" أن وزارة الداخلية تقوم بعملها وكان هناك بعض المطلوبين أمنيا بسبب نشرهم لأخبار كاذبة يتخذون من النقابة ملازًا أمننا لهم من الشرطة، وكان تستر النقابة عليهم سببًا مباشرًا في الأزمة الحالية.

ورأى أنه لا سبيل للخروج من الأزمة إلا بتغليب العقل على العواطف من قبل الصحفيين وتقديم المصلحة العليا للبلاد فوق أي اعتبار لأن مصر تمر بمرحلة حرجة اقتصاديًا وسياسيًا .