فصل الدعوى عن السياسة.. آخر فصول الصراع الإخواني

تقارير وحوارات

جماعة الإخوان المسلمين
جماعة الإخوان المسلمين


 
التيار الشبابي للإخوان يطالب بفصل الدين عن السياسة.. وعواجيز الجماعة: "تدليس"
خبير في الشئون الإسلامي: "الإخوان منبوذة شعبيًا".. وداعية سلفي: "الإخوان بها انحرافات شرعية"
 
أثارت دعوات فصل الجانب الدعوى عن النشاط السياسي أزمة جديدة في صفوف جماعة الإخوان، بين الجبهة الشبابية والقيادات التاريخية بقيادة محمود عزت.

وطالبت بعض قيادات الإخوان المحسوبين على تيار الشباب بفصل النشاط الدعوى عن النشاط السياسي، أوائل مارس الماضي وتجددت الدعوات في هذه الأيام، مطالبين بتوسيع نطاق المراجعة الفكرية وتحديد أوجه المستقبل.
 
وعلى إثر هذه الدعوات اتخذ إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة، قرارًا  بتجميد عضوية 8 من أبرز قادة الإخوان المطالبين بالتغيير.
 
فصل الدعوى عن السياسة خلال أسابيع
 
وبالأمس خرج عمرو دراج، أحد قيادات جماعة الإخوان المحسوب على التيار الشبابي يعلن أن "هناك توجه للإخوان بفصل العمل الحزبي عن الدعوى، عُرض على قطاعات واسعة من الجماعة، ويناقش داخليا وإعلاميا على نطاق واسع، مؤكدًا أن اللجنة الإدارية العليا تدرس هذا الأمر حاليا بشكل عميق".
 
وتوقع دراج في حوار له، أن يتم الإعلان عن قرار الفصل رسميا خلال الأسابيع المقبلة، "خاصة أن هناك توافقا كبيرا داخل كثير من مؤسسات الجماعة، وبين عموم "الإخوان"، على أهمية هذا الفصل وضرورته؛ للحفاظ على الجماعة، واستعادة دورها الدعوي والمجتمعي بشكل أفضل".
 
وزعم أن الجماعة بهذا الفصل "ستقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب السياسية"، متوقعا أن تسفر "عملية التفاعلات الصحية التي تجري داخل "الإخوان"؛ عن إصلاحات مهمة في مسار الجماعة".
 
ورأى دراج، الذي شغل منصب وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة محمد مرسي، أن قرار حركة النهضة التونسية بالتحول الكامل إلى حزب سياسي سيحدث "فراغا دعويا ومجتمعيا، خاصة أنه لا توجد مؤسسات كبيرة حتى الآن في تونس تقوم بمهمة الدعوة بكفاءة، وهذا قد يؤدي إلى جنوح بعض الشباب للتطرف".
 
وفي الوقت الذي ألمح فيه إلى أن قرار "النهضة" قد يكون نتيجة مراعاة العامل الخارجي بقدر كبير، والوقوع في هاجس التخوف مما حدث في مصر؛ فقد شدّد دراج على أن قرار الفصل بالنسبة لجماعة الإخوان هو نتيجة مراجعات ذاتية وعوامل مجتمعية، مؤكدا أنه "لا يوجد أي طرف خارجي له علاقة بهذا القرار المنتظر".
 
حشمت: فصل الحزب عن الدين قريبا
 
وافقه في الرأي الدكتور جمال حشمت، عضو مجلس شورى  جماعة الإخوان ، الذي قال في تصريح سابق له: "تأكد عزم كل الأطراف داخل الجماعة على ضرورة فصل الجانب الحزبي التنافسي عن الجانب الدعوي والتربوي، و"سيُعلن هذا قريبا"، مشيرًا أن هناك "سعي لمراجعات كبرى، لكنها تحتاج وقت، وإرادة، وتقديم الشباب".
 
الكومي: فصل الدين عن السياسة "تدليس"
 
على الجانب الآخر وصف الدكتور عز الكومي، القيادي بجماعة الإخوان ، هذه الدعوات بـ"التدليس"، قائلا: "دراج ليس مسؤولا عن أي ملفات بالجماعة وهو مجد العضوية"
 
وأضاف الكومي  في تصريح له: "ﻻ أؤيد وﻻ أرفض والجماعة بها من المؤسسات ما هو كفيل إقراره الشأن أو ذاك بإقرار هذا الشأن أو ذاك؛ قائلا: "أنا ضد الفصل لأنه دعوة مغلفة للعلمانية بفصل الدين عن الحياة، وهذا منزلق خطير كما فعلت النهضة فى تونس".
  
إخوان تونس تفصل الدعوة عن السياسة
 
تزامنت دعوة إخوان مصر عقب قرار حركة النهضة التونسية التابعة للتنظيم الدولي للإخوان، الذي أعلنته على لسان رئيسها راشد الغنوشي، خلال اجتماع مجلس شورى الحركة، بتخليها الكامل عن النشاط الدعوي الديني والتفرغ للنشاط السياسي فقط، تظهر التساؤلات حول إمكانية اتجاه بقية أفرع التنظيم، لا سيما في مصر، للتخلي عن العمل الدعوي أو على الأقل الاكتفاء به وفصله عن العمل السياسي. فيما يؤكد البعض استحالة ذلك بل واستحالة تطبيق قرار حركة النهضة على أرض الواقع.
 
الزعفراني: فصل الدين عن السياسية صعب لهذا السبب
من جهته يقول الدكتور خالد الزعفراني، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن عملية الفصل بين الجانب الدعوي والحزب السياسي "شيء طيب" بالنسبة لحركات الاسلام السياسي، مشيرًا أن السياسة لعبة قذرة ولابد أن لا تخلط بالدعوة إلى الله.

وأضاف الزعفراني في تصريح خاص لـ"الفجر" رغم أن هذه الخطوة مفيدة بالنسبة للجماعة، لكن من الصعب تنفيذها نظرًا للانقسام الواضح في صفوف الجماعة.

ولفت الخبير في شئون الحركات الإسلامية إلى أن حزب النهضة التونسي نجح في ذلك وتحول لحزب سياسي.

وأشار إلى أن الإخوان عليها أن تقتنع بأن هناك جفاء مع الشعب قائلا: "لابد أن يعو أن الشعب لن يقبل عودتهم كما كانوا "تنظيم سري" يمارس عملًا سياسيًا بجانب العمل الدعوي.

داعية سلفي: جماعة الإخوان فيها انحرافات شرعية كثيرة
وبدوره انتقد الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، إعلان جماعة الإخوان فصل العمل الدعوى عن السياسى، مؤكدا أن الإخوان تتجه نحو "العلمانية" مضيفًا أن العمل السياسى جزء من العمل الدعوى، والإسلام ليس فقط صلاة وصيام وزكاة ونحو ذلك ، ولكنه عبارة عن عبادة وسياسة واقتصاد وغيره.
 
وتابع في تصريح له: "جماعة الإخوان فيها انحرافات شرعية كثيرة، وإذا فصلت العمل الدعوى عن العمل السياسى فالمنتظر منها المزيد من السوء والتنازلات والذوبان فى النفعية والبعد عن الدين، والطريق الصواب هو أن تضبط جماعة الإخوان نشاطها بالشرع ، وأن تتحرك وفق منهج الإسلام القويم ، والخطأ أن تنفصل عن الشرع والدعوة".