الفضائيات تنتج أفلاماً لإنقاذ السينما وتعرضها على شاشاتها فقط

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


ساهمت القنوات الفضائية الخاصة منذ ظهورها لما يقرب من 20 عاما تقريباً فى إنعاش السينما بشكل كبير، بالحصول على الأفلام حصرياً لعرضها للمرة الأولى تليفزيونياً ومقابل ذلك تدفع مبالغ مالية كبيرة لصناع السينما، الأمر الذى ساعدهم فى إنتاج أفلام جيدة وهادفة يتناسب عرضها على القنوات التى تدخل البيوت المصرية، لكن مع قيام ثورة يناير واهتمام القنوات بإنتاج برامج حوارية وسياسية لمواكبة التطورات والأحداث، تراجعت الفضائيات عن شراء الأفلام مما أدى بالتبعية إلى انهيار فى صناعة السينما، لكن عادت القنوات الفضائية للمشهد، وتسعى قناة "النهار" لإبرام شراكة مع المنتجين من خلال المخرج طارق العريان الذى باشر التنسيق لهذه المهمة، بعدما قررت شبكة تليفزيون النهار دعم السينما المصرية بإنتاج 24 فيلماً سينمائياً جديداً، ووقع الفنان أحمد حلمى أيضاً اتفاقية مع مجموعة قنوات OSN لعرض أعماله على شاشتها بعد فترة قليلة من طرحها فى دور العرض السينمائية، وجاءت اتفاقية الشراكة الضخمة بين شركة روتانا والمنتجين المصريين، لتكون الفرصة الأكبر لإنقاذ صناعة السينما بعدما رصدت شركة روتانا ما يقرب من 350 مليون جنيه لإنتاج ما يقرب من 50 فيلماً، ورغم المميزات التى تتبع هذه الاتفاقيات إلا أنها بالتأكيد ستؤثر على الإقبال على دور العرض السينمائية بعدما يعتاد الجمهور على مشاهدة الأفلام فى المنزل، وليس قاعات السينما، خاصة بعدما رصدت إحصائيات الإيرادات أرقاماً الفترة الأخيرة تشير إلى عزوف عدد كبير من الجمهور عن دور العرض مقارنة بالإيرادات التى كانت تحققها الأفلام من 5 أعوام تقريباً.

عن هذا الأمر تقول المنتجة ماريان خورى أن صناعة السينما تعانى بشكل عام وتحاصرها الأزمات من عدة جوانب حتى إن الوضع أصبح سيئا للغاية ولا يساعد المنتجين على إنتاج أفلام جديدة لأن المنتج يحتاج لتسويق الفيلم حتى يغطى تكلفة إنتاجه، ومع تعدد الأزمات وتعرض المنتجين لخسائر كبيرة أصبح هناك تخوف من إنتاج أعمال جديدة، لكن مثل هذه المبادرات ستشجع المنتجين على تقديم أعمال فنية جيدة لأنهم ضمنوا تسويقها فضائياً.

وتابعت خورى إن الجميع يعلم أن العائد المالى لأى فيلم يتم إنتاجه يكون عن طريق القنوات الفضائية التى تشترى من المنتج وتقوم بعرضه حصرياً على الجمهور، وهى بالتأكيد مع أى شىء يصب فى إنعاش صناعة السينما.

أما الفنانة بشرى فأيدت فكرة التنسيق بين شركات الإنتاج السينمائية والقنوات التليفزيونية قبل بدء تصوير الأفلام، وهو دعم كبير تحتاجه الشركات لتسرع فى خطوات تنفيذ مشاريعها الجديدة، لافتة إلى أن السينما المصرية واجهت مشكلات إنتاجية خلال السنوات الماضية ترتبط بضعف الإيرادات خلال مواسم مهمة.

وأشارت بشرى إلى أن القنوات الفضائية تؤدى دوراً كبيراً فى حلقة الإنتاج السينمائى حالياً، موضحة أن زيادة الأفلام ستدفع بوجوه جديدة إلى المشهد السينمائى من مؤلفين وفنانين، ما يجعلهم يحصلون على فرصة جيدة لتقديم إبداعاتهم وأفكارهم للجمهور.

وأكد الناقد الفنى على أبو شادى أن هذه المبادرات ستحد من سرقة الأفلام التى تتسبب فى قلة الإيرادات السينمائية، وكانت ترفض القنوات الفضائية شراء الأفلام لعرضها حصرياً بسبب عدم تحقيقها أى مكاسب، ومن هنا تصبح الخسارة مزدوجة فى العرض التجارى والفضائى، ومن هنا يكون الطبيعى هروب منتجى السينما واتجاههم للإنتاج التليفزيونى لضمان تحقيق مكاسب من العمل.