مستشار دي ميستورا: مايو شهر محبط بالنسبة للعمل الإنساني في سوريا

عربي ودولي

بوابة الفجر


أعلن يان اجلاند، كبير مستشاري المبعوث الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا، أن الثلث الأول من شهر مايو كان محبطا بالنسبة للعمل الإنساني في سوريا، سواء على مستوى إيصال المساعدات أو تسهيل مرورها.


وقال اجلاند - في مؤتمر صحفي بعد اجتماع لممثلي مجموعة الاتصال الدولية لدعم سوريا، اليوم الخميس - إنه "من بين 905 آلاف محتاج للمساعدة في المناطق المحاصرة والمناطق التي يصعب الوصول إليها في سوريا، وهو ما كان مخططا لشهر مايو، فإن أكثر من نصفهم لم تتكن الأمم المتحدة وشركاؤها في العمل الإنساني من إيصال الإمدادات إليهم، بما في ذلك كل المناطق في حلب، حيث السكان ينزفون واحتياجاتهم كبيرة.


وفي المقابل، أوضح اجلاند أن الأمم المتحدة والشركاء كانوا قادرين على الوصول إلى اليرموك ودير الزور (بالإسقاط الجوي للمساعدات)، وذلك من بين 18 منطقة محاصرة، وستذهب بعثة تقييم أممية لأول مرة إلى داريا، وستضم خبراء في كافة المجالات الإنسانية لتقييم ما يجب القيام به تجاه احتياجات السكان هناك.


وأضاف أنه جاري العمل فيما يتعلق بتطعيم الأطفال في سوريا، وكذلك مد الإمدادات الطبية الإضافية، حيث سيتم من خلال الهلال الأحمر العربي السوري إيصال لبن الأطفال واحتياجات الأمهات لداريا.


ونوَّه اجلاند بأن هناك بعثة أخرى لتقييم الوضع ستذهب إلى مناطق أخرى محاصرة لم تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إليها حتى الآن، مثل دوما وشرق حرستا، وهناك ضوء أخضر بالفعل للذهاب، وأيضا إلى عربين وزملكا وسبادين، معبرا عن أمله في تغطية كافة تلك المناطق خلال الأيام العشرة المقبلة.


وأشار إلى أن العمل الإنساني في سوريا الآن متناقض، حيث أصبح بالمقدور تغطية العديد من "المناطق المحاصرة" الأصلية بشكل أفضل من "المناطق التي يصعب الوصول إليها" والتي أصبحت بحكم الواقع مناطق محاصرة، مبينا أنه ليست الحكومة السورية فقط هي من تسبب المشكلات والعوائق، ولكن أيضا كانت هناك بعثة لتقييم الأوضاع ستذهب إلى الفوعة وكفرايا، ولكن لم يسمح لها بالدخول وهي محاصرة من قبل مجموعات معارضة مسلحة.


وقال اجلاند إنه واستنادا إلى البيان الأمريكي الروسي المشترك الذي صدر الأسبوع الماضي، هناك تأكيدات أن الأمم المتحدة ستتمكن من الوصول إلى كل المناطق المحاصرة في الأيام المقبلة، كما ستصل أيضا المساعدات الطبية، معبرا عن أمله في أن يتم التصديق على ذلك في فيينا بالاجتماع الوزاري للمجموعة الدولية لدعم سوريا (17 دولة) الأسبوع المقبل.


وأضاف أنه في الوقت الذي اعتبر فيه أن كسر اتفاق وقف الأعمال العدائية كان كارثيا على العمل الإنساني في سوريا، كان هناك اختراق إيجابي ولو بسيط شهدته الأيام الماضية أيضا، حيث سُمح بالذهاب إلى شرق حرستا من خلال بعثة التقييم للأوضاع، وهو ما كان غير مسموح به منذ اجتماع المجموعة الدولية في ميونيخ في فبراير الماضي، وكذلك الأمر بالنسبة لعربين وزملكا وسبادين التي قُدم لها تسهيلات مشروطة، وفي المقابل، ليس من المسموح الوصول إلى مناطق محاصرة أخرى مثل الوعر وحلب حتى الآن.


من جانبه، رفض المبعوث الخاص لسوريا دي ميستورا - في نفس المؤتمر الصحفي - الحديث عن الجوانب السياسية للأزمة السورية من زاوية جولة المفاوضات المقبلة، معتبرا أن قضية وقف الأعمال العدائية هي نقطة مهمة للغاية ولها تأثير كبير على العمل والوضع الإنساني في سوريا، وأنها ستكون موضوعا رئيسا على جدول أعمال اجتماع فيينا المقبل، مؤكدا أنه سينتظر نتائج فيينا لتقييم الوضع للنظر فيما هو قادم.