إيران تفتح أبوابها لحركة الجهاد الإسلامي

عربي ودولي

بوابة الفجر


فتحت إيران أبوابها لحركة الجهاد الإسلامي بعد اختلاف في الرأي بينهما تسبب في عام من القطيعة. 

ووفق ما أوردت صحيفة الشرق الأوسط، فإن العلاقات عادت شبه طبيعية بين إيران وحركة الجهاد الإسلامي بما في ذلك تعهد إيران باستئناف الدعم المالي للحركة.

وأكدت أن العلاقة والدعم المالي والمواقف من المحاور كانت محل نقاش بين وفد الحركة الذي يرأسه الأمين العام رمضان شلح، والمسؤولين الإيرانيين خلال الأيام القليلة الماضية، وعلى رأسهم المرشد الأعلى علي خامنئي ووزير الخارجية جواد ظريف. 

زيارة إيران
يذكر أن وفداً رفيع المستوى من حركة الجهاد الإسلامي ترأسه الأمين العام رمضان شلح وصل إلى إيران قبل أيام وما زال هناك في زيارة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عامين، وتأتي تتويجاً لجهود انتهاء القطيعة التي قادها تنظيم حزب الله اللبناني. 

والتقى وفد الجهاد الإسلامي كثيراً من المسؤولين الإيرانيين بينهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، ووزير الخارجية جواد ظريف، ورئيس البرلمان علي لاريجاني، وأمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني، على أن يلتقي آخرين بينهم رئيس الجمهورية حسن روحاني، وبحسب المصادر، "تم الاتفاق على عودة العلاقات كما كانت"، مؤكدةً أن "الدعم الإيراني استؤنف منذ 3 أشهر بشكل جزئي، وتمكنت الحركة من دفع راتبين لعناصرها بعد شهور من الأزمة، وسيستأنف على نطاق أوسع في المرحلة المقبلة".

وجاءت زيارة وفد الحركة إلى إيران في وقت حرج ووسط اتهامات متصاعدة لإيران بالمشاركة في قتل السوريين في سوريا بما في ذلك حصار حلب، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقادات للحركة السنية الفلسطينية خصوصاً بعد تصريحات لشلح أشاد فيها بإيران، وأكد مسؤولون في الجهاد الإسلامي أن زيارة طهران كانت معدة سلفاً وأن الحركة تنأى بالقضية الفلسطينية عن المحاور.

تصريحات شلح
يشار إلى أن شلح قال في طهران، إن حركته تَعد "الدفاع عن إيران بمثابة الدفاع عن الإسلام"، مضيفاً أن "التحولات في بعض الدول الإسلامية أتاحت الفرصة للكيان الإسرائيلي بأن يمارس ما يشاء من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني المظلوم دون أن يتعرض له أحد"، وتابع في إشارة إلى دعم إيران على حساب دول عربية، "الدول العربية لم ولن تدعم الانتفاضة الشعبية في فلسطين، وذلك لانتهاج مسؤوليها سياسات متضاربة خلال السنوات الأخيرة"، وأردف "في ظل هذه الظروف، نلاحظ أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الدولة الوحيدة التي تساند الانتفاضة وعوائل الشهداء".

وتعد تصريحات شلح بحق إيران فتح صفحة جديدة من العلاقات، وفتحت طهران أبوابها لحركة الجهاد بعد خلاف كبير بدء منذ "عاصفة الحزم" في اليمن، وكانت طهران تتطلع بعد موقف كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس، اللذين أيدا الشرعية في اليمن، إلى موقف فلسطيني مناهض لحملة عاصفة الحزم ضد الحوثيين، وطلبوا من حركة الجهاد تصدير موقف بذلك مشابه لموقف حزب الله اللبناني، لكن حركة الجهاد رفضت، وأكدت بشدة عدم التدخل في شؤون أي بلد عربي، وهو الموقف الذي فاجئ الإيرانيين الذين كانوا يعتقدون أنه يمكن لحركة الجهاد أن تقف إلى جانبها في كل شيء، على غرار الموقف الذي اتخذته الحركة من الأزمة السورية، حيث كان موقفها مسانداً للرئيس السوري بشار الأسد ورفضاً مهاجمته أو إعلان تأييد للثورة هناك.

حركة الصابرين
ومن بين الملفات التي نوقشت كذلك ملف "حركة الصابرين" الشيعية التي تتلقى دعماً من إيران، وكانت سبباً في التوتر في وقت سابق، بعدما صبت طهران كل الدعم للحركة الشيعية متجاهلة حركة الجهاد وحماس، ويتهم مسؤول سابق في الجهاد بأنه تشيع بعد خروجه من الحركة وأسس حركة الصابرين، وقالت المصادر إن طروحات إيرانية بدمج الحركتين أو لتعاون بينهما، لم تلقَ آذاناً صاغية لدى حركة الجهاد الإسلامي.